قطر تستعين بالأطفال في برنامج الحفاظ على السلاحف

الدوحة: في منطقة محمية عند شاطئ فويرط شمال شرق قطر، تودع لولوة ذات الأعوام الستة فرخي سلاحف من نوع منقار الصخر عند إطلاقهما إلى المياه، في إطار مبادرة يشارك فيها أطفال للحفاظ على هذه الحيوانات البحرية في الدولة الخليجية.

فمن بين آلاف من بيض السلاحف التي سيتم تفقيسها هذا العام (تم إحصاء 97 عشاً في 12 من حزيران/يونيو، وفي كل عش ما بين 80 إلى 120 بيضة)، واحدة من كل ألف سلحفاة فقط ستصل إلى سن الرشد، بسبب شباك الصيد والحيوانات المفترسة.

ودخلت سلاحف منقار الصخر- وهي الوحيدة التي تتكاثر في قطر- القائمة الحمراء للحيوانات المعرّضة لخطر الانقراض عام 1982، قبل أن يتم تصنيفها بأنها "مهددة بالانقراض" عام 1996.

وأطلقت قطر في عام 2003 برنامجا للحفاظ على السلاحف سمح لها بإعادة إطلاق 30 ألفا من فراخ السلاحف في السنوات الخمس الأخيرة، من بينها أكثر من 9 آلاف في عام 2020 عندما تسببت جائحة كوفيد-19 بإفراغ شواطئ البحر من الزوار.

ويشرح خبير الحياة البرية في وزارة البيئة والتغير المناخي القطرية محمد سيد أحمد أن هذه "الحيوانات (..) تعمل مثل مكنسة كهربائية (عبر أكلها قناديل البحر والأعشاب البحرية). وفي حال عدم قيامها بذلك، سيكون لهذا عواقب على جميع أشكال الحياة البحرية. ولهذا وضعنا قوانين لحمايتها".

في الفترة بين نيسان/ابريل وحزيران/يونيو، يراقب سيد أحمد وزملاؤه إناث السلاحف التي تأتي لوضع بيضها. ويتولون أخذ قياساتها وتنظيفها وتقديم العناية اللازمة حال حاجتها لذلك. وفي بعض الأحيان يزودونها بأجهزة تتبع لمراقبة تحركات الإناث في البحر.

وبعيد إفراغ الأعشاش من البيض تحت الرمل، توضع في مكان آمن بعيدا عن المد والجزر والحيوانات المفترسة.

وبعد تفقيس البيض الذي يحدث بعد ستين يوما من وضع البيض، يشرح محمد سيد أحمد أنه "يتم إطلاق (فراخ السلاحف) الجيدة وبحالة صحية جيدة إلى البحر، بينما نبقي على الصغيرة والمتعبة منها ونطلقها إلى بركة (لتصبح أكثر قوة)".

الأطفال يراقبون السلاحف الصغيرة

برنامج حماية

لتحديد أي من هذه الفراخ بحاجة للبقاء لوقت أطول، يأخذ موظفو برنامج حماية السلاحف قياسات ووزن عدد منها في كل عش. وخلال إحدى امسيات حزيران/يونيو، قامت لولوة وشيخة (8 أعوام) وعبد الله (9 سنوات) بمساعدتهم.

ويشارك أطفال آخرون في هذه التجربة في أمسيات اخرى حتى منتصف تموز/يوليو، بمبادرة من متحف الأطفال في قطر الذي ينظم رحلات ميدانية للأطفال إلى الشاطئ لمشاهدة تفقيس بيض السلاحف.

وتقول ممثلة المتحف كلارا ليم "لا أمل لدينا كبالغين (...) لكن يملك الأطفال إمكانية استيعاب كل هذه الأمور ودمج ذلك في حياتهم".

وفي بلد تنتشر فيه المراكز التجارية في كل مكان، تسعى هذه المؤسسة إلى تشجيع إعادة تواصل الأطفال مع الطبيعة بهدف الحفاظ على صحتهم النفسية.

وتردد الطفلة شيخة أن أول عادة يجب القيام بها للحفاظ على السلاحف هي "عدم إلقاء البلاستيك في البحر لأنها ستُعلِّق فيه" أو تحاول أكله.

ومن بين التهديدات الأخرى، قلة مساحة الشاطئ والصيد الجائر وتغيّر المناخ.

سلاحف منقار الصخر

وتعود السلاحف البحرية غريزياً لوضع بيضها على شواطئها الأصلية، ولهذا سيكون من السهل تقييم نجاح هذا البرنامج.

ولكن ما زال الوقت مبكرا حيث لا تبدأ سلاحف منقار الصخر التكاثر إلا حين يبلغ عمرها 25 عاما.

وستتوفر الأرقام الاولى بحلول عام 2028، عندما تعود السلاحف البحرية التي تم إطلاقها إلى البحر عام 2003 لوضع بيضها في قطر.

ومع ذلك، مع 15 عشا متوفرا في شاطئ فويرط، يؤكد تييري ليساليس، رئيس مجموعة قطر للتاريخ الطبيعي المشاركة في البرنامج الذي يشرك الأطفال، أن "الإحصاءات تظهر أن هناك المزيد من السلاحف البحرية التي تأتي هنا للتكاثر".

ويأمل محمد سيد احمد في إجراء البحث في البحر لتأكيد وجود أعداد كبيرة من صغار السلاحف.