الصحة العالمية: العمل لمكافحة أزمة المناخ لا ينتظر انتهاء الوباء

باريس: رغم وباء كوفيد-19، لا يمكن للعالم تأجيل الإجراءات "العاجلة" التي يجب اتّخاذها لمكافحة الإحترار المناخي وتدمير الطبيعة، وهما عاملان يهدّدان صحة البشر، وفق تقرير نشرته المجلّات الطبية الرئيسية في العالم في سابقة.

وقالت افتتاحية نشرت في أكثر من 220 مجلة طبية رائدة من بينها ذي لانسيت وبريتيش ميديكل جورنال وناشونال ميديكل جورنال أوف إنديا "تضرّرت بالفعل صحة البشر بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتدمير الطبيعة".

ومنذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، ارتفعت درجة الحرارة العالمية بنجو 1,1 مئوية ما أدى إلى تداعيات خطيرة على صحة الإنسان.

"Climate, #nature and humanity are inseparable." - President @EmmanuelMacron speaking at #IUCNcongress https://t.co/ZsG2xpt4lk pic.twitter.com/iKFe36iT1F

بداية الكارثة

وأضافت "تسبّبت درجات الحرارة المرتفعة بزيادة حالات الإصابة بالجفاف ومشكلات الكلى وأورام جلديّة خبيثة وإلتهابات ومشكلات عقلية ومضاعفات في الحمل وحساسية ووفيات وأمراض قلب وأوعية الدموية وأمراض رئوية"، بالإضافة إلى تراجع الإنتاج الزراعي ما أدّى إلى تباطؤ جهود مكافحة سوء التغذية.

وهذه التداعيات التي أصابت الفئات الأكثر ضعفًا بشكل أكبر (الأقليّات والأطفال والمجتمعات الأكثر فقرًا...) ليست إلّا البداية، بحسب الإفتتاحية.

وتابعت أنّ ارتفاع الإحترار العالمي بمعدل 1,5 درجة مئوية بحلول 2030 وفق تقرير خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ المنشور في أوائل آب/ أغسطس، واستمرار فقدان التنوّع البيولوجي "قد يؤدّيان إلى أضرار كارثية لا رجعة فيها على الصعيد الصحي".

وشدّد مؤلّفو هذه الإفتتاحية التي نشرت قبل شهرين من مؤتمر الأطراف كوب 26 الحاسم في غلاسكو على أنّه "رغم انشغال العالم بجائحة كوفيد-19، لا يمكننا الإنتظار حتى ينتهي الوباء لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بسرعة".

“The risks posed by climate change could dwarf those of any single disease." @DrTedros, Director General of @WHO, reacts to today’s internationally published editorial on climate change & health. Read more about why it’s time for world leaders to act for a #HealthyClimate:

لا لقاح للمناخ

وعلّق المدير العام لمنظّمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في بيان "أخطار تغير المناخ قد تفوق أخطار أي مرض. سينتهي وباء كوفيد-19، لكن ليس هناك لقاح مضاد لأزمة المناخ. كل خطوة تتّخذ للحد من الإنبعاثات والإحترار تقرّبنا من مستقبل أكثر صحة وأمانًا".

وبالإشارة إلى المبالغ "غير المسبوقة" التي أُنفقت أثناء الجائحة، دعت المجلّات الطبية إلى زيادة كبيرة في التمويل المخصّص لحماية الكوكب.

وبالإضافة إلى التمويل، طالبت بـ"تغيير جوهري في طريقة تنظيم مجتمعاتنا وإقتصاداتنا وفي طريقة حياتنا": إصلاح أنظمة النقل والأنظمة الصحية وطرق إنتاج الغذاء و"ما إلى ذلك".