من زراعة النباتات إلى تصنيع المنتجات مروراً بالاستهلاك
منظمة الصحة العالمية تحذر من الأثر "الكارثي" لصناعة التبغ على البيئة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: إلى جانب التأثير السلبي المعروف على الصحة العامة، حذرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن صناعة التبغ تسبب أيضاً ضرراً بيئياً كبيراً نتيجة التلوث والانبعاثات التي تساهم في تغير المناخ.
وقال المسؤول عن مبادرات تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديغر كريتش لوكالة فرانس برس إن صناعة التبغ تشكل "أحد أكبر مصادر التلوث التي نعرفها"، مقدماً تقريراً بنتائج "كارثية".
وتتناول الوثيقة التي تحمل عنوان "التبغ، السم لكوكبنا"، البصمة البيئية للقطاع ككل، من زراعة النباتات إلى تصنيع منتجات التبغ، مروراً بالاستهلاك والمخلفات.
في حين تتحمل هذه الصناعة المسؤولية عن خسارة 600 مليون شجرة، فإن زراعة التبغ تستخدم 200 ألف هكتار من الأراضي و22 مليار طن من المياه كل عام، وتتسبب بانبعاثات تقرب من 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وفق التقرير.
وأشار روديغر كريتش إلى أن "منتجات التبغ، التي تشكل مخلفاتها أحد أكثر أنواع النفايات انتشارا على كوكب الأرض، تحوي أكثر من 7000 مركب كيميائي، والتي بمجرد التخلص منها تنتشر في البيئة".
ولفت إلى أن كلاً من أعقاب السجائر البالغ عددها 4500 مليار التي ينتهي بها المطاف في الطبيعة كل عام يمكن أن يلوث ما يصل إلى مئة لتر من الماء.
التسمم والتلوث
ولا تقتصر المخاطر الصحية للتبغ على الاستهلاك والهدر، إذ يعاني ما يقرب من ربع مزارعي التبغ من مرض التبغ الأخضر، وهو شكل من أشكال التسمم بالنيكوتين عبر الجلد.
ويستهلك هؤلاء المزارعون الذين يبقون على احتكاك دائم بأوراق التبغ، ما يعادل النيكوتين الموجود في 50 سيجارة يومياً، بحسب كريتش الذي أشار إلى أن هذا القطاع يوظف عدداً كبيراً من الأطفال.
وخلص إلى القول "تخيل فقط: طفل يبلغ 12 عاماً يتعرض لخمسين سيجارة يومياً".
وبحسب التقرير، غالباً ما يُزرع التبغ في بلدان فقيرة نوعاً ما، حيث تندر المياه والأراضي المزروعة في كثير من الأحيان، وحيث تحل هذه المحاصيل محل الإنتاج الغذائي المهم.
وتتحمل زراعة التبغ المسؤولية أيضاً عن حوالى 5% من إزالة الغابات في العالم، وتساهم في استنفاد احتياطيات المياه الثمينة.
تأتي نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية أيضاً من معالجة التبغ ونقله، ما يعادل خُمس البصمة الكربونية لقطاع النقل الجوي.
وحذرت منظّمة الصحة العالمية من المنتجات المشتقة من التبغ، أي السجائر والتبغ الذي لا يُصدر دخاناً والسجائر الإلكترونية، والتي تساهم بشكل كبير في تراكم تلوث البلاستيك في العالم.
تحتوي فلاتر السجائر على آثار لدائن دقيقة، وهي بقايا صغيرة توجد في المحيطات حول العالم، بما في ذلك قاع خندق ماريانا، وهو الأعمق في العالم، ما يجعله ثاني أكبر مصدر لتلوث البلاستيك في العالم.
وعلى عكس ما تدّعي صناعة التبغ، لا يوجد دليل على أن هذه المرشحات (الفلاتر) لها تأثير مفيد على الصحة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ضرر الصناعة
لذلك حثت الوكالة التابعة للأمم المتحدة صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم على التعامل مع هذه المرشحات على أنها مواد بلاستيكية تُستخدم مرة واحدة، والنظر في حظرها.
كما أعربت عن أسفها لكون التكاليف الباهظة لتنظيف نفايات صناعة التبغ يتحملها دافعو الضرائب في جميع أنحاء العالم.
وبحسب التقرير، تنفق الصين حوالى 2,6 مليار دولار سنوياً لمعالجة النفايات من منتجات التبغ. أما بالنسبة للهند، فتبلغ قيمة الفاتورة 766 مليون دولار، بينما يتعين على البرازيل وألمانيا دفع 200 مليون دولار لكل منهما.
لذلك تصر منظمة الصحة العالمية على أن تحذو المزيد من الدول حذو فرنسا وإسبانيا من خلال تبني مبدأ "المسؤول عن التلويث هو الذي يدفع".
بالنسبة إلى روديغر كريتش، من المهم أن "تدفع الصناعة حقاً ثمن الضرر الذي تحدثه".