صحة وعلوم

باتت أكثر دول الشرق الأوسط تأثراً بالجائحة

إيران تفرض إجراءات إغلاق جديدة مع تزايد حالات كورونا

امرأة ترتدي كمامة وتسير في شارع في طهران في 3 تموز/يوليو 2021
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طهران: أعلنت السلطات الإيرانية السبت فرض إجراءات إغلاق موقتة في محاولة للحد من تزايد الإصابات والوفيات اليومية الناتجة عن فيروس كورونا، مع السعي الى زيادة وتيرة التلقيح في أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بجائحة كوفيد-19.

وتواجه الجمهورية الإسلامية منذ أواخر حزيران/يونيو، ما يصنّفه المسؤولون "موجة خامسة" من التفشي الوبائي، سببها متحورة دلتا الشديدة العدوى. وتعد هذه الموجة الأشد منذ رصد الفيروس في البلاد بشباط/فبراير 2020.

وبعد تسجيل أكثر من حصيلة قياسية للإصابات والوفيات في آب/أغسطس، قررت الهيئة الوطنية لمكافحة كوفيد-19 إغلاق الدوائر الحكومية والمصارف والنشاطات غير الأساسية في البلاد.

وسيدخل هذا الإجراء حيز التنفيذ اعتبارا من الإثنين ويستمر حتى نهاية السبت المقبل، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن المتحدث باسم الهيئة علي رضا رئيسي.

كما سيمنع التنقل بوسائل النقل الخاصة بين المحافظات اعتبارا من ظهر الأحد (07:30 ت غ) وحتى 27 آب/أغسطس.

طهران وألبرز

واتخذت السلطات إجراءات مماثلة في أواخر تموز/يوليو، لكنها اقتصرت على محافظتي طهران وألبرز المجاورتين.

وتأتي الإجراءات الجديدة مع إحياء الجمهورية الإسلامية مراسم بداية شهر محرّم ومجالس العزاء الحسيني التي تقام حتى يومي يومي التاسع والعاشر (تاسوعاء وعاشوراء) الأربعاء والخميس.

وأكد رئيسي أن المجالس في الهواء الطلق لن تتأثر بالإجراءات الجديدة، علما بأنه سبق للمسؤولين التشديد على ضرورة التزام الوقاية خلال الإحياء.

ووفق أرقام وزارة الصحة، سجلت إيران حتى السبت وفاة 97208 اشخاص من أصل أكثر من 4,38 ملايين مصاب بالفيروس.

وسبق لمسؤولين محليين التأكيد أن الأرقام الرسمية تبقى ما دون الفعلية.

وبدأت حملة التلقيح الوطنية في شباط/فبراير، الا أنها تمضي ما دون السرعة المأمولة. وتأمل السلطات بتسريعها، خصوصا في ظل انتقادات عن تأخر انطلاقها ومحدودية اللقاحات والضغط الذي يواجهه القطاع الصحي.

وشكا مسؤولون من التأثير السلبي للعقوبات الأميركية على استيراد اللقاحات، لاسيما لجهة تعقيدات إجراء عمليات لتحويل الأموال لشرائها.

الطعم في المول

واصطف بضعة آلاف السبت في مركز تطعيم ضمن نطاق مجمع "إيران مول" التجاري في طهران، وفق صحافيين في فرانس برس.

وقالت ممثلة وزارة الصحة في المركز بهاره كريمي "إيقاع التطعيم يتسارع يوميا، الحمدلله"، مضيفة "الأمر لم يعد يتعلق باللقاحات فقط... العاملون في المجال الصحي باتوا متعبين جدا الآن".

وتعمل السلطات على فتح المجال بشكل متزايد أمام فئات مختلفة للتطعيم، مثل المعلمين والعاملين في النقل ومن تجاوز الثالثة والخمسين من العمر.

والسبت، كان الحاضرون في المركز يتلقون لقاح سينوفارم الصيني، وفق كريمي التي أوضحت أن اللقاح قد يختلف بين يوم وآخر، بحسب ما تؤمنه وزارة الصحة التي تستخدم أربعة لقاحات أجنبية هي سبوتنيك-في وسينوفارم وبهارات وأسترازينيكا/أكسفورد، إضافة الى لقاح "كوو إيران بركت" المنتج محليا.

وسعيا لتعويض نقص اللقاحات المستوردة، عملت إيران على تطوير لقاحات محلية. وأعلنت السلطات في الفترة الماضية منح موافقة طارئة لاستخدام اثنين منها، أحدهما "كوو إيران بركت"، على رغم أن الكميات المتوافرة لا تزال محدودة.

وشكا الصيدلي حامد رحمتي لدى انتظار دوره لتلقي جرعة من اللقاح، من أن السلطات "لم (تستورد) عندما كان يجدر بها ذلك، والآن فات الأوان".

ووفق أحدث أرقام وزارة الصحة، تلقى أكثر من 14,7 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، بينما لم يتلق سوى 3,8 ملايين الجرعتين اللازمتين، من عدد السكان الذي يناهز 83 مليونا.

وشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت خلال اجتماع لهيئة كوفيد-19، على الحاجة الى "60 مليون جرعة (لقاح) للسيطرة على الفيروس"، وفق ما نقل عنه الموقع الالكتروني للرئاسة.

وأكد أن استيراد 30 مليون جرعة بات "محسوما" وسيتم توفيرها في وقت قريب، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي اعتبر الأسبوع الماضي أن مكافحة الفيروس باتت أولوية "مستعجلة"، داعيا الى تسريع توفير اللقاحات المستوردة والمحلية.

وكان خامنئي حظر في كانون الثاني/يناير استيراد اللقاحات المصنعة في الولايات المتحدة وبريطانيا، معتبرا أن "لا ثقة بها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف