صحة وعلوم

ارتفاع عدد الحرائق في مصانع إعادة التدوير

في تركيا... نفايات بلاستيك وأبخرة سامة

صورة مؤرخة في 11 مايو 2022 لنفايات بلاستيك في كارتيبي التركية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كارتيبي (تركيا): يرتفع عدد الحرائق في مصانع إعادة تدوير البلاستيك في تركيا بشكل كبير، ويعتقد خبراء وناشطون أنها مقصودة بسبب رغبة بعض رواد الأعمال في التخلص من النفايات غير المرغوب فيها والتي يتم استيرادها أحياناً من أوروبا.

في كارتيبي، وهي مدينة صناعية في شمال غرب البلاد، أغلقت السلطات أحد هذه المواقع في كانون الأول/ديسمبر بعد اندلاع ثلاثة حرائق فيه في أقل من شهر.

واستمر أحدها أكثر من خمسين ساعة، ما سمح للبلاستيك المخزن هناك بإطلاق دخانه الأسود السام فوق هذه المنطقة المحاصرة بين بحر مرمرة والجبال.

وقالت بيهان كوركماز، وهي ناشطة بيئية من المدينة تشعر بالقلق بشأن إطلاق الديوكسينات المنبعثة من عشرات الحرائق المماثلة التي اندلعت في أقل من عامين ضمن دائرة يبلغ قطرها خمسة كيلومترات "لا نريد أن تكون بحيراتنا وينابيعنا ملوثة".

وتساءلت "هل يتعين علينا أن نضع كمامات؟".

العام الماضي، اندلعت حرائق داخل مراكز لإعادة معالجة النفايات البلاستيكية في تركيا كل ثلاثة أيام، فقد ارتفع عددها من 33 عام 2019 إلى 65 حريقاً عام 2020 و121 عام 2021، وفقا لإحصاء سادات غوند أوغلو، وهو باحث في التلوث البلاستيكي في جامعة كوكوروفا في أضنة (جنوب).

"لوبي النفايات"

خلال الفترة نفسها، بعدما حظرت الصين استيرادها مطلع العام 2018، أصبحت تركيا المستورد الأول لنفايات البلاستيك الأوروبية، متقدمة على ماليزيا.

وصل حوالى 520 ألف طن من نفايات البلاستيك إلى البلاد عام 2021، بالإضافة إلى ما بين أربعة وستة ملايين طن ينتجها 84 مليون تركي سنوياً، وفقاً للبيانات التي جمعها الفرع التركي لمنظمة "غرينبيس" غير الحكومية.

وينتهي المطاف بالعديد من هذه النفايات في جنوب البلاد في محافظة أضنة حيث أغلقت شركات تعمل بشكل غير قانوني خلال السنوات الأخيرة.

وتصل حاويات أخرى من النفايات عبر ميناءي إزمير (غرب) وإزميت (شمال غرب) قرب كارتيبي.

وأوضح باريس كالي أستاذ الهندسة البيئية في جامعة مرمرة (إسطنبول) "المشكلة ليست في استيراد البلاستيك من أوروبا بل في استيراد مواد بلاستيكية غير قابلة لإعادة التدوير... أشعر بأن معظم هذه الحرائق ليست من قبيل الصدفة".

وأشار إلى أن 20 إلى 30 % فقط من النفايات البلاستيكية المستوردة قابلة لإعادة التدوير و"يجب إرسال المخلفات إلى محارق، لكنّ ذلك مكلف، ولهذا السبب تحاول بعض الشركات إيجاد طرق سهلة للتخلص منها".

قال غوند أوغلو إنه من الغريب أن "تندلع معظم هذه الحرائق في الليل" وفي الأقسام الخارجية لمراكز إعادة معالجة النفايات، بعيدا عن الآلات.

في تقرير نُشر في آب/أغسطس 2020، أعربت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) عن قلقها إزاء "زيادة الحرائق في مكبات النفايات والنفايات غير القانونية في أوروبا وآسيا"، مستشهدة خصوصا بتركيا.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2021، يجري العمل بقانون ينص على سحب الإذن بالعمل من أي شركة في القطاع تثبت إدانتها بالحرق العمد.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس عن عدد الشركات الخاضعة للعقوبات، لم تعلّق وزارة البيئة ونائب رئيس فرع النفايات وإعادة التدوير في اتحاد غرف التجارة التركية (توب).

وقال باريس كالي "ليس لدى الوزارة فرق كافية للتحقيق عن كثب أو ربما لا ترغب في ذلك" معتبراً أن "تم تعزيز لوبي البلاستيك" خلال السنوات الأخيرة في تركيا.

وبحسب جمعية إعادة التدوير التركية (ييكادار)، يدر قطاع النفايات البلاستيك مليار دولار سنوياً ويعمل فيه حوالى 350 ألف شخص في 1300 شركة.

أشعة الشمس

في مكتبها المطل على مستودع متداع في كارتيبي حيث تفرز المواد البلاستيكية قبل إعادة تدويرها أو حرقها بشكل قانوني، ترفض أيلين سيتاكلي اتهامات الحرق العمد.

وقالت المديرة البيئية في مركز الفرز "لا أعتقد ذلك. هذه مواد قابلة للاشتعال بسهولة، أي شيء يمكن أن يشعل حريقاً، يكفي شعاع من أشعة الشمس".

وفي مواجهة الاحتجاج الناجم عن نشر صور نفايات مصدرة من أوروبا، ملقاة في حفر وأنهار، أعلنت تركيا في أيار/مايو 2021 حظر استيراد النفايات البلاستيك، لكنها رفعته بعد أسبوع من دخوله حيز التنفيذ.

في كارتيبي، تشعر بيهان كوركماز بالقلق إزاء تراجع السلطات عن الحظر وحول مستقبل منطقتها، حيث ولدت وتعيش منذ 41 عاماً.

وتذكر هذه الناشطة مثال ديلوفاسي، وهي مدينة تقع على مسافة 40 كيلومترا من كارتيبي وتضم العديد من المصانع الكيميائية والمعدنية وحيث وجد العلماء معدلات إصابة بالسرطان مرتفعة بشكل غير طبيعي بين سكانها. وقالت بيهان "لا نريد أن ينتهي بنا المطاف مثلهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف