صحة وعلوم

وسط ظروف مناخية قاسية بشكل متزايد

في الفيليبين... ضحايا الأعاصير يعيشون في خوف

صورة مؤرخة في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 لمنازل مدمرة في جزيرة لوزون في الفيليبين
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

غينوباتان (الفيليبين): بعد مرور عام على دفن إعصار قوي في الفيليبين منزلها تحت انهيارات من الصخور البركانية والرمال، ما زالت فلورفيك بالدوزا تعيش مع عائلتها في مركز إجلاء، وهي تخشى ألا تجد ملاذا آمنا نظرا إلى أن الاحترار يؤدي إلى ظروف مناخية قاسية بشكل متزايد.

ما زالت مئات العائلات من قرى فقيرة حول بركان مايون في جزيرة لوزون التي يعيش فيها أكبر عدد من سكان البلاد، تنتظر إعادة توطينها بعدما ضرب إعصار غوني المنطقة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وقالت بالدوزا (40 عاما) لوكالة فرانس برس وهي تقف على تل من الرمال السوداء التي تغطي المنزل الذي كانت تعيش فيه مع زوجها وابنتيها المراهقتين "إنه أقوى إعصار شهدته في حياتي".

وفر مئات الآلاف من الأشخاص عندما اجتاح إعصار غوني الأرخبيل المصنف من بين البلدان الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.

لكن بعض سكان قرية سان فرانسيسكو، بمن فيهم عائلة بالدوزا، تجاهلوا التحذيرات ولجأوا إلى مدرسة معتقدين أنّ سدا سيحميهم من الفيضانات.

ومع تسبب الإعصار غوني بهطول أمطار غزيرة على المنطقة التي كانت ما زالت مغمورة بالمياه بسبب إعصار آخر ضربها قبل أسبوع، أدركت بالدوزا أن عائلتها كانت في خطر عندما بدأت شلالات مياه تتدفق فوق الجدار الإسمنتي الذي يبلغ ارتفاعه أمتارا عدة.

وهرعت الأسرة إلى منزل والدتها فيما حطم مزيج مدمر من المياه والرمال البركانية والصخور منبع السد وأتت على القرية.

وقالت بالدوزا لوكالة فرانس برس "حوصرنا داخل المنزل. كنا نبكي، زوجي انفصل عنا واعتقدنا أنه توفي".

وتمكنت هي وثمانية من أقاربها، من بينهم أطفال، من الفرار بعدما تسلقوا إلى نافذة وصعدوا إلى السطح. نجا زوجها ألكسندر بتسلقه شجرة مانغا.

متشبثة بسلك كهرباء لتجنب حملها بعيدا بالرياح العاتية، تسلقت العائلة أسطح منازل عدة لتصل إلى مبنى أعلى.

واستذكرت بالدوزا التي كانت تشاهد عاجزة جرف السيول الدراجة النارية التي تملكها العائلة "كانت الحجارة تتساقط على منزلنا، لكن لم يكن بوسعنا فعل شيء. لو لم نغادر منزلنا، كنا سنموت".

قبل حوالى 23 عاما، باعت والدة بالدوزا منزل العائلة في منطقة معرضة للفيضانات في القرية للانتقال إلى أرض أكثر ارتفاعا.

وقالت بالدوزا "لم نتوقع تجربة الأمر مجددا. لم يعد هناك مكان آمن. أينما ذهبنا، تغمرنا المياه".

تزور بالدوزا موقع منزلها بشكل شبه يومي وتبيع وجبات الطعام والمشروبات للعمال الذين يصلحون السد.

وروت "أريد أن أبكي، لقد ربيت أطفالي هنا، لقد عمدناهم هنا وتزوجت أنا وزوجي هنا".

تعيش عائلة بالدوزا الآن في أحد صفوف المدرسة القريبة التي استحالت مركزا للإجلاء الطارئ.

في محافظة ألباي الملقبة "عاصمة الكوارث" تمضي العائلات أياما في الملاجئ خلال مواسم الأمطار.

وتؤثر قرابة ربع العواصف والأعاصير التي تضرب الأرخبيل كل عام على هذه المنطقة الفقيرة وتدمر المحاصيل والمنازل والبنية التحتية.

وبعد عام من السيول الطينية التي قلبت حياتهم، ما زال هناك 100 أسرة تقريبا تعيش في هذه المدرسة، تنام في الصفوف وتحضّر الطعام في مطابخ موقتة.

وتحاول بالدوزا الحفاظ على حياة طبيعية قدر الإمكان لعائلتها.

تتجول كلابها وقططها الاليفة في وسط الصف المشطور بستائر إلى قسمين، واحد للنوم والآخر للعيش.

لكنّ بالدوزا قلقة بشأن مستقبل أطفالها وأوضحت "العواصف تزداد وتيرة وقوة. كيف سينجون إذا لم نعد موجودين؟".

ما زالت العديد من المنازل في سان فرانسيسكو مدفونة جزئيا تحت الرمال والصخور البركانية التي غمرت القرية.

وقد حفر السكان خنادق حول منازلهم لدخولها... ما زال البعض يلتقط الحطام بمجرفة.

يرى بيل بونتيغاو وهو ناشط مناخي في ألباي أن إعصار غوني "جرس إنذار" يشير إلى الحاجة الملحة لتحضير المنطقة لمزيد من الأعاصير العنيفة.

من جانبه، قال يوجين إسكوبار رئيس قسم البحوث في مكتب إدارة الطوارئ في ألباي، إن تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض ويزيد من "تواتر الأعاصير والأمطار وشدتهما".

ويعتقد أن هناك قرابة 170 ألف شخص كانوا عرضة للانهيارات الطينية من منحدرات مايون، البركان الأكثر نشاطا في البلاد.

وأوضح إسكوبار أن "الحل الأكثر اقتصادا هو نقل السكان المعرضين للخطر إلى مناطق أكثر أمانا وتزويدهم الدعم على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي".

لكن بالدوزا تخشى "ألا يكون هناك مكان آمن" بما في ذلك في القرية الجديدة حيث مُنحت عائلتها منزلا مساحته 25 مترا مربعا.

وقالت فيما تقف أمام باب المنزل الصغير "عندما ننتقل إليه، سأباركه حتى يكون لدينا حظ أفضل هنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف