صحة وعلوم

الأمطار لم تهطل منذ 15 شهراً

مونتيري المكسيكية تتعلم العيش بلا ماء جراء الجفاف

المواطنون يحصلون على الماء بالدلاء لعدم توفرها في منازلهم
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مونتيري (المكسيك): لم تعد لذة الاستحمام سوى ذكرى جميلة تستحضرها السبعينيّة ماريا ثيليا نافارو بحسرة، بعدما بات ذلك الأمر اليومي البسيط ترفا محظورا منذ أسابيع في مونتيري عاصمة المكسيك الصناعية التي تتعلم كيف تعيش بدون مياه.

عرفت مونتيري المحاطة بالجبال على مسافة 200 كلم من الولايات المتحدة، نموا وازدهارا في تباين مع الفقر الذي يطال ولايات جنوب المكسيك مثل واخاكا وتشياباس.

غير أن الجفاف بدل الوضع إذ لم تهطل الأمطار منذ 15 شهرا أو بات هطولها نادرا في ثاني أكبر مدن المكسيك البالغ عدد سكانها مع المناطق المحيطة بها خمسة ملايين نسمة.


البط في خزان ماء ضربه الجفاف بعدما كان يزوّد شركة مونتيري الصناعية القوية في المكسيك

جفاف السدود

وجفّ اثنان من السدود الثلاثة والبحيرات التي تمدّ مونتيري. وقررت السلطات مطلع حزيران/يونيو تقنين المياه الجارية وتوزيعها لبضع ساعات فقط في اليوم.

تقول ماريا ثيليا في مسكنها الضيق حيث تقارب درجة الحرارة في الصباح الباكر أربعين درجة مئوية في غياب تهوئة مناسبة "هذا الوضع يبعث فيّ اليأس".

تقيم السبعينيّة في بلدة غارثيا التي لم يعرف سكانها مثل هذا الوضع قبلا. وفي التلال المحيطة حيث الأحياء الفقيرة، لم تهطل قطرة ماء منذ خمسين يوما.

منازل قليلة فقط تملك خزانات مياه أو أحواضا للتخزين، لمواجهة انقطاع المياه، ولا سيما في حيّ إيزتابالابا الشعبي.

ويقول خافيير توريس موظف البلدية المشرف على النظام الذي وضعته السلطات لتوزيع المياه في الأحياء الفقيرة، "لم نكن بحاجة إلى ذلك حتى الآن".

وتخرج عائلات بكاملها بمن فيها الأطفال من المنازل فيهرع الجميع نحو الشاحنات الصهاريج الآتية، حاملين صفائح فارغة لملئها.

وفي نهاية حزيران/يونيو، كان سدّان يعملان بأقل من 10% من قدرتهما، وأحدهما بـ1% فقط من قدرته ، فيما كان الثالث يعمل بنسبة 44%، بحسب نظام الإنذار الوطني حول المياه.

وعند سدّ لا بوكا، الأكثر تأثرا بالجفاف، باتت البحريات فارغة تماما، فيما أرصفة عشرات المطاعم على ضفاف البحرية السابقة مقفرة.

وعلى جدران المتاجر لا تزال صور معلقة تظهر مواقع سياحية تبدو الآن من زمن ولّى، فتعرض شواطئ وأمواجا وزوارق.

يقول أدريان لونا النادل البالغ 26 عاما متحسرا "كنا بالكاد نلتقط أنفاسنا من شدة العمل بعد الوباء. لم يستمر الأمر طويلا، إذ بدأ الجفاف".

ويخشى الشاب ألا تعود النزهات في الزوارق على البحرية سوى ذكرى من الماضي.

ولا تقتصر مشكلات مونتيري على الجفاف، بل تطال البنى التحتية أيضا. وقال الحاكم سامويل غارثيا (34 عاما) إن "قناة مياه تشققت".

استمطار صناعي

ومن بين الحلول المطروحة، يدعو الحاكم الشاب إلى الاستمطار الصناعي من طريق قصف الغيوم لتسريع تكوين المطر.

وأكد غارثيا في مقطع فيديو في أواخر حزيران/يونيو "لست تلالوك" إله المطر لدى الأزتيك، في جملة لقيت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه اضاف أن إثارة هطول المطر لبضع ساعات يمكن أن تحل المشكلة "لبضعة أسابيع على الأقل".

وأضاف "لا اريد التبجح، لكن ما كان يبدو مستحيلا، قصف الغيوم للتسبب بهطول المطر، نحن نقوم به حاليا" في تعليق على تقنية الاستمطار المعروفة بـ"تلقيح السحب".

ودعيت كل الصناعات المحلية من مصانع صلب ومعامل إسمنت ومصانع جعة، للمساهمة في الجهود.

وأكد مدير البلدية خافيير توريس أن "بعض الشركات أوقفت أنشطتها لأيام محددة من الأسبوع لادّخار الماء، وثمة شركات أرسلت لنا كميات من المياه لإمداد بعض الأحياء".

ولا تزال الأرصاد الحوية تتوقع شمسا حارقة فوق مونتيري بدون أمطار. غير أنها أعلنت احتمال هطول زخات من المطر مساء الأربعاء، ما يثير آمال أتباع الإله تلالوك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف