صحة وعلوم

وسط توتر روسي-غربي على خلفية أوكرانيا

روسيا تغادر محطة الفضاء الدولية بعد 2024

صورة مؤرخة في 21 تموز/يوليو 2022 التقطتها محطة "ناسا" التلفزيونية لمحطة الفضاء الدولية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: أعلنت روسيا الثلاثاء أنها ستغادر محطة الفضاء الدولية "بعد العام 2024"، ما يثير تساؤلات حول بقاء هذا المختبر المأهول الذي يسبح في المدار، وسط توترات روسية-غربية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وبدأ تجميع محطة الفضاء الدولية التي تعتبر نموذجا للتعاون الدولي بين أوروبا واليابان والولايات المتحدة وروسيا، العام 1998. وكان من المقرر أن تخرج عن الخدمة في العام 2024 لكن وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) قدّرت أنه يمكنها أن تعمل حتى العام 2030.

وتؤدي روسيا دورا رئيسيا في إبقاء المحطة في المدار، لكن بعض مركباتها الفضائية تتأثر بالعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب الهجوم على أوكرانيا.

ويأتي الإعلان الروسي بمغادرة محطة الفضاء الدولية بعد عشرة أيام من تعيين رئيس جديد لوكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) وهو يوري بوريسوف الذي خلف دميتري روغوزين.

وقال بوريسوف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات نشرها الكرملين "بالطبع، سنفي بكل التزاماتنا لشركائنا، لكن قرار مغادرة هذه المحطة بعد العام 2024 اتُّخذ".

وبعد دقائق، قالت مديرة المحطة الدولية في "ناسا" روبن غيتنز إن الولايات المتحدة لم تتلقَّ "أي إشعار رسمي" من روسيا بشأن الخطط التي أعلنتها للتو والمتعلقة بمغادرة محطة الفضاء الدولية "بعد العام 2024".

بدوره، أوضح بيل نيلسون رئيس "ناسا" في بيان إن وكالة الفضاء الأميركية "ملتزمة مواصلة عمليات محطة الفضاء الدولية بأمان حتى العام 2030، وهي تنسق مع شركائها".

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء إن "الإعلان الروسي فاجأنا" مؤكدا أن واشنطن تعتبر هذا القرار "مؤسفا" في ضوء "التعاون القيّم" الذي تتمتع به وكالتا الفضاء الروسية والأميركية منذ سنوات.

وأشار بوريسوف الثلاثاء إلى أن روسيا ستبدأ إنشاء "محطة مدارية روسية" ستصبح "الأولوية الرئيسية" لبرنامج الفضاء الوطني.

وأوضح "مستقبل الرحلات المأهولة الروسية يجب أن يعتمد قبل كل شيء على برنامج علمي منهجي ومتوازن، بحيث تساهم كل رحلة في زيادة معرفتنا في مجال الفضاء".

لكن المحلل الفضائي الروسي فيتالي إيغوروف قال إن هذا القرار سيعني "انقطاع الرحلات الجوية الروسية المأهولة لسنوات"، لأن روسيا ما زالت بعيدة عن امتلاك بنيتها التحتية الخاصة في المدار.

وأضاف لوكالة فرانس برس "لن تكون هناك محطة مدارية روسية في العام 2024 ولا في 2025 ولا في 2026" لافتا إلى أن "إنشاء محطة مدارية جيدة في غضون ثلاث سنوات يكاد يكون غير واقعي".

وقال إنه حتى "مع التمويل الأكثر سخاء، سيستغرق الأمر عشر سنوات على الأقل".

ومن هنا، أعلنت مجموعة "آر كي كي إنيرغيا" الروسية التي تصمم مركبات "سويوز" الفضائية وتبنيها الثلاثاء، إن إنشاء المحطة المدارية الروسية لن يبدأ قبل العام 2028.

ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" عن فلاديمير سولوفيوف المصمم العام في المجموعة الروسية قوله "إذا اتّخذ القرار بشأن بنائها بحلول نهاية العام، ستبدأ المرحلة الأولى عام 2028 بإطلاق وحدة للطاقة والعلوم بصاروخ أنغارا".

وحتى تعيينه رئيسا لوكالة "روسكوسموس" في منتصف تموز/يوليو، كان بوريسوف (65 عاما) يشغل منصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن المجمع الصناعي-العسكري الروسي الذي يشمل قطاع الفضاء.

وأمام بوتين، لفت بوريسوف إلى أن قطاع الفضاء "في وضع صعب". وأشار إلى أنه سيسعى "لرفع السقف وقبل كل شي، توفير الخدمات الفضائية اللازمة للاقتصاد الروسي"، مشيرا إلى الملاحة والاتصال ونقل البيانات وغير ذلك.

وتضرر التعاون الروسي-الغربي في مجال الفضاء بسبب الهجوم الذي شنته روسيا منذ 24 شباط/فبراير ضد جارتها الأوكرانية.

وتؤثر العقوبات الغربية التي اتُخذت عقب الغزو الروسي على صناعة الطيران الروسية جزئيا ومن شأنها التأثير على محطة الفضاء الدولية التي قد تشهد بعض إمداداتها اضطرابات.

وكان روغوزين الرئيس السابق لوكالة "روسكوسموس" لمح إلى أنه بسبب ذلك ستتخلى روسيا عن فكرة إطالة عمر محطة الفضاء الدولية حتى العام 2030.

وأكد في آذار/مارس أنه بدون الروس، ستتحطم محطة الفضاء الدولية على الأرض لأن الجانب الروسي فقط لديه الوسائل لإصلاح مدار المحطة البالغ وزنها 500 طن.

واعتُبر إرسال أول إنسان إلى الفضاء عام 1961 وإطلاق أول قمر صناعي قبل أربع سنوات من ذلك من أهم إنجازات برنامج الفضاء السوفياتي وتبقى مصدرا مهما للاعتزاز الوطني في روسيا.

لكن خبراء يقولون إن وكالة الفضاء الروسية لم تعد إلا ظلا لعهدها السابق وتعرّضت في السنوات الأخيرة لسلسلة انتكاسات تشمل فضائح فساد وخسارة عدد من الأقمار الاصطناعية ومركبات فضائية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف