صحة وعلوم

شكّلا معاً وحدة بحث فعلية في مدينة فلورانس

عالما فيزياء أوكرانيان يكملان أعمالهما البحثية رغم لجوئهما إلى فرنسا

ليزا كوليتش ​​(G)، خبيرة في الفيزياء النووية، وفاسيل ماسلوف (D)، فيزيائي، مع عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي ميشيل كاسي (وسط) في فلورانس، بالقرب من تولوز، في 3 أيار\مايو 2022.
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فلورانس (فرنسا): استطاع عالما الفيزياء الأوكرانيان فاسيل وليزا أن يتابعا أعمالهما رغم هروبهما من أوكرانيا ولجوئهما إلى فرنسا، وشكّلا معاً وحدة بحث فعلية في إحدى قاعات مركز ثقافي بمدينة فلورانس جنوب غرب فرنسا.

ويقول المتخصص في الفيزياء البلازمية فاسيل مسلوف الذي لم يتصوّر يوماً أنّه سيغادر بلده على عجل إنّ "القنابل بدأت قبل شهر تتساقط قرب منزلنا في خاركيف (...) فرحلنا".

ويعرض مسلوف الذي يجد صعوبة في التحدث بالإنكليزية صوراً على شاشة هاتفه تظهر إحداها معهد أبحاثه قبل أن تطاله الصواريخ والقنابل الروسية فيما يبدو في صور أخرى مدمّراً بعد تعرضه للقصف. ويبدي قلقاً على طلابه الذين "يواصلون عملهم في أقبية منازلهم أو داخل مخيمات المتطوعين".

ويكمل عالم الفيزياء أبحاثه في مركز مولان دو روا الثقافي الواقع في منطقة فلورانس الهادئة، داخل قاعة شبه خالية تحوي بضع طاولات وكراس.

وتقول ليزا كوليش (38 عاماً) الموجودة إلى جانبه وبحوزتها حاسوبها المحمول وكوب كبير من الشاي "لا نحتاج إلى متطلبات مهمة، بل فقط إلى اتصال جيد بالإنترنت".

وفي 4 آذار/مارس، غادرت المتخصصة في الفيزياء النووية والوقاية من الإشعاع والأستاذة في جامعة كييف متجهةً في البداية إلى لفيف الواقعة على بعد 600 كيلومتر إلى الغرب. واستغرقت رحلتها ثلاثة أيام سلكت خلالها طرقات ضيقة وواجهت نقاط تفتيش وزحمات جراء كثافة النزوح بالإضافة إلى شح في مادة البنزين.

وتقول "لكنّ القصف كان يُسجَّل كذلك في لفيف". ثم توجهت إلى فرنسا برفقة ابنتها البالغة 19 شهراً ووالديها البالغين 68 و65 عاماً.

وتضيف أنّ مغادرة كييف حيث عاشت الأسرة على مدى خمسة أجيال شكلت "خطوة صعبة جداً" لوالديها.

وتشير لوكالة فرانس برس إلى أنّ زوجها، وهو مهندس مدني، اضطر للبقاء في أوكرانيا "مثل جميع الرجال الذين ليس لهم ثلاثة أبناء قاصرين، أو شخص من ذوي الإعاقة أو امرأة حامل على وشك الولادة".

وبعد إمضاء خمسة أيام في السيارة، التمست ليزا وعائلتها نحو منتصف نيسان/أبريل اللجوء في فلورانس. ووصل فاسيل برفقة زوجته وإحدى صديقاتها وزوجة أخيه إلى المنطقة الفرنسية بدورهم.

واستضاف سكان فضّلوا عدم الكشف عن هوياتهم الباحثين وأقاربهم. وفي "مكتب" العالمين الجديد، يُظهر إعلان عن مهرجان فلورانس الدولي لعلم الفلك عائلة تكتشف كوكب المريخ بالتكافل، وهو ما يبدو كفكرة تتلاقى مع رحلتي العالمين إلى منطقة غريبة عنهما.

ولم يصل هذان العالمان إلى فلورانس بالصدفة، بل بفضل كل من عالم الفيزياء الفلكية ميشال كاسيه (79 عاماً)، وهو متحدر من فلورانس ومؤسس المهرجان ومشروع "فيرم ديزيتوال"، وأستاذه أوبير ريفز.

ويقول المدير السابق للبحوث في هيئة الطاقة الذرية ميشال كاسيه "العلم يصنع القنابل أو ينتجها، لكن من شأنه أيضاً أن ينشئ أفكاراً ومستقبلاً مشرقاً".

وفي انتظار عودتهما إلى أوكرانيا، يواصل فاسيل وليزا أعمالهما البحثية ليشعرا أنّ "الأمور تسير كعادتها" و"لتشكيل مجتمع علمي صغير" يتعاون أفراده في ما بينهم ويتبادلون الأفكار والمعلومات. وتقول الشابة ضاحكةً "من المهم جداً أن يكون لك شخص تطرح عليه أسئلتك فأنا لست عبقرية ولا أينشتاين!".

والعالمان في صدد إنشاء وحدة بحثية مع ميشال كاسيه تركز أبحاثها على الإشعاع الكوني، من خلال برنامج يربط بين الفيزياء النووية والفلكية والبلازمية.

ويسعى عالم الفيزياء الفلكية كذلك إلى الحصول على منح دراسية للطلاب الذين بقوا في أوكرانيا وتشجيع استقبال علماء الفيزياء الروس المنشقين الذين وقّع 700 منهم على عريضة مناهضة للحرب. يقول إنّ "مشروع فلاديمير بوتين يتمثل في استبدال النخب بالبلطجية، وهو ما ينبغي تجنّبه بشكل تام!".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف