صحة وعلوم

وسط عزل عشرات ملايين السكان

الصين تجهّز مستشفياتها لمواجهة ارتفاع الإصابات بأوميكرون

امرأة تخضع لفحص كورونا في منطقة شنجن في الصين في صورة التقطت يوم 14 آذار/مارس 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين: عملت الصين الأربعاء على توفير أسرّة في المستشفيات لتفادي احتمال امتلائها بالكامل في ظل ارتفاع عدد الإصابات بالمتحورة أوميكرون أدى إلى عزل عشرات ملايين السكان.

وسجلت وزارة الصحة 3290 إصابة جديدة بكوفيد-19 الأربعاء، بينها 11 إصابة خطيرة، في حوالي عشرين مقاطعة. ويعتبر العدد منخفضاً بشكل كبير مقارنة بالثلاثاء.

وتم فرض العزل في العديد من الأماكن، لا سيما في مقاطعة جيلين شمال شرق البلاد، حيث سُجِّل عدد كبير من الإصابات، وفي مدينة شنجن التكنولوجية (جنوب)، التي تعد 17,5 مليون نسمة.

وفي حين ما زال عدد الإصابات منخفضاً مقارنة ببلدان أخرى، يُعتبر مرتفعاً بالنسبة للصين حيث تطبِّق السلطات منذ 2020 سياسة "صفر إصابات كوفيد"، بهدف الحد من الإصابات الجديدة قدر الإمكان.

ورغم التأثير السلبي على الاقتصاد لعزل مناطق معينة وفرض الحجر الصحي ومراقبة السكان من خلال تطبيقات التعقب، إلا أن هذه الإجراءات تساهم في حماية السكان.

ويعود تاريخ آخر وفاة بكوفيد رسمياً إلى مطلع عام 2021.

حجر صحي بسيط

وكانت الصين تحوّل المرضى إلى المستشفيات بعد التأكد من إصابتهم، لكن أعلنت وزارة الصحة مساء الثلاثاء أن الإصابات الخفيفة ستخضع لحجر صحي بسيط من الآن فصاعداً.

وقالت الوزارة "بالنسبة للمصابين بالمتحورة أوميكرون، إنها خصوصاً إصابات بدون أعراض وطفيفة، ولا يحتاج معظمهم إلى علاج مكثف جداً".

وأضافت "دخولهم إلى المستشفيات.. يستهلك الكثير من مواردنا الطبية".

وتسعى الصين إلى تجنب الوصول إلى وضع مماثل للحال في هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، حيث تكتظ المستشفيات بسبب ارتفاع عدد المصابين.

وأظهرت لقطات بثتها محطة "سي سي تي في" الحكومية الأربعاء، عشرات الرافعات العاملة على إنشاء مستشفيات مؤقتة في جيلين، حيث تم إحصاء أكثر من 5000 إصابة في غضون أسبوع.

وأقيمت 6000 غرفة مستشفى في مدينتي تشانغتشون وجيلين التي تحمل اسم المحافظة، للتعامل مع تدفق محتمل للمرضى يثير القلق.

وفي مدينة شنغهاي التي تضم أكبر عدد من السكان في الصين والبالغ 25 مليون نسمة، واصلت السلطات الصحية الأربعاء إجراء فحوص شاملة.

وأَغلقت العاصمة الاقتصادية الصينية المدارس وبدأت هذا الأسبوع بعزل بعض الأحياء السكنية لمدة 48 ساعة بعد الاشتباه بوجود إصابات فيها أو مخالطة لمصابين، إلى حين اجراء فحوص.

وأعلنت سلطات المدينة الأربعاء أنها ستغلق عدداً غير محدد من "المناطق الرئيسية" في الأيام المقبلة حيث ستُجري فحوصا للكشف عن كوفيد، ما يشير إلى توسيع القيود.

ومن المحتمل أن يؤدي استمرار تفشي الوباء في الصين إلى تداعيات خطيرة على الاقتصاد وشبكات التموين العالمية.

ويمكن أن يؤثر إغلاق مدينة شنجن الصناعية الكبرى حيث مقرات العديد من الشركات في قطاع التكنولوجيا، على الإنتاج.

وأعلنت شركة الإلكترونيات التايوانية فوكسكون، المُصنِّع الرئيسي لشركة آبل الأميركية العملاقة الأربعاء أنها استأنفت جزءًا من إنتاجها في المدينة.

وذكّرت العاصمة بكين الأربعاء حيث لازال عدد المصابين قليلاً جداً، أنها تمنع دخول أي مسافر قادم من مكان سُجلت فيه إصابات خلال الأيام الـ14 الماضية.

وفي هونغ كونغ نقل عاملون يرتدون ملابس واقية جثثاً لضحايا فيروس كورونا في حاويات مبردة الأربعاء، بسبب نقص الأماكن في المشارح جراء تفشي الإصابات بكوفيد.

منذ ظهور المتحورة أوميكرون شديدة العدوى قبل أقل من ثلاثة أشهر، سجلت هونغ كونغ التي يبلغ عدد سكانها 4,4 ملايين نسمة حوالي مليون إصابة وأكثر من 4600 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا، عدد كبير منها في أوساط كبار السن غير الملقحين.

وقال ممثل عن إدارة الجنازات لوسائل إعلام في هونغ كونغ إن الارتفاع الكبير في عدد الوفيات أدى إلى نقص في التوابيت.

واعترفت رئيسة هونغ كونغ التنفيذية كاري لام بالنقص في مؤتمر صحافي الأربعاء، قبل الإعلان عن وصول شحنتين أخريين من التوابيت من البر الرئيسي للصين.

وقالت "أبلغني المكتب المسؤول عن الرعاية الصحية مساء الثلاثاء أنهم يحاولون تنظيم نقل توابيت عن طريق البحر".

ولم يتبق الأربعاء سوى 300 ويتوقع نفاذها جميعاً بحلول نهاية الأسبوع.

وأضافت لام أن السلطات تعمل على معالجة مخاوف الأُسر بشأن إجراءات ما بعد الوفاة، لاسيما كيفية استعادة الجثث التي تم إحضارها إلى المشارح العامة دون شهادة وفاة من الطبيب.

وقالت لام "سنحاول إيجاد وسيلة لتتمكن العائلات من الحصول على الجثة وترتيب مراسم الجنازة بسرعة". وأضافت "تعمل محارق الجثث أيضاً ليلاً نهاراً بكامل طاقتها".

ويقدر باحثون أن حصيلة الإصابات أعلى بكثير من الأرقام الرسمية، وأن حوالي نصف السكان أصيبوا بالفعل.

وتعرضت لام لانتقادات من شتّى الجهات بسبب تعاملها مع الأزمة، مع تصاعد عدد الوفيات بين كبار السن غير المطعمين بأعداد كبيرة، والتواصل غير الواضح بشأن الإغلاق والفحوص الجماعية.

وفي الأيام الأخيرة، أعرب رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم تجاه هونغ كونغ، وألقوا باللوم على الإقليم في انتشار كوفيد في البر الرئيسي بسبب استجابة هونغ كونغ البطيئة في مواجهة الوباء.

تزامناً سجلت كوريا الجنوبية أكثر من 400 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا الأربعاء، وهو رقم قياسي جديد، في حين تواصل البلاد تخفيف القيود رغم زيادة عدد الإصابات بفعل المتحورة أوميكرون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف