صحة وعلوم

مخاوف بشأن درجة الحرارة داخل "سويوز إم إس -22"

روسيا سترسل مركبة إغاثة إلى محطة الفضاء الدولية بعد حادثة تسرب

مقطع فيديو التقطته وكالة ناسا وتم الحصول عليه في 15 كانون الأول\ديسمبر 2022، يظهر رش السائل من الطرف الخلفي لمركبة الفضاء سويوز إم إس -22.
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: أعلنت روسيا الأربعاء أنها سترسل في 20 شباط/فبراير مركبة إغاثة إلى محطة الفضاء الدولية لإعادة ثلاثة أعضاء في طاقم مركبة من نوع سويوز تضررت جراء حادثة تسرب الشهر الماضي.

وتعرضت المركبة الفضائية "سويوز إم إس -22"، التي ترسو حالياً في محطة الفضاء الدولية، إلى تسرب هائل في سائل التبريد في منتصف كانون الأول/ديسمبر، وأظهرت الصور كميات من الجسيمات تتسرب إلى الفضاء من مؤخر المركبة الروسية.

وبعد فحص حالة الجهاز، أعلنت وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) الأربعاء أنها ترى أن من الأفضل إرسال مركبة فضائية أخرى، وهي "سويوز ام اس-23"، لإعادة رائدي الفضاء الروسيين سيرغي بروكوبييف وديمتري بيتلاين، وكذلك رائد الفضاء الأميركي فرانك روبيو.

وقالت روسكوسموس في بيان "تقرر إرسال مركبة الفضاء سويوز إم إس -23 في 20 شباط/فبراير 2023 من دون ركاب" لكن مع المعدات اللازمة.

وكان من المقرر مبدئياً أن تقلع المركبة في 16 آذار/مارس لنقل ثلاثة رواد فضاء آخرين إلى محطة الفضاء الدولية.

قال مدير برنامج محطة الفضاء الدولية في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا الأميركية في هيوستن جويل مونتالبانو "لا نسمي مركبة سويوز هذه احتياطية"، بل هي مركبة "بديلة".

وأضاف "في الوقت الحالي، الطاقم بأمان على متن المحطة".

ولم يتم الإعلان عن موعد عودة الرائدين الروسيين والرائد الأميركي، الذي كان مقرراً مبدئياً في 28 آذار/مارس. لكن مهمّتهم ستُمدد "أشهراً عدة"، على ما أعلن مدير الرحلات الجوية المأهولة في روسكوسموس سيرغي كريكاليوف خلال مؤتمر صحافي.

إلى ذلك، ستعود المركبة المتضررة إلى الأرض فارغة، ربما "في منتصف آذار/مارس أو في نهايته"، وفق كريكاليوف.

مركبة بديلة

وبانتظار وصول المركبة البديلة، وفي حال حصول طوارئ تستدعي إخلاء محطة الفضاء الدولية، تدرس وكالتا الفضاء الروسية والأميركية سيناريوهات عدة. لكنّ الوكالتين أكدتا أن هذا الاحتمال لا يزال بعيداً.

ويتمثل السيناريو الأول في إحضار أفراد الطاقم الثلاثة على متن مركبة سويوز المتضررة، رغم مخاوف بشأن درجة الحرارة التي يمكن الوصول إليها داخل المركبة الفضائية وقت الهبوط.

ويتمثل السيناريو الثاني في تقليل "الحمل الحراري" على متن سويوز من خلال "تقليل حجم الطاقم".

بعد ذلك، سيعاد أحد الركاب الثلاثة بواسطة مركبة من صنع سبايس اكس ترسو حالياً أيضاً في محطة الفضاء الدولية.

في الواقع، إضافة إلى أفراد الطاقم الثلاثة الذين جاؤوا على متن مركبة سويوز، فإن محطة الفضاء الدولية تضم حالياً أربعة ركاب آخرين، وصلوا على متن مركبة دراغون من سبايس إكس، التي يُفترض أن تُستخدم أيضاً لإعادتهم.

وبالتالي، فإن الفكرة تتمثل في تأمين شخص خامس على متن السفينة، "في المنطقة التي توجد فيها الشحنة في العادة"، وفق ما أوضح جويل مونتالبانو، رئيس برنامج محطة الفضاء الدولية في وكالة ناسا.

وكُشف عن التسرب في 14 كانون الأول/ديسمبر على متن مركبة سويوز، حيث كان رائدا الفضاء الروسيان على وشك الخروج من المحطة إلى الفضاء.

وعزا تقييم أولي لأسباب تسرب المبرد، ما حصل إلى إمكان حدوث اصطدام نيزكي صغير بشكل طبيعي، أو إلى حطام من صنع الإنسان في المدار، أو إلى عطل في الأجهزة.

والأربعاء، أكدت روسكوموس أن فرضية تأثير اصطدام نيزك دقيق "تم إثباتها تجريبياً".

وبحسب الوكالة الروسية، فقد فُتحت حفرة "قطرها أقل من ملليمتر" في أنبوب تبريد.

نظراً للسرعة التي يعتقد الخبراء أن الجسم اصطدم بها بمحطة الفضاء الدولية، يمكن أن يكون ما حصل ناجماً عن "نيزك جاء من اتجاه عشوائي"، وليس قطعة حطام "لم تكن لتتمكن من البقاء في هذا المدار" بهذه السرعة، بحسب سيرغي كريكاليوف.

واستبعدت الوكالة الروسية حدوث أي عطل ميكانيكي.

بالنسبة إلى فيتالي إيغوروف، المتخصص الروسي في قضايا الفضاء، فإن القرارات التي أعلنتها وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) الأربعاء "مثالية لضمان سلامة (الطاقم) وتقليل الأضرار التي لحقت ببرنامج الفضاء".

وتشكل محطة الفضاء الدولية أحد مجالات التعاون القليلة المتبقية بين موسكو وواشنطن منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، والعقوبات الغربية التي تلت ذلك.

وأشاد رئيس روسكوسموس يوري بوريسوف الشهر الماضي بتضامن الأميركيين على متن محطة الفضاء الدولية، الذين "مدوا يد العون لمساعدتنا"، في وقت كانت فيه العلاقات بين الكرملين والبيت الأبيض في أدنى مستوياتها.

وأُطلقت محطة الفضاء الدولية في عام 1998 في مرحلة التعاون الأميركي الروسي، في أعقاب سباق الفضاء الذي انخرط فيه البلدان خلال الحرب الباردة.

لكنّ المشروع واجه مشكلات فنية كثيرة، إضافة إلى فضائح فساد شوهت سمعة قطاع الفضاء الروسي في السنوات الأخيرة، بعدما كان ينافس الولايات المتحدة في السباق إلى الفضاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف