صحة وعلوم

أميركيون يدرسون 20 ألف حشرة على مدى 8 سنوات

النحل الكبير سيتأثر بالتغير المناخي أكثر من الأنواع الصغيرة

أعداد النحل تتناقص بسبب الزراعة المكثّفة والمبيدات الحشرية والتلوث وتغير المناخ
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يطال التغير المناخي النحل على مستويات مختلفة، حتى أن تبعاته قد تنعكس على حجم هذه الحشرات... إذ توقعت دراسة حديثة أن ترتفع أعداد النحل الصغير فيما ستنخفض في المقابل أعداد النحل الطنان، محذرة من تأثيرات "متتالية" على التلقيح وكل النظام البيئي المرتبط بهذه الحشرات.

وعلى مدى ثماني سنوات، درس علماء في الولايات المتحدة عشرين ألف حشرة تابعة لعائلة النحل بعدما حاصروها في سلسلة جبال روكي (غرب)، بهدف دراسة كيف تتفاعل العائلات المختلفة مع الظروف المناخية المتغيرة.

التغيّر المناخي

وأشار معدو الدراسة المنشورة في مجلة "بروسيدينغز أوف ذي رويال سوسايتي بي" إلى أنّ منطقة منتصف الجبل التي أُخذت منها العينات "تتأثر بشكل خاص بالتغير المناخي"، إذ تتسم بدرجات حرارة أكثر اعتدالاً في الربيع وذوبان مبكر للثلوج.

ووجدوا أنّ أعداد النحل المتخصص في حفر الأعشاش والنحل الكبير الحجم تنخفض تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، فيما أعداد النحل الأصغر الذي يعشش في التربة تزداد.

وقال معدو الدراسة إنّ "أبحاثنا تشير إلى أنّ التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة وتراكم الثلوج وهطول الأمطار في الصيف جراء التغير المناخي يمكن أن تعيد تشكيل أنواع النحل بشكل جذري".

وأشارت نتائج الدراسة خصوصاً إلى انخفاض من المتوقع أن تشهده أعداد النحل الطنان والنحل القارض والنحل البناء. ويذكر الباحثون أنّ النحل الطنان "مهدد بالاحترار المناخي أكثر من أنواع نحل أخرى موجودة في نظامنا".

وتلتقي هذه النتائج مع دراسات أخرى تظهر أنّ النحل الطنان، وهي الملقحات السائدة في عدد كبير من النظم الإيكولوجية، تتمتع بقدرة أقل على تحمل الحرارة وتنتقل عندما ترتفع درجات الحرارة إلى مناطق أكثر برودة وارتفاعاً.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أنّ حجم جسم النحل الطنان وكذلك سلوكه في العش من المتوقع أن يجعلاه أكثر تأثراً بمناخ يصبح أكثر سخونة.

وبشكل عام، يرى معدو الدراسة أنّ هذه التغييرات "يمكن أن تتسبب بتأثيرات متتالية على التلقيح وأداء النظم الإيكولوجية".

ومن المتوقع على سبيل المثال، أن يؤدي الانخفاض في أعداد النحل الأكبر حجماً الذي يمكنه الطيران لمسافة أطول بحثاً عن الطعام، إلى تقليل عمليات التلقيح التي تجرى على مسافات بعيدة.

ولفت المعدون رغم ذلك إلى أنّ هذه النتائج قد لا تنطبق على النظم الإيكولوجية التي سيؤدي التغير المناخي فيها إلى زيادة هطول الأمطار.

وتُعتبر الحشرات الملقحات الرئيسية في العالم، إذ يعتمد 75 في المئة من المحاصيل الـ115 الأساسية ومن بينها أشجار الكاكاو واللوز والكرز ونبتة البن، على التلقيح الحيواني، بحسب الأمم المتحدة.

وفي تقرير لافت نُشر عام 2019، خلصت مجموعة من العلماء إلى أنّ أعداد نحو نصف أنواع الحشرات في العالم تتدهور، وأنّ ثلثها قد ينقرض بحلول نهاية القرن الحالي.

وأصبح نوع واحد من كل ستة أنواع نحل منقرضاً على المستوى المحلي في عدد من البلدان. أما فقدان الموائل واستخدام المبيدات فيمثلان العاملين الأساسيين المسببين بانقراض النحل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف