صحة وعلوم

شارحاً أهمية حماية الغابة وحياتها البرية المميزة

إندونيسي يستخدم الدمى لتعليم الأطفال عن أندر الحيوانات في العالم

المعلم المتقاعد سامسودين(Samsudin) (إلى اليمين) يعلّم الأطفال كيفية الحفاظ على الحيوانات باستخدام الدمى المصنوعة من الورق المقوى في قرية سيمارا كولون(Cemara Kulon)، في إندرامايو(Indramayu).
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيندرامايو (اندونيسيا): في قرية صيد اندونيسية صغيرة، يقدّم رجل حاملاً مجسماً لرأس وحيد قرن، عرضاً بالدمى لمجموعة من الأطفال تبدو الحماسة واضحة على وجوههم، بهدف توعيتهم على المخاطر التي يواجهها الحيوان المهدد بالانقراض.

ومن خلال هذا النشاط، يتولى سامسودين، وهو أستاذ سابق، تعليم الصغار عن وحيد القرن الجاوي، مستخدماً شخصيات يصنّعها من الكرتون وتعابير كوميدية وأصواتاً يُبالغ في إصدارها، بهدف نشر رسالته عن حفظ هذه الحيوانات في كل مرة يسرد فيها لهم إحدى قصصه.


صورة التقطت في 19 حزيران\يونيو 2022 للمعلم سامسودين(Samsudin) الذي يعلم الأطفال الحفاظ على الحيوانات باستخدام الدمى المصنوعة من الورق المقوى في قرية سيمارا كولون(Cemara Kulon)، في إندرامايو(Indramayu).

ويطلب الرجل البالغ 50 سنة من الأطفال الذين يقطنون منطقة إندرامايو في مقاطعة جاوة الغربية، تقليد أصوات الحيوانات ويعلمهم كذلك أهمية حماية الغابة وحياتها البرية المميزة.

ويقول لوكالة فرانس برس "أودّ أن يعرفوا أنّ وحيد القرن بحاجة إلى غابة بكر وأنّ البشر ليسوا الكائنات الوحيدة على الأرض"، مضيفاً "أرغب كذلك في جعلهم يحبون الطبيعة ويدركون عندما يكبرون أهمية مواردنا الطبيعية ويهتمون لأمرها".

وينتمي وحيد القرن الجاوي إلى الثدييات ذات القرن الواحد، وقد يصل وزنه إلى طنين ويتمتع بطيات من الجلد المترهل تشبه الدروع.

وبينما كانت أعداده تبلغ آلافاً في مختلف أنحاء جنوب شرق آسيا، أصبح وحيد القرن هذا بالكاد موجوداً حالياً بعدما انخفضت أعداده نتيجة الصيد الجائر والتعدي البشري على موائله.

وبعد تدهور أعداده على مدى سنوات، يُعتقد أنّ 75 حيواناً فقط من هذا النوع لا يزال على قيد الحياة ويعيش في محمية أوجونغ كولون التي تشكل آخر موائله البرية المتبقية وتقع على طرف جزيرة جاوة الغربي.

سنة 2014، قرر سامسودين الذي يعتمد اسماً واحداً على غرار إندونيسيين كثر، تكريس وقته لحفظ وحيد القرن الجاوي والأنواع الأخرى المهددة بالانقراض بعد اطلاعه على معلومات عن وضعها الخطر.

ومنذ اتخاذه هذا القرار، يتنقل في الأرخبيل عبر دراجة هوائية قديمة ويقدّم عروضاً مجانية بالشخصيات المتحركة لتعليم الأطفال عن الحيوانات.

ويقول "أرغب في أن يتعرفوا على وحيد القرن قبل فوات الأوان. ولا أريدهم أن يروه فقط في الكتب المدرسية أو الرسوم المتحركة".

ويستخدم سامسودين مادة الكرتون لتصنيع شخصيات قصصه لأنّها سهلة التوافر ولرفضه لأسباب مرتبطة بحفظ الحيوانات، استخدام الجلد الذي عادةً ما يُعتمد في عروض الدمى الجاوية التقليدية المُنظمة في المسارح.

ويشير إلى أنّ تقنية السرد القصصي البصري التي يعتمدها من شأنها أن تجعل الأطفال يستوعبون رسالته بشكل أسهل، بالإضافة إلى مساهمتها في إنشاء رابط قوي يجمعه بهم .

ويقول "يتمتع الأطفال بفترة انتباه قصيرة، لذا عليّ أن أكون مبدعاً لجذب انتباههم".

وتتسم عملية حفظ وحيد القرن بصعوبة لأنّ فترة الحمل لدى هذا النوع طويلة بالإضافة إلى ميله للتجوّل، ما يؤدي غالباً إلى انفصال الذكور والإناث خلال فترة التزاوج.

ويسعى سامسودين إلى تغيير الفكرة السائدة في الرسوم المتحركة بأن وحيد القرن كسول وغبي.

ويقول إنّ "وحيد القرن خجول جداً ومظهره غريب، لكن لم يبق منه في العالم سوى عدد قليل، لذلك أريد تغيير الصورة النمطية المرتبطة به وجعل الناس يعتبرونه مخلوقاً مميزاً".

وبعدما أوقف سامسودين نشاطه موقتاً خلال فترة الجائحة، يواصل حالياً التجول على الطرقات وتقديم عروض للأطفال.

ويعتمد في قصصه وحيد القرن الجاوي كشخصية رئيسية إلى جانب قرد المكاك ونمر سومطرة كصديقين لوحيد القرن، بالإضافة إلى شخصية شريرة تتمثل في أحد الصيادين.

ويبرز من بين مجموعة الأطفال جيلار دوي تيتار سيابوترو، وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية كان يشاهد العرض برفقة أصدقائه.

ويقول إنّ العرض "كان ممتعاً ومضحكاً وتعلمت منه أموراً جديدة كعدم رمي النفايات بشكل عشوائي والاعتناء بالطبيعة".

ويرغب سامسودين في أن يؤدي هؤلاء الأطفال يوماً ما عملاً مماثلاً للذي يقوم به، وينخرطوا تالياً في مهمته الهادفة إلى نشر الوعي حول البيئة من خلال استخدام التقاليد الشعبية".

ويقول "آمل في أن يحذو طفل أو اثنان من بين المئات الذين قابلتهم حذوي، وينضموا إليّ لنشر رسائل تهدف إلى حفظ" الطبيعة وعناصرها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف