صحة وعلوم

رغم وجود إجماع شبه تام على ضرورة خفض الانبعاثات

تجاوز الخلافات لا يزال يحتاج "إلى الكثير من العمل" في مؤتمر المناخ

مدخل مركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات حيث ينعقد مؤتمر المناخ كوب27، في 5 نوفمبر 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شرم الشيخ (مصر): مع انطلاق الأسبوع الثاني من مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) الاثنين "يبقى الكثير من العمل" لتجاوز الانقسامات بين الدول الغنية المسؤولة عن الاحترار والدول الفقيرة المطالِبة بمساعدات لمواجهته رغم وجود إجماع شبه تام على الضرورة الملحة لخفض الانبعاثات.

وقال سامح شكري رئيس كوب27 خلال مؤتمر صحافي مقتضب مع دخول مفاوضات المناخ مرحلتها النهائية في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر "لقد انتهينا من بعض المسائل لكن يبقى الكثير من العمل إذا أردنا الحصول على نتائج مهمة وملموسة نفتخر بها جميعاً. يجب أن نزيد السرعة الآن".

وعدد وزير الخارجية المصري نقاط الخلاف التي تتعلق جميعها بالملفات الرئيسية وهي تخفيف المخاطر (خفض الانبعاثات) والتكيف مع التداعيات المتوقعة للتغير المناخي والجانب المالي لا سيما "الخسائر والأضرار" التي بات لا مفر منها وغالباً ما تضرب أفقر دول العالم ذات المسؤولية المحدودة في الاحترار.

وأشار سايمن ستييل مدير اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في تغريدة، إلى هذه القائمة كاتبا "الشعوب والكوكب تنتظر أن يفي هذا المسار بوعوده". ودعا "إلى مد جسور للتقدم على صعيد (حصر الاحترار) بـ1,5 درجة مئوية والتكيف والتمويل والخسائر والأضرار".

مؤتمر غلاسغو

خلال المؤتمر السابق في غلاسغو قبل عام، تعهدت حوالى 200 دولة المحافظة على أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا ويتمثل بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية من خلال زيادة التزاماتها على صعيد خفض انبعاثات غازات الدفيئة بحلول كوب27 الحالي.

إلا أن أقل من ثلاثين دولة أقدمت على ذلك ما يضع العالم على مسار احترار قدره 2,4 درجة مئوية. ولم يشهد الأسبوع الأول من كوب27 الكثير من الإعلانات بهذا الشأن باستثناء المكسيك وأستراليا.

وأفاد مراقبون عديدون بأن الصين والمملكة العربية السعودية أبلغتا حتى عن تحفظهما الذي سبق أن عبرتا عنه، على ذكر هدف 1,5 درجة مئوية في الإعلان الختامي، مشددتين على أن الهدف الرئيس لاتفاق باريس حول المناخ هو إبقاء الاحترار "بوضوح دون" الدرجتين المئويتين.

وشدد المبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري في وقت سابق خلال المؤتمر على أن "غالبية الدول هنا لا تنوي العودة إلى الوراء" إلا أن القرارات تتخذ بالإجماع ويمكن لدولة واحدة أن تعطل مسار الأمور.

وفي إطار دفعه المتواصل لتعزيز الأهداف والطموحات، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عشية قمة مجموعة العشرين في بالي، الاثنين هذه البلدان المسؤولة عن 80 % من الانبعاثات العالمية إلى وضع "خطة مشتركة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050".

لقاء بايدن-جينبينغ

وقد تشجع بعض المراقبين بلقاء بين الرئيسين الصيني شي جيبينغ والأميركي جو بايدن.

وقال أني داسغوبتا رئيس معهد "وورلد رسيورسيز إنستيتوت" إن إعلان البيت الأبيض استئناف التعاون لتعزيز "الجهود" على صعيد المناخ بين البلدين المسؤولين عن أعلى مستوى من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، "يجعلنا نتنفس الصعداء".

وطلب سامح شكري من الوفود إنجاز الأعمال التقنية الثلاثاء لتسليم الملفات بعد ذلك إلى الوزراء الذين ينتظر وصولهم إلى شرم الشيخ.

وقال ألدن ميير المحلل في مركز الدراسات "إي 3 جي"، إن الإعلان الختامي "يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تقول للناس (أصغينا إليكم الوضع ملح الجميع مشارك وسنستخدم كل الوسائل المتاحة لنزع الكربون في العالم)".

ومع الفيضانات العارمة غير المسبوقة في باكستان قبل أشهر قليلة والخطر المحدق بجزر المحيط الهادئ الصغيرة المهددة بارتفاع مستوى مياه البحر، تطالب الدول النامية من جانبها بمزيد من الاموال من الدول الغنية التي لم تحترم وعودها بتقديم مئة مليار دولار سنوياً على شكل مساعدات لخفض الانبعاثات والتكيف مع تداعيات التغير المناخي.

"الخسائر والأضرار"

وتطالب هذه الدول أيضاً بآلية منفصلة لمواجهة "الخسائر والأضرار" التي تتعرض لها إلا أنها تصطدم بتحفظ دول غنية.

وتتحفظ أوروبا والولايات المتحدة على هذه الآلية خصوصاً. وتجنب الرئيس بايدن بعناية لدى توقفه القصير في شرم الشيخ الجمعة التطرق إلى هذه المسألة داعيا إلى حشد طاقات القطاع الخاص.

وقال مصدر أوروبي لوكالة فرانس برس "هل استحداث آلية مخصصة لهذا الغرض هو الحل المناسب؟ لا نظن ذلك" مفضلاً استخدام اللجوء إلى هيئات قائمة في الأساس مثل الصندوق الأخضر للمناخ.

من جهة أخرى، أطلقت الرئاسة الألمانية لمجموعة السبع وحوالى ستين دولة ضعيفة إزاء التغير المناخي، في كوب27 الاثنين "درعاً" مناخية تعتمد خصوصاً على التأمين لمساعدة المواطنين على تمويل تداعيات الاحترار. إلا أن منظمات غير حكومية تلقت هذه المبادرة بحذر.

وعلقت وزيرة البيئة في جزر المالديف أميناث شونا "تتمثّل المشكلة الأكبر بغياب الإرادة السياسية" رافضة أي "تسوية" حول "الخسائر والأضرار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف