صحة وعلوم

بعدما واجه البلد صعوبة في الحصول على اللّقاحات الضروريّة

تدفق هبات ينقذ تونس من "كارثة" صحية ناجمة عن كوفيد-19

تبرعات لإنقاذ تونس من "كارثة" صحية. 25 تموز/ يوليو 2021
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تونس: تتدفّق هبات قادمة من دول أوروبيّة وخليجيّة كما من الشتات التونسي ومن مواطنين عاديّين، لمساعدة تونس على تفادي "كارثة" صحيّة في ظلّ موجة حادّة من الإصابات بوباء كوفيد-19.

وبعدما واجه البلد صعوبة في الحصول على اللّقاحات الضروريّة قبل أن تجتاحه الطفرة الوبائيّة في تموز/يوليو، تلقّى حتى الآن 3,2 مليون جرعة، معظمها عن طريق هبات، على أن يتخطّى عدد الجرعات التي سيحصل عليها خمسة ملايين بحلول منتصف آب/أغسطس، بحسب ما أفادت وزارة الصحة.

وتلقّت تونس حوالى نصف مليون جرعة من الصين وعددًا مماثلًا من الإمارات العربية المتّحدة، كما وصلت 250 ألف جرعة من الجزائر المجاورة.

من جهتها، قدّمت فرنسا وحدها هذا الأسبوع أكثر من مليون جرعة من لقاحي أسترازينيكا وجونسون أند جونسون، تكفي لتلقيح 800 ألف شخص، أي "عشر السكان البالغين" في البلد البالغ تعداده السكاني 12 مليون نسمة، بحسب ما أوضح وزير الدولة جان باتيست لوموان لوكالة فرانس برس.

كما تتلقّى تونس مساعدات من الجمعيّات والشتات.

إنقاذ تونس

وقالت سيرين الشاذلي العضو في المنظمة التونسيّة للأطبّاء الشبّان التي وجّهت دعوة لجمع هبات نقلتها منظّمات وهيئات أخرى، إنّ "تعبئة المجتمع المدني أنقذت تونس من سيناريو كارثي".

وأوضح الدكتور هاشمي الوزير مسؤول معهد باستور في تونس، متحدّثًا لوكالة فرانس برس أنّ "هبات اللّقاحات ستسمح لنا بتسريع حملة التلقيح لتحقيق هدفنا بتحصين حوالى 50% من المواطنين بحلول منتصف تشرين الأول/أكتوبر" ما سيسمح بـ"الحد من انتقال الفيروس في البلاد".

لكن هذه اللّقاحات تصل متأخّرة، إذ تواجه تونس أحد أسوأ معدّلات الوفيّات جراء كوفيد-19 في العالم، في وقت لم تتلقَّ سوى سدس الجرعات الموعودة في إطار برنامج كوفاكس الموجه إلى الدول الفقيرة.

رعب في المستشفيات

ويتقاسم روّاد إنترنت تونسيون مقاطع فيديو تظهر فيه عائلات مذعورة لا تجد سريرًا شاغرًا لأحد أفرادها، وممرضون يتخوّفون من انقطاع الأوكسجين، وجثث مكدّسة في مشارح استنفدت طاقتها.

ووجّهت المستشفيات الرسميّة التي تعاني بالأساس جرّاء سوء الإدارة والنقص في الموارد، نداء في مطلع الصيف لطلب مساعدات، ولا سيّما لوازم حماية ومعدات إنعاش.

وفي مستشفى القيروان (شمال)، أحد أوائل المستشفيات التي استنفدت قدراتها في ظل تدفق المصابين بكوفيد-19 في أواخر حزيران/يونيو، قالت الشاذلي أنّ "هبات أجهزة تركيز الأوكسحين ساعدت في خفض عدد الحالات الخطيرة والوفيات".

وباعت بطلة كرة المضرب أنس جابر مضربين لتمويل وحدة إنعاش في بلادها.

وارتفع عدد الأسرّة في أقسام الإنعاش في المستشفيات العامة التونسية من 90 إلى 500 حاليًّا، وذلك بفضل هبات جزئيًّا.

كما سمحت الجمارك التونسيّة لكل تونسي قادم من الخارج بجلب جهاز لتكثيف الأوكسجين بدون دفع رسوم جمركيّة عليه.

غير أنّ نصب المعدّات الأكثر تطوّرًا يصطدم بقلّة التنسيق كما يعاني من عقبات إدارية.

مساعدات دوليّة

وفي هذا السياق، لم يتم نصب مستشفى ميداني قدّمته الولايات المتحدة في أيار/مايو إلّا في تموز/يوليو، كما أنّ مستشفى ميدانيًّا آخر قدمته قطر لم يبدأ العمل بعد لنقص الأوكسجين.

ومن أصل ثلاثة مولّدات أوكسجين بقيمة مليون يورو سلمتها فرنسا في مطلع حزيران/يونيو يمكن لكلّ منها تزويد 300 سرير بشكل متواصل، لم يتم تشغيل سوى واحد فقط بالكامل.

وأرسلت فرنسا وإيطاليا في الأيام الماضية كميات كبيرة من الأوكسجين في حاويات.

كذلك أرسلت دول عربية منها السعودية وقطر ومصر والجزائر والإمارات العربية المتحدة أطنانًا من المعدّات الطبيّة، وقدّمت موريتانيا 15 طنًّا من السمك.

لكن ذلك لن يكفي لإخراج تونس من الأزمة، فالتونسيّون لا يلتزمون بالكامل بتدابير الوقاية في حين أنّ الصراع على السلطة في أعلى هرميّة النظام يبلبل عمل الهيئات العامة.

وشدّدت الشاذلي على الحاجة إلى "وعي على مستوى المواطن، وإدارة جيدة للأزمة الصحيّة من قبل السلطات، واستقرار سياسي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف