صحة وعلوم

تحقيق أميركي: أثر نادر لكنه شائع

هل يرتبط لقاح "موديرنا" بالتهاب عضلة القلب؟

صورة من الأرشيف لجرعة من لقاح موديرنا ضد كورونا وبجانبها جرعة من لقاح فايزر
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من دبي: يحقق مسؤولو الصحة الفيدرالية الأميركية، في تقارير تفيد بأن لقاح "موديرنا" المضاد لفيروس كورونا، قد يكون مرتبطاً بزيادة مخاطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب لدى الشباب، بحسب ما أشار إليه تقرير نشره موقع "الشرق". وقال مصدران مطلعان لصحيفة "واشنطن بوست"، إن هذا الأثر الجانبي "ربما لا يزال غير شائع".

ويركز التحقيق، الذي تشارك فيه إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، على البيانات التي وفرتها الحكومة الكندية، والتي تشير إلى أن لقاح "موديرنا" الذي طورته شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية "موديرنا"، ربما ينطوي على مخاطر أكبر على الشباب من لقاح "فايزر ـ بيونتيك"، خاصة بالنسبة للذكور دون سن 30 عاماً أو نحوها.

وتعمل السلطات على تدقيق البيانات الواردة من الولايات المتحدة في محاولة لتحديد ما إذا كان هناك دليل على وجود خطر متفاقم من لقاح "موديرنا" على الأميركيين، أم لا.

وقالت "واشنطن بوست"، إن الشخصين اللذين وصفا التحقيق تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بمناقشة مراجعة قيد الإجراء.

مراجعة وتدقيق

أكد أحد المصدرين أن "الوقت لا يزال مبكراً على التوصل إلى نتيجة"، موضحاً أنه "يتعين على الهيئات الصحية القيام بعمل إضافي قبل اتخاذ قرار بشأن إصدار أي نوع من أنواع التحذيرات أو التوصيات الجديدة أو المنقحة بخصوص هذا الوضع".

كانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أضافت علامة تحذيرية للقاحي "فايزر" و"موديرنا"، وكلاهما يُعرف بلقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال، بشأن زيادة خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، بحسب "الشرق".

وقال أحد المصدرين المطلعين على التحقيق للصحيفة، "لم نتوصل بعد إلى نتيجة بهذا الشأن"، مشيراً إلى أن "البيانات لا تمثل مفاجأة مذهلة".

ولم تستجب شركة "موديرنا" المطورة للقاح لطلب الصحيفة للتعليق.

وقالت المتحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء، ستيفاني كاكومو، إنه "على الرغم من أن الإدارة لن تعلق على الاجتماعات أو المناقشات الداخلية، إلا أنه يمكننا القول إن إدارة الغذاء والدواء ملتزمة تماماً بمراجعة البيانات كلما أتيحت لنا".

وأضافت: "تواصلنا في السابق بشأن العلاقة بين التهاب عضلة القلب ولقاحات (كوفيد ـ 19)، وفي حال غيرت المعلومات الجديدة في ملف المخاطر أو الفوائد، فسوف نطلع الجماهير على آخر المستجدات تبعاً لذلك".

وقالت "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، في بيان، إن لجنتها الاستشارية المعنية بممارسات التحصين "لا تزال تراجع التقارير الخاصة بالإصابة بالتهاب عضلة القلب والتهاب التامور، بعد التطعيم القائم على الحمض النووي الريبوزي المرسال".

وأضاف البيان، الذي نقلته "واشنطن بوست"، أن "إدارة الغذاء والدواء ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وشركاءنا في سلامة اللقاحات يتابعون هذه التقارير عن كثب، بما في ذلك مراجعة البيانات والسجلات الطبية، لمعرفة المزيد، وفهم أي علاقة بين هذه الأمراض والتطعيم القائم على الحمض النووي الريبوزي المرسال ضد كورونا".

وقال أحد أفراد اللجنة للصحيفة الأميركية، إن البيانات الكندية، التي وفرتها الحكومة تشير إلى أنه قد تكون هناك معدلات إصابة بالتهاب عضلة القلب أعلى بمرتين ونصف لدى هؤلاء الذين تلقوا لقاح "موديرنا" مقارنة بمن تلقوا لقاح "فايزر ـ بيونتك".

أثر نادر

وأشارت الصحيفة إلى أن الإصابة بالتهاب عضلة القلب كأثر جانبي "نادرة للغاية"، وحتى إذا كانت أكثر احتمالاً لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح "موديرنا"، فمن المحتمل أنها لا تزال غير شائعة على الإطلاق.

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين يريدون توخي الحذر من أجل عدم إثارة الذعر بين العامة، خاصة في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون إقناع مزيد من الأفراد بالحصول على التطعيم، وسط زيادة في الحالات يؤججها متحور "دلتا" سريع الانتقال، وفقًا لتقرير "الشرق".

وقال مسؤولو الصحة الفيدرالية في أواخر يونيو الماضي، إن هناك "ارتباطاً محتملاً" بين لقاحي "موديرنا" و"فايزر ـ بيونتك" من جانب، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب النادرة في أوساط المراهقين والشباب من جانب آخر، ما وصفته الصحيفة بـ "التأكيد الأقوى حتى الآن" في ما يتعلق بالعلاقة المحتملة.

لكن مستشاري اللقاحات في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، قالوا، في اجتماعهم، في 24 يونيو الماضي، إن الإصابة بـ(كوفيد ـ 19) تعرض الشخص لخطر الإصابة بالتهابات في القلب ومشكلات طبية خطيرة أخرى، أكثر من خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب بسبب التطعيم.

وأصدرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، إلى جانب 15 منظمة صحة عامة وطبية رائدة في البلاد، منها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد، والجمعية الطبية الأميركية، ورابطة الممرضات الأميركية، بياناً مشتركاً، بعد اجتماع يونيو الماضي، قالوا فيه إنهم "يشجعون بقوة كل من يبلغ من العمر 12 عاماً فأكثر على تلقي اللقاح لأن الفوائد تفوق بكثير الأضرار المحتملة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف