صحة وعلوم

بسبب التأثير السلبي على نظامها الغذائي

ابيضاض المرجان يؤدي إلى معارك "غير مجدية" بين الأسماك

الأسماك الخاصة تسبح بين الشعاب المرجانية قبالة سواحل إقليم مايوت الفرنسي فيما وراء البحار، في أرخبيل جزر القمر في المحيط الهندي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: أظهرت دراسة نُشرت نتائجها الأربعاء أن ابيضاض المرجان الذي يؤثر سلباً على نظام الأسماك الغذائي، يدفعها إلى خوض معارك "غير مجدية" وبالتالي تبديد طاقة ثمينة تهدد بقاءها.

وينتج ابيضاض المرجان عن ارتفاع درجة حرارة المحيطات بفعل الاحترار المناخي، ويتمثل في فقدان لون الشعب المرجانية التي توفر الملجأ والغذاء لأجناس بحرية كثيرة.

ودرس فريق من الباحثين تبعات هذا الابيضاض على 38 جنسا من أسماك الفراشة، وهو نوع من الأسماك الاستوائية الملونة التي تعتمد جزئيا في نظامها الغذائي على المرجان، وبالتالي فإن "مصدر الغذاء لديها يتضاءل بقوة وبسرعة"، وفق ما أوضحت عالمة الأحياء البحرية في جامعة لانكاستر البريطانية سالي كيث لوكالة فرانس برس.

ومع زملائها في الفريق، لم تكن كيث قادرة على التكهن بأن موجة ابيضاض كبيرة للمرجان كانت على الطريق عندما بدأت درس هذا النوع من الأسماك في سبعة عشر حيداً مرجانياً في الفيليبين وإندونيسيا وجزيرة كريسماس الأسترالية.

وقد شكّلت هذه الظاهرة عند حصولها سنة 2016 "المناسبة المثالية" لدرس تبعات الابيضاض على سلوك الحيوانات البحرية التي تعتمد في غذائها على صحة المرجان، وفق العالمة.

وبعد سنة من الحدث، كان الباحثون "مصدومين" من الأذى الفادح الذي لحق بالمرجان. فقد كانت الأسماك "تسبح في محيطه بحثاً عن مصدر غذائي اختفى بالكامل".

وقد أصاب الابيضاض خصوصاً مرجان "أكروبورا"، وهو مصدر غذائي أساسي للأسماك الفراشة.

وقد أدى هذا الأمر إلى "تغيير المعادلة على صعيد النفاذ إلى مصادر الغذاء"، من خلل وضع الأجناس المختلفة من الأسماك الفراشة في منافسة محتدمة في ما بينها للحصول على أنواع أخرى من المرجان.

وراقب الفريق ما يقرب من 3700 تفاعل بين الأسماك الفراشة. وعندما يرسل أحدها إشارة إلى نوع منافس بوجود نوع معين من المرجان قد يكون ذا فائدة له، يؤشر بخطمه إلى الأسفل وينفش زعنفته الذيلية المزروعة بالأشواك.

وتوضح سالي كيث أن "الأمر أشبه بديك ينفش ريشه". وفي حال لم يثن ذلك المنافس، تحصل ملاحقة لمنعه من تحقيق هدفه، ما قد يمتد على مسافة طويلة.

وتروي عالمة الأحياء "لقت تتبعت أحد هذه الأسماك على مسافة تقرب من خمسين مترا، ما كان متعباً نظراً إلى سرعتها الكبيرة".

وعندما كان المرجان في وضع طبيعي، كانت الأجناس المختلفة من الأسماك الفراشة تحل خلافاتها بفضل إشارات تنبيهية في 28% تقريباً من الحالات. غير أن هذه النسبة تراجعت إلى 10% بعد الابيضاض، ما تُرجم ازدياداً في "الهجمات غير المجدية"، وفق الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة حوليات الجمعية الملكية البريطانية.

وتلفت سالي كيث إلى أن "اتخاذ قرارات مغلوطة بشأن الهدف الواجب التصدي له وهدر طاقة ثمينة في هذه الهجمات قد يُدخلها في مجاعة حقيقية".

وقد تكون لظاهرة الابيضاض تبعات على أجناس أخرى تقع عند مستويات أعلى من السلسلة الغذائية المرتبطة بالثروة الحيوانية في الشعب المرجانية.

وخلصت نماذج بيانية عن التغير المناخي إلى أنه حتى في حال بلوغ الهدف المحدد في اتفاق باريس والقاضي بحصر الاحترار المناخي بدرجة مئوية ونصف درجة مقارنة مع معدلات ما قبل الثورة الصناعية، فإن 99% من الشعب المرجانية في العالم قد لا تستعيد عافيتها. وفي حالة حصر الاحترار بدرجتين مئويتين، فإن النسبة سترتفع إلى 100%.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف