صحة وعلوم

يوظف حالياً 30 شخصاً مقارنة بـ143 في الثماني

آخر مصنع للتبغ في فرنسا يواجه مستقبلاً ضبابياً

عمال التبغ في مصنع كورسيكا آخر مصنع للتبغ في فرنسا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فورياني (فرنسا): بات موقع في منطقة فورياني بجزيرة كورسيكا، منذ 2016 آخر مصنع للسجائر في فرنسا، مع 850 مليون وحدة منتجة سنوياً، لكن المستقبل لا يبدو مضموناً في ظل القيود على بيع التبغ في البلاد.

حول نيكولا برنار (49 عاماً)، وهو عامل متخصص منذ 20 عاماً في مصنع "ماكوتاب"، تهز آلات التبغ قبل وضعه في ورق أسطواني وإضافة فلاتر ثم تُجمع السجائر ضمن رزم يضم كل منها عشرين سيجارة.

ثم يتم تغليفها بورق ألمنيوم للحفاظ على نضارة التبغ، قبل وضعها في عبوات من الورق المقوى والأغشية البلاستيكية. ثم تُجمع في علب يضم كل منها عشر حزم.

ويقول نيكولا برنار لوكالة فرانس برس "وصلت الى هنا بالصدفة لتأدية وظيفة موقتة". هذا الرجل غير المدخن، الشغوف بالرياضات الجبلية، يبدي ارتياحه "للعمل على صنع منتج طبيعي"، مضيفاً "يجب التعامل مع جودة التبغ التي يمكن أن تتغير".

أما بالنسبة إلى مستقبل هذه الصناعة "الآخذة في التراجع في أوروبا"، فيسأل مدير الموقع تييري جوردان، وهو أيضاً مدير لمصنع يستورد التبغ في شمال فرنسا "أي مصنع في فرنسا يعرف ما سيفعل بعد ثلاث سنوات؟"

ويشكل التبغ "السبب الرئيسي للوفيات التي يمكن الوقاية منها" في فرنسا، بحسب هيئة الصحة العامة الفرنسية التي تُقدّر عدد الوفيات بسبب التبغ بـ75 ألفا سنوياً، وتشير إلى أن "نصف المدخنين بانتظام يموتون من عواقب تدخينهم".

وحظرت فرنسا إعلانات التبغ، وأغلقت العديد من المصانع أبوابها وتحولت إلى أماكن ثقافية (مرسيليا) أو حتى إلى جامعة (ليون).

مصنع كورسيكا

مصنع كورسيكا، وهو آخر موقع لصناعة السجائر في فرنسا منذ إغلاق مصنع ريوم (وسط) في العام 2016، يوظف حالياً 30 شخصاً على مساحة 10 آلاف متر مربع، مقارنة بـ143 مطلع الثمانينات.

وأسس المصنع عام 1961، وهو ينتمي إلى مجموعة "سيتا" (شركة الاستثمار الصناعي للتبغ والولاعات)، وهي شركة احتكار فرنسية سابقة للتبغ خصخصت في العام 1995، وهي نفسها تابعة لشركة "إمبريال توباكو" البريطانية العملاقة، وتنتج السجائر لكورسيكا ومناطق أخرى من فرنسا.

ويقول مدير الاتصالات في المجموعة بازيل فيزين لوكالة فرانس برس إن "السواد الأعظم من صناعة السجائر في أوروبا تتم حالياً في ألمانيا وبولندا"، حيث يُنتج 150 و114 مليار وحدة سنوياً على التوالي.

لكن "اليوم، السوق الموازية هي أول منافس لنا"، وفق فيزان الذي يشير إلى أنه في فرنسا، تمثل هذه السوق 36 % من السجائر المستهلكة، مع "50 % مزيفة و50 % أخرى مهربة أو مباعة من خلف الحدود".

كما فُكك العديد من المصانع السرية في فرنسا في العام 2022 وفي كانون الثاني/يناير في روان (شمال).

في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كشف وزير الحسابات العامة غابريال أتال عن خطة مدتها ثلاث سنوات لمكافحة الاتجار بالتبغ: وبحسب إحصاءات الجمارك، ارتفعت مضبوطات التبغ المهرب من 284 طناً في العام 2020، إلى أكثر من 600 طن (ثلثاها من السجائر)، خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2022.

لكن تييري جوردان يأسف أيضاً "لعدم وجود تناغم ضريبي بين الدول الأوروبية المختلفة"، إذ تبلغ قيمة علبة السجائر حوالى 5 يورو في إسبانيا أو 6,50 يورو في سردينيا مقابل 8,50 يورو في كورسيكا و10,50 يورو في فرنسا، مع العلم أن سعر العبوة في فرنسا يتوزع بين 84 % ضرائب و10 % لبائعي السجائر، والبقية للمصنعين والموزعين.

في كورسيكا، سمح نظام استثنائي يرجع تاريخه إلى مرسوم أصدره نابليون بونابرت عام 1811، بأن تكون الأسعار أرخص بنسبة 25 % من تلك الموجودة في البر الرئيسي الفرنسي، لكن قانون التمويل لعام 2020 وضع حداً لذلك. فمنذ العام 2022، يجب أن تبلغ قيمة علبة السجائر المباعة في الجزيرة 80 % على الأقل من تلك المباعة في فرنسا، ويجب أن يرتفع السعر كل عام بنسبة 5 % حتى يصل إلى 95 % عام 2025.

ومع ذلك، "قال 32 % من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً إنهم دخنوا في العام 2021"، بحسب هيئة الصحة العامة الفرنسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف