سوق المأكولات البحرية والحيوانات الحية يعتبر مهد الجائحة
دراستان جديدتان: ووهان مصدر فيروس كورونا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: عاد الجدل بشأن أصل وباء فيروس كورونا بعد أن أصدر علماء دراستين متطابقتين تفيد بأنّ سوق المأكولات البحرية والحيوانات الحية في ووهان يعتبر مهد الجائحة، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
وتؤكد الدراستان الفرضية حول بدايات الوباء الذي خرج من الصين أواخر عام 2020 وأودى بحياة ما يقرب من ستة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.
وقال مايكل ووروبي، عالم الأحياء التطورية بجامعة أريزونا والمؤلف المشارك لكلا الدراستين الجديدتين: "عندما تنظر إلى كل الأدلة معاً، فإنها تشكل صورة واضحة للغاية بأن الوباء بدأ في سوق هوانان".
لكن بعض العلماء أشاروا إلى وجود بعض الثغرات التي لا تزال قائمة في الدراستين الجديتين، لا سيما عدم تحديد هوية الحيوانات الناقلة للفيروس التاجي للبشر.
وقال عالم الفيروسات في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، جيسي بلوم، "أعتقد أن ما يطرحانه قد يكون صحيحاً. لكنني لا أعتقد أن جودة البيانات كافية للقول إن أيا من هذه السيناريوهات صحيحة بثقة".
سلالتان
في دراسة منفصلة نُشرت على الإنترنت، الجمعة، حلل علماء المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها الآثار الجينية لأقدم العينات التي تم جمعها من سوق هوانان للمأكولات البحرية في كانون الثاني/يناير 2020.
والتقط الباحثون العينات من خلال مسح الجدران والأرضيات والأسطح الأخرى داخل السوق قبل تعقيمها من قبل الشرطة، وكذلك اللحوم التي لا تزال في المجمدات والثلاجات. كما اختبروا الفئران والقطط والكلاب الضالة في السوق لمعرفة إصابتها من عدمه، ثم حللوا العينات بحثاً عن الآثار الجينية لفيروسات كورونا التي ربما جاءت من البشر أو الحيوانات.
وأفادوا أن عينات سوق هوانان تضمنت فرعين تطوريين للفيروس، والمعروفين باسم A وB، وكلاهما كان منتشراً في حالات مرضى كوفيد-19 الأولى في الصين.
في الأيام الأولى للوباء في الصين، بدا أن حالات كوفيد الوحيدة المرتبطة بالسوق هي من سلالة B. ولأن سلالة B بدا أنها تطورت بعد سلالة A، يعتقد بعض الباحثين أن الفيروس وصل إلى السوق فقط بعد أن انتشر في المناطق القريبة منه.
لكن هذه الفرضية فندتها الدراسة الصينية الجديدة، التي وجدت كلا السلالتين في عينات السوق. وتتوافق النتائج مع السيناريو الذي طرحه الدكتور ووروبي وزملاؤه في دراستيهم.
ولا يوجد دليل مباشر على أن الفيروس التاجي الجديد المعروف باسم "سارس-كوف-2" كان موجوداً في المختبر قبل الوباء. لكن الحكومة الصينية تعرّضت لانتقادات؛ لأنها لم تكن شفافة بشأن الأيام الأولى للوباء.
وخلصت الدراستان الجديدان إلى أن التفسير الأكثر ترجيحاً هو أن كلا سلالتي A وB من فيروس كورونا الأول في الصين انتقلتا من حيوان إلى أشخاص مختلفين داخل السوق، على الأرجح في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2020.