صحة وعلوم

مخاطر كبيرة للرشوة والإكراه

كيف يمكن إقناع رافضي اللقاح؟

صورة من الأرشيف لجرعة من اللقاح ضد كورونا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرياض: العصا أم الجزرة؟ بينما ينتشر المتحور دلتا شديد العدوى في أنحاء العالم، مهددا بتأخير عمليات إعادة الفتح والانتعاش في الدول التي اعتقدت أن برامج لقاح كوفيد - 19 الخاصة بها كانت تحقق نجاحا، تواجه الحكومات سؤالا حساسا عن كيفية إقناع المواطنين المترددين بأخذ اللقاح. عادة ما تتضمن الإجابات مزيجا من التحفيز والقسر. في أمريكا، حيث تقدم الولايات جوائز تراوح بين مائة دولار وتذاكر للمدن الترفيهية وتذاكر يانصيب. في المملكة المتحدة، تشمل الهدايا وجبات سريعة وركوب سيارات الأجرة مجانا.

لكن بعض الحكومات بدأت باستخدام عقوبات تزداد شدة، فرض اللقاح شرطا من شروط التوظيف، والسفر، والدخول إلى أماكن التسلية والترفيه. ومن الأمثلة المدهشة على ذلك إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سن قوانين تلقيح إجباري جديدة للعاملين في الرعاية الصحية وطلب تصريح صحي للدخول للأماكن العامة مثل المطاعم، ، والقطارات السريعة. تم تفعيل القوانين الجديدة هذا الأسبوع، بحسب "الاقتصادية".

نيويورك أولى

في الأسبوع الماضي، أصبحت نيويورك أول مدينة في الولايات المتحدة تطالب بدليل على تلقي اللقاح للنشاطات الداخلية بما في ذلك تناول الطعام، والنوادي الرياضية، والحفلات الموسيقية، بينما قرر تحالف مالكي الحانات في سان فرانسيسكو، وهي مجموعة تجارية تمثل 300 حانة في سان فرانسيسكو، تبني سياسة لا لقاح، لا دخول.

ولا تزال هذه مشكلة الدول الغنية إلى حد كبير. هناك مساحات كبيرة في العالم حيث تتدافع الحكومات للحصول على الإمدادات وتتمنى الحصول على رفاهية القلق بشأن المترددين تجاه اللقاح.

لكن في أميركا الشمالية وأوروبا يشكل عزوف عدد كبير من السكان عن تلقي اللقاح تهديدا محتملا لأنظمتهم الصحية واقتصاداتهم نتيجة لانتشار المتحور دلتا.

وبالرغم من رغبة الحكومات الشديدة في تقديم حوافز جديدة لأخذ اللقاح، يحذر بعض المختصين من العواقب غير المقصودة، قد تغضب الإغراءات النقدية الأشخاص الذين سبق لهم أن تلقوا اللقاح، بينما تؤدي جوازات سفر اللقاح لانقسام الرأي العام.

يجادل ستيفن ريتشر، أستاذ علم النفس في جامعة سينت أندروز، بأن هناك "كثيرا من التعقيدات والعثرات" التي تحيط ببرامج التحفيز &- وقد يكون لجوازات سفر اللقاح "تأثير استقطابي"، وفقًا لتقرير نشرته "الاقتصادية".

يقول، "يمكن للناس الذين كانوا سيتلقون اللقاح على أي حال القول لأنفسهم، ’حسنا سأقوم بفعل ذلك بشكل أسرع‘ لكن من الناحية الأخرى، أولئك العازفون يصبحون أكثر سلبية ومقاومة. يمكن أن يكون الأشخاص الذين تريد كسبهم على وجه التحديد هم الأشخاص الذين تنفرهم".

بالنسبة لعديد من الخبراء، الحوار بشأن الحوافز هو رد سطحي ويتجاهل العمل الأكثر صعوبة، لكنه ضروري، وهو التواصل المباشر مع الجماعات التي لديها تحفظات تجاه اللقاح ومحاولة إقناعها.

تحث البروفيسورة بيتي كمبمان، مديرة مركز اللقاحات في كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية، خبراء الصحة على التركيز على التواصل مع الشباب. تقول، "نحتاج أن يثق هذا الجيل بالمنتج بدلا من حصوله على بيتزا مجانية. أنا لست سعيدة بأن يشعر أي شخص بأنه يتعرض للرشوة أو الإكراه تجاه أي لقاح".

حملات إجبارية

بالنسبة لمعظم الحكومات القلقة بشأن تلقي اللقاح، الهدف الرئيس الآن هو الشباب الذين كانوا في آخر القائمة وتعد نسبة المخاطرة إلى المكافأة أقل تفضيلا بالنسبة لهم بشكل كبير عن كبار السن. ذلك أن فرص الإصابة بالمرض والوفاة من كوفيد - 19 تزداد مع تقدم العمر، في حين أن الشباب معرضون لأعراض خطيرة نادرة جدا بعد تلقي اللقاح، مثل التهاب أنسجة القلب، إضافة إلى الآثار الجانبية العابرة الشائعة مثل الإرهاق والصداع والغثيان.

في إنكلترا، مثلا، تظهر البيانات الأخيرة لخدمة الصحة الوطنية أن أقل من 70 في المائة من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما قد تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح. وعلى الرغم من كونهم مؤهلين لتلقي اللقاح منذ 18 حزيران (يونيو)، إلا أن ما يزيد قليلا على 30 في المائة فقط تلقوا الجرعة الثانية. وما يزيد قليلا على 70 في المائة من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما تلقوا الجرعة الأولى. على النقيض من ذلك، فإن أكثر من 90 في المائة من الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما تلقوا الجرعتين. يعتقد أن الاستخفاف بالمخاطر والتردد في تلقي اللقاحات والرسائل المختلطة حول فوائد اللقاحات جميعها عوامل تؤدي إلى بطء تلقي اللقاح بين الشباب، بحسب "الاقتصادية".

تظهر استطلاعات الرأي أن الإجراءات الحكومية المتشددة لتشجيع تلقي اللقاح، مثل فرض استخدام جوازات سفر اللقاح، تحظى بشعبية لدى الجمهور. وتشير الدلائل إلى أنها تزيد معدلات تلقي اللقاح، على الأقل في المدى القصير.

في فرنسا، أدت إجراءات ماكرون إلى احتجاجات غاضبة في الشارع من قبل أقلية نشطة، ازداد عددها خلال الأسابيع الأربعة الماضية، لكن أعادت هذه القواعد نشاط حملة التلقيح التي كانت تفقد الزخم. الحجوزات اليومية الجديدة التي كانت راكدة عند نحو 150 ألفا في حزيران (يونيو)، ارتفعت إلى أكثر من 400 ألف في منتصف تموز (يوليو)، رغم أنها انخفضت إلى نحو 175 ألفا هذا الشهر.

وبالفعل تفوقت فرنسا التي طالما عدت واحدة من أكثر الدول تشككا بشأن اللقاحات، على الولايات المتحدة في نسبة السكان الذين تلقوا اللقاح بالكامل &- 56 في المائة مقابل 50 في المائة في الولايات المتحدة و58 في المائة في المملكة المتحدة، وفقا لموقع "عالمنا في البيانات".

تقول آنا أودون، الأستاذة في الصحة العامة في جامعة بافيا، في إيطاليا، كانت هناك زيادة حادة في حجوزات تلقي اللقاح &- ارتفاع 15 في المائة إلى 200 في المائة في المناطق الإيطالية المختلفة - بعدما أعلنت الحكومة أنها ستوسع التصاريح الصحية لتشمل الدخول إلى المطاعم والأماكن العامة الأخرى. وهي تعتقد أن اللقاح الإجباري هو "الحل الأخير في أوقات الطوارئ الكبيرة" والأداة الأكثر فاعلية في جعبة الحكومات.

لكن بعض الخبراء يحذرون من الجانب السلبي المحتمل لفرض اللقاحات وحوافزها، حتى وإن كان لها تأثير إيجابي فوري.

تقول البروفيسورة هايدي لارسون، المديرة المؤسسة لمشروع ثقة اللقاح في كلية لندن للصحة وطب المناطق الاستوائية، "مع زيادة إمدادات اللقاح في العالم المتقدم، تسارع الحكومات في تقديم الحوافز والأوامر لزيادة الإقبال &- دون التفكير مليا بالعواقب التي قد تزيد قوة آراء المترددين".

يشير ريتشر، أستاذ علم النفس في جامعة سينت أندروز، إلى أن الحوافز تأتي مع مخاطر أيضا. يقول، "تشير بعض المؤلفات العلمية إلى أنها يمكن أن تقلل ما يسمى الدوافع الذاتية. بعبارة أخرى، ستحصل على اللقاح لأنك ستحصل على مكافأة مقابل ذلك، وليس لأنك تعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الواجب القيام به".

وجاءت ردود فعل سلبية سريعة وغاضبة عندما عرض مجلس مدينة ليفربول على "تويتر" تذاكر مجانية لمباريات فريق ليفربول لكرة القدم للمشجعين الذين تلقوا اللقاح أخيرا. قال بعضهم إنه من غير العادل تقديم الجوائز للمتأخرين عن تلقي اللقاح. وغرد أحدهم "كافئوا الملايين الذين تلقوا اللقاح عندما طرح". واتهم آخرون المجلس باستخدام "الإكراه" و"الرشا".

في الولايات المتحدة كانت الجامعات من المؤسسات الأولى التي فرضت تلقي اللقاح على الموظفين والطلاب. الآن بدأت بعض الولايات الأخذ باقتراح الرئيس جو بايدن بتقديم 100 دولار لكل متلقي لقاح جديد. في أستراليا طالب حزب العمل المعارض بتقديم حوافز بقيمة 300 دولار أسترالي (220 دولارا أمريكيا) &- فكرة تم رفضها من قبل الحكومة على اعتبار أنها "إهانة" لمن سبق لهم تلقي اللقاح.

تقول لارسون، "أعتقد أن 100 دولار مبلغ كبير، وهو أيضا تمييز ضد من سبق لهم تلقي اللقاح".

في ولاية أركنسو التي تلقى 38 في المائة من سكانها جرعتي اللقاح، وهي أحد أقل معدلات متلقي اللقاح بالكامل في الولايات المتحدة، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يتم تقديم تراخيص الصيد وصيد الأسماك مجانا. ومع ذلك، تقول جينيفر ديلاها، رئيسة قسم التحصين في وزارة الصحة في الولاية، إن المنح المجانية لم تفعل شيئا يذكر. تضيف، "يرغب الناس حقا في اتخاذ قرار مستنير يستند إلى معلومات ـ والمنح لا يضيف معلومات جديدة".

رسالة إعلامية

يوافق ريتشر، أستاذ علم النفس في جامعة سينت أندروز، على أن الطريقة الأنجع لتعزيز تلقي اللقاح تتضمن مشاركة المجتمع بدلا من "الحيل"، بحيث يأخذ مسؤولو الصحة العامة الوقت الكافي لمعالجة المخاوف المتبقية بطريقة غير اتهامية. يقول، "اذهب للناس بدلا من إجبارهم على القدوم إليك، واستمع لهم، وخذ مخاوفهم على محمل الجد بدلا من تجاهلهم واسمح لهم بالعودة لك".

على الرغم من تجنيد الحكومات والسلطات الصحية المشاهير للترويج للقاح &- من أمثال نجوم الأفلام مثل جيم برودبنت وثانديوي نيوتون في المملكة المتحدة ومضيفي التلفاز إيفا لونجوريا وريان سكريست في الولايات المتحدة &- في الأغلب ما يكونون أكبر بجيل أو جيلين من جمهورهم المستهدف، وفقًا لـ "الاقتصادية".

تقول كمبمان، "نحتاج إلى تنشيط المؤثرين الشباب (على وسائل التواصل الاجتماعي) الذين يتمتعون باحترام هذه الفئة العمرية وتقبلها لهم".

اتخذت وزارة الصحة في المملكة المتحدة خطوة حذرة في هذا الاتجاه من خلال إشراك طبيب يبلغ من العمر 26 عاما ومنسق الأغاني، بوداليا، في حملتها الأخيرة "لا تفوت"، التي تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في عطلة نهاية الأسبوع. حيث تحث الشباب البالغين على عدم تفويت فرصة زيارة النوادي الليلية، التي تتطلب تلقي الجرعتين في إنجلترا اعتبارا من بداية أيلول (سبتمبر). في الولايات المتحدة، تحدثت نجمة البوب المراهقة أوليفيا رودريجو الشهر الماضي في البيت الأبيض جنبا إلى جنب مع الرئيس، وحثت نظراءها على تلقي اللقاح.

يحذر بعض الخبراء من أن تقديم جوازات سفر اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية والعرقية والطبقية القائمة. تخشى ماري جوفرت روستيد، وهي عالمة اجتماع في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية "إنسيرم"، أن الأثرياء الذين يملكون الموارد للسفر والذهاب إلى المطاعم، يستجيبون للحوافز، في حين أن الأفقر الذين في الأغلب ما يكونون من بين أكثر المترددين بشأن اللقاح، لا يتأثرون لأن أسلوب حياتهم ليس في خطر بالطريقة نفسها.

وعلى الرغم من أنها تدعم قوانين ماكرون على المدى القصير، إلا أن جوفرت روستيد تعتقد أن الرسائل الواضحة والمقنعة ستكون أكثر نجاعة على المدى الطويل.

في المملكة المتحدة أظهر بحث من مكتب الإحصاء الوطني في وقت سابق من هذا العام أن معدلات تلقي اللقاح كانت أقل بشكل ملحوظ بين الأشخاص ذوي الأصول الكاريبية والإفريقية السوداء، وكذلك أولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر حرمانا وأولئك الذين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية لغة أولى. خلال الطرح الأولي للقاح نفذت الحكومة البريطانية سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى مكافحة التردد بشأن اللقاح وإعادة بناء الثقة بين الأقليات العرقية. شمل ذلك الرسائل الحساسة ثقافيا واستخدام قادة محليين موثوق بهم كأبطال مجتمعيين لمكافحة المعلومات المضللة. كما شارك نواب ومشاهير بارزون من السود ومن الأقليات العرقية في حملات الصحة العامة التي تحث الناس على المضي قدما وتلقي اللقاح.

بينما تم إحراز تقدم، لا تزال هناك فجوات في تلقي اللقاح. تظهر النتائج الأخيرة من تقرير موقع "أوبن سيفلي" الأسبوعي، الذي تديره كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة أكسفورد، أن من بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاما، تم بحلول 28 تموز (يوليو) تطعيم 77.2 في المائة من أولئك الذين تم تحديدهم على أنهم سود، مقارنة بـ97.5 في المائة ممن كانوا من البيض.

وصول سهل

على الرغم من أن الحملات الإعلامية وجوازات سفر اللقاحات والحوافز تجذب انتباه الجمهور، إلا أن عديدا من الخبراء يقولون إن الطريقة الأكثر فاعلية لزيادة الإقبال على أخذ اللقاح هي ببساطة جعل الأمر أسهل ما يمكن لأولئك الذين يعانون ضيق الوقت وغياب الدافع - لكنهم لا يعارضون التطعيم بشكل فعال - للحصول على اللقاح، كما جاء في "الافتصادية".

تقول مورين ميلر، عالمة الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة كولومبيا في نيويورك، "إن الناس الذين يكون الوصول إليهم أكثر سهولة هم أولئك الذين لا يزالون يفتقرون إلى الوصول إلى اللقاح". تضيف أن الإعلانات بلغات أخرى غير الإنجليزية التي توضح أن اللقاحات مجانية ولا تتطلب تأمينا صحيا أو دليلا على وضع الهجرة، ضرورية لمن يريدون اللقاح لكنهم متوترون.

تتابع، "أي شيء يجعل أي شخص يحصل على اللقاح يعد مهما، لكن من أجل الحصول على أعداد أكبر، نحتاج إلى جعله ملائما وليس مخيفا".

في كثير من الدول أحضر مسؤولو الصحة اللقاحات مباشرة إلى الناس عن طريق تشغيل مواقع ميدانية وعيادات متنقلة. في نيويورك حيث تم تطعيم 57 في المائة من السكان بشكل كامل، تم تمديد العيادات المؤقتة في محطات غراند سنترال وبن التي تقدم لقاح جونسون آند جونسون ذي الجرعة الواحدة إلى أجل غير مسمى بعد النجاح الأولي في إشراك الركاب. في المملكة المتحدة، حيث بدأت الخطة في الوصول إلى الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما، تتم الاستعانة بحافلات اللقاح.

حتى الخبراء الذين يعارضون إدخال إلزامية أخذ اللقاح على نطاق واسع يتفقون على أنها مقبولة للسفر الدولي، حيث يوجد تاريخ طويل من شهادات التطعيم، وفي بعض الوظائف التي تنطوي على كثير من الاتصال البشري.

تقول لارسون، "إنها منطقية بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية ويرعون الأشخاص الضعفاء للغاية، عندما يكون للمشكلة آثار خطيرة". في الأسبوع الماضي، أمرت ولاية ماساتشوستس جميع دور رعاية المسنين في الولاية بضمان تلقيح الموظفين بالكامل بحلول العاشر من تشرين الأول (أكتوبر).

على أي حال، يعتقد بعضهم أن وقت التنبيه اللطيف ينفد. ففي الولايات المتحدة بدأت الشركات، من بينها وولمارت وجوجل وفيسبوك وتايسون فودز ويونايتد إيرلاينز، إجبار بعض موظفيها أو جميعهم على التطعيم. إنهم يتبعون نصيحة أنتوني فوشي، المستشار الطبي لبايدن، الذي أخبر "بلومبيرج" الجمعة، "أود أن أشجع الشركات الخاصة على التفكير بجدية في فكرة فرض التطعيم".

قال ديفيد فروم، المعلق السياسي الأمريكي كاتب خطابات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، لشبكة سي إن إن الأسبوع الماضي، "الأمور على وشك التغير وستتغير بسرعة كبيرة. أظن أنه بحلول هذا الوقت من الشهر المقبل، ستقول أغلبية الشركات المدرجة على قائمة فورتشن 500 ’يجب أن تأخذ اللقاح إن كنت تريد العمل لدينا‘".

يخشى آخرون من أن اتخاذ مثل هذا الموقف المتشدد يمكن أن يقوض الشعبية المتنامية للتطعيم. يظهر استطلاع للرأي أجرته شركة يوغوف (YouGov) لأبحاث التسويق تصاعد الرغبة في أخذ اللقاح في جميع أنحاء العالم خلال الأشهر التسعة الماضية.

الشخصيات الفرنسية لافتة للنظر بشكل خاص. ففي حين أن هناك قاعدة قوية مناهضة للتطعيم في البلاد، أظهرت الجائحة كيف يمكن للمشاعر أن تتغير مع تغير الظروف وفهم الجمهور. في كانون الأول (ديسمبر)، وجدت يوجوف أن 24 في المائة فقط من الأشخاص في فرنسا كانوا على استعداد للحصول على لقاح كوفيد - 19، وفي الشهر الماضي ارتفعت النسبة إلى 80 في المائة، بحسب "الاقتصادية".

في الولايات المتحدة، حيث القضية مستقطبة سياسيا - مع تردد الجمهوريين بشكل ملحوظ في دعم التطعيم (وارتداء الأقنعة) أكثر من الديمقراطيين - كان ارتفاع قبول اللقاح أقل حدة، كما تقول يوجوف ـ ارتفع من نحو 45 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) إلى 70 في المائة في تموز (يوليو).

بالنسبة إلى البيت الأبيض وحكومات أخرى يكمن الخطر في أنها إذا ضغطت بشدة على حملات التطعيم، فسيؤدي ذلك إلى رد فعل عكسي بين خصومها السياسيين - وإلحاق ضرر بالصحة العامة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف