صحة وعلوم

قيود على استهلاك المياه في عدة مدن

كايب تاون في جنوب أفريقيا تشهد أزمة جفاف غير مسبوقة

الناس يجمعون مياه الشرب من الأنابيب التي تغذيها ينابيع تحت الأرض، في سانت جيمس، على بعد حوالي 25 كيلومترًا من وسط المدينة. 19 كانون الثاني\ يناير 2018 في في كيب تاون
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الكاب: تواجه مدينة كايب تاون منذ أربع سنوات أزمة جفاف غير مسبوقة، فيما يخيّم شبح على العاصمة السياحية لجنوب إفريقيا أطلق عليه "اليوم الصفر"، وهو اليوم الذي ستجفّ فيه الأنابيب تماما.

وفيما يغتسل رواد شواطئ كايب تاون الرائعة بالمياه لإزالة الرمل عن أقدامهم، يعبّر شادراك موغريس عن امتعاضه وهو يملأ برميله بالماء، إذ لا مياه في مراحيض منزله.

في انتظار أن يمتلئ برميله، تروي مرشات تلقائية الكروم الواقعة على التلال، وتتدفق المياه من الصنابير، لكن ليس في الأماكن كلّها.


تضاءل سد Theewaterkloof، وهو أحد السدود الرئيسية الستة في كيب تاون، إلى 10٪ من السعة المتبقية بعد ثلاث سنوات من الجفاف الشديد.

انقطاع المياه

لا تصل المياه إلى بلدة خاييليتشا، وهي إحدى أكبر بلدات جنوب إفريقيا، إلا بشكل متقطع، وغالباً ما يكون ضغطها ضعيف فيما تنقلها أنابيب متقادمة.

يستيقظ شادراك موغريس (56 عاماً) باكراً في الصباح ليملأ خزانه طالما أنّ المياه تصل. أما الكمية المجموعة في الخزان، فبالكاد تكفي العائلة المؤلفة من ستة أفراد لتقضي حاجاتها اليومية من شرب وغسيل.

ويوفّر الوالد يومياً كمية قليلة من المياه لاستعمالها في المراحيض، إذ لا يستخدم الشفّاط إلا مرة واحدة في نهاية اليوم. ويقول "إنّ الأمر بمثابة إهانة يومية".

ويضيف "في منزلنا حمامات ومراحيض لكنّنا لا نستطيع استخدامها". وفي بعض الأحيان، يذهب أطفاله إلى المدرسة من دون شرب أي قطرة ماء.

حاول موغريس الاتصال بالجهات المعنية لكنه لم ينجح بالتواصل معها، فيما تنقل صهاريج تابعة للبلدية ومن وقت إلى آخر كميات غير كبيرة من المياه إلى المنازل، لكن ليس بصورة دائمة.

ويقول سانديل زاتو (45 عاماً) الذي يعيش في منزل مجاور "ليس أمامنا خيار إلا بالاستيقاظ صباحاً لملء خزاننا قدر الإمكان بالمياه".

مياه الشرب

أما في حدائق الأحياء الراقية في شبه جزيرة كايب تاون، فالمسابح ممتلئة طوال السنة. لكن خلف المناظر المذهلة والتلال الخضراء التي تنتشر على سفوحها رمال بيضاء، لا تصل مياه الشرب إلى حوالى ثلاثين حياً، فيما تُحرَم من هذه المادة الحيوية كذلك ضواح وأحياء تقطنها الطبقة الوسطى.

وخلال فترة الجفاف، بُذل مجهود جماعي، إذ كان كل شخص يدير كمية المياه المستهلكة في منزله، وحدّ من ريّ المزروعات واعتاد أن يقود سيارة متّسخة.

ويقول موغريس "في ذلك الوقت، كنّا ندرك جميعنا المشكلة، أما اليوم فالمياه متوافرة ونحن نعلم ذلك، ما يمثّل أمراً أسوأ".

وتؤكد البلدية لوكالة فرانس برس أنّها توظّف مبالغ كبيرة لإصلاح البنية التحتية المتداعية. وأتاحت حالة الطوارئ التي أُعلنت جراء كوفيد-19 الحصول على أموال إضافية لتوفير المياه للسكان.

ويقدّم المسؤول عن إدارة المياه في البلدية زاهد بدروديان حججاً تتعلق بانعدام الأمن في بعض الأحياء، ويقول إنّ "شاحناتنا تُستهدف فيما يتعرض موظفينا لعمليات سطو تكون مسلحة أحياناً".

ويعتبر بدروديان أنّ موجة جفاف جديدة ستصل "حتماً".

قيود

وفُرضت خلال السنوات الفائتة قيود على استهلاك المياه من وقت إلى آخر في مدن كثيرة من جنوب إفريقيا الذي صنّفه البنك الدولي أخيراً أكثر بلد تسوده عدم المساواة في العالم. وترى الخبيرة في المياه في جامعة ستيلينبوش يو بارنس أنّ كايب تاون لا تخطط للكارثة المقبلة كما يجب.

وتقول لوكالة فرانس برس إنّ "عدم التخطيط لمواجهة الجفاف المقبل الذي قد يكون وشيكاً يمثّل عملية انتحارية"، وفي ظل الارتفاع المستمر في عدد السكان "نتّجه إلى كارثة لن نُنقذ منها إلّا إذا فعلنا شيئا سحريا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف