صحة وعلوم

لكي يحقق العالم أهدافه المناخية

مدير وكالة الطاقة المتجددة: "لا يمكن لأحد وقف التقدم" في هذا المجال

محطة الخرسعة للطاقة الشمسية في قطر في صورة ملتقطة في 18 أكتوبر 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شرم الشيخ (مصر): أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لاكاميرا في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن "لا أحد يمكنه أن يوقف تقدم" الطاقة المتجددة التي ستستمر بالازدهار رغم الصعوبات لكنه يجب أن تتقدم بسرعة أكبر لكي يحقق العالم أهدافه المناخية.

ويعاني العالم من أزمة طاقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وتجهد بعض الدول خصوصاً في أوروبا، لضمان امداداتها من النفط وخصوصاً من الغاز.

وقال لاكاميرا في مقابلة مع فرانس برس على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر "على المديين المتوسط والطويل لا سبيل آخر إلا في تسريع نزع الكربون. مصادر الطاقة المتجددة ليست جيدة فقط للمناخ وفرص العمل وإجمالي الناتج المحلي بل هي أيضاً وسيلة فعلية لضمان الاستقلالية على صعيد الطاقة".

"جيد لأمننا"

وشدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أيضاً على هذا الجانب الاستراتيجي الجديد الثلاثاء مؤكداً أن الانتقال إلى الطاقة المتجددة "جيد لأمننا".

ورأى فرانشيسكو لاكاميرا أن الولايات المتحدة لن تتراجع على الأرجح في اختيارها مصادر الطاقة النظيفة الذي عززته أخيراً خطة الاستثمار الواسعة التي دفع بها الرئيس الأميركي جو بايدن .

وأكد أنه "خلال الإدارة السابقة (دونالد ترامب) كانت المحطات العاملة بالفحم قد بدأت تقفل أبوابها في الولايات المتحدة".

وتابع أن "السوق هي المحرك. والسوق تقول من الآن بوضوح إننا نتجه نحو نظام يستند على الطاقة المتجددة ويستكمله الهيدروجين الأخضر خصوصاً. لا أحد يمكنه وقف هذا التقدم".

وأضاف "السؤال لا يتعلق بالوجهة بل بالسرعة المعتمدة والنطاق".

ليس على المسار الصحيح

واحتسبت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في تقرير نشر خلال كوب27 أن الانتقال في مجال الطاقة ليس على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس حول المناخ الذي ينص على حصر الاحترار المناخي دون الدرجتين المئويتين وإذا امكن عند 1,5 درجة مقارنة بالمرحلة التي سبقت الثورة الصناعية.

وشدد لاكاميرا على أن "الأرقام تفيد بأنه علينا مضاعفة طموحاتنا من الآن إلى 2030".

وتهدف دول العالم إلى التوصل إلى انتاج 5,4 تيراوت من القدرة الكهربائية المتجددة بحلول هذا التاريخ ما يشكل نصف 10,8 تيراوات ضرورية لاحترام التعهدات المناخية.

وتتخلف أفريقيا حيث يقام كوب27 راهناً في هذا المجال، خصوصاً مقارنة بما بإمكانها تحقيقه على صعيد الطاقة الشمسية.

فالاستثمارات في الطاقة المتجددة كانت في 2021 في أدنى مستوى لها منذ 11 عاماً على ما جاء في تقرير لبلومبرغ أن إي أف. ولم تستحوذ القارة إلا على 0,6 % من الاستثمارات العالمية في القطاع.

قدرة إنتاج هائلة

وأكد لاكاميرا "تتمتع أفريقيا بقدرة هائلة. يمكنها إنتاج كميات من الكهرباء والطاقة تفوق ألف مرة حاجاتها. هذه القارة محطة كهربائية استثنائية".

وأضاف "لكن علينا مراجعة الطريقة التي يتم فيها التعاون. لا يمكن لأفريقيا أن تتطور وأن تتجه إلى نظام طاقة نظيفة من دون بنية تحتية مادية وقانونية جيدة".

وحذّر كذلك من الاعتماد على مشاريع طاقة أحفورية جديدة لتحقيق التنمية وهو حلم يراود دول عدة مثل السنغال أو جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقال لاكاميرا "من مصلحة القارة أن تركب القطار الجديد وألا تبقى عالقة في تكنولوجيات قديمة".

ورأى أن أفريقيا يمكنها أن توفر ملايين فرص العمل الجديدة وتسريع نموها جراء ذلك.

وختم بالقول "لكن لا يمكن تحقيق أي شيء إلا إذا كانت الدول المتطورة مستعدة لتسهيل الأمور ودعم الأفارقة والعمل معهم لجعل ذلك ممكناً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف