صحة وعلوم

عدد الإصابات اليومية تجاوز عتبة المليون

شي جينبينغ يدعو "لحماية" الأرواح وسط انتشار كوفيد

عامل صحي يأخذ عيّنة مسحة من رجل لفحصها بحثاً عن فيروس كورونا في مستشفى في بكين في 26 ديسمبر 2022
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بكين: حضّ الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين على "بناء حصن" ضدّ كوفيد -19 و"حماية" حياة مواطنيه، في الوقت الذي تواجه فيه الصين تفشّي العدوى بعد التخلّي عن القيود الصحية.

منذ العام 2020، كانت الصين تفرض قيوداً قاسية وفق استراتيجية "صفر كوفيد" التي أدّت إلى حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وأولئك الذين لم يتلقّوا اللقاح.

غير أن السلطات رفعت فجأة غالبية هذه القيود في السابع من كانون الأول/ديسمبر، على خلفية تنامي السخط الشعبي والتأثير الكبير لهذه القيود على الاقتصاد.

منذ ذلك الحين، تتفجّر حالات الإصابة بمرض كوفيد، ممّا أثار قلقاً من ارتفاع معدّل الوفيات بين كبار السن الذي هم أكثر عرضة للخطر.

وفي هذه الأثناء، أفاد عدد من محارق الجثث ردًا على اتصال من فرانس برس عن تسلم عدد أكبر من المعتاد من الجثث في الأيام الأخيرة. وهو وضعٌ قلما تطرقت إليه وسائل الإعلام الصينية.

كذلك، تشهد المستشفيات اكتظاظاً بينما يصعب العثور على الأدوية المضادة للإنفلونزا في الصيدليات، وذلك في الوقت الذي تتعلّم فيه البلاد كيفية التعايش مع الفيروس.

حملة صحية وطنية

ونقلت قناة "سي سي تي في" التلفزيونية الحكومية عن شي قوله الإثنين "تواجه السيطرة على كوفيد-19 والوقاية منه في الصين وضعاً جديدة يتطلب مهاماً جديدة".

وهذا أول تصريح للرئيس الصيني منذ تخفيف التدابير الصحية الصارمة.

وأضاف "يجب أن نطلق حملة صحية وطنية بطريقة أكثر استهدافاً... وأن نبني حصنًا منيعًا ضد الجائحة ونعزز خط دفاع المجتمع للوقاية من الوباء ومكافحته، وحماية أرواح الناس وسلامتهم وصحتهم بشكل فاعل".

تتوقع تقديرات غربية أن يؤدي رفع القيود إلى وفاة حوالى مليون شخص في الأشهر المقبلة.

وأعلنت الصين الأحد أنّها لن تنشر بعد الآن إحصاءات بشأن كوفيد. وكانت قد انتُقدت على نطاق واسع بسبب تناقض هذه الإحصاءات مع الموجة الوبائية الحالية.

في السابق، كانت اختبارات "بي سي آر" الإجبارية تجعل من الممكن متابعة الاتجاه الوبائي بشكل موثوق. لكن الأشخاص المصابين يجرون الآن اختبارات ذاتية في المنزل ونادراً ما يبلغون السلطات بالنتائج، مما يمنع الحصول على أرقام موثوقة.

ووفقاً للحصيلة الرسمية، لم يسجّل البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم إلّا ست حالات وفاة بسبب كوفيد منذ رفع القيود، وهو عدد قدر خبراء أنه أقل من الواقع.

تباين صارخ بالإحصاءات

ولاحظ الصينيون في الأيام الأخيرة تبايناً صارخاً بين الإحصاءات الرسمية والعدوى المنتشرة لدى جزء كبير من أقاربهم، أو حتّى عدد الوفيات.

وأعلنت مدينة كانتون الكبرى (جنوب)، التي تسكنها 19 مليون نسمة، عن تأجيل الجنازات إلى ما "بعد 10 كانون الثاني/يناير".

من جهة أخرى، تُعتبر المنهجية الجديدة التي تعتمدها السلطات مثيرة للجدل، إذ يتم اعتبار الأشخاص الذين ماتوا بشكل مباشر بسبب فشل الجهاز التنفسي المرتبط بكوفيد فقط، متوفّين من المرض.

ومع ذلك، بدأت بعض الحكومات المحلية في تقديم تقديرات لحجم الوباء.

فقد أفادت السلطات الصحية في تشجيانغ (شرق)، جنوب شنغهاي، الأحد أن عدد الإصابات اليومية تجاوز الآن عتبة المليون في هذه المقاطعة البالغ عدد سكانها 65 مليون نسمة.

ويُصاب نصف مليون شخص يومياً في مدينة تشينغداو (شرق) البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، وفقاً لما نقلته الصحف الرسمية عن مسؤول في البلدية.

وفي العاصمة بكين، تحدثت السلطات السبت عن "عدد كبير من المصابين" داعية إلى "بذل كل ما هو ممكن لتحسين معدل الشفاء وخفض نسبة الوفيات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف