أخبار

الروس "غالباً ما يقصفوننا"

مسعفون أوكرانيون يسابقون الزمن لإنقاذ عسكريين أصيبوا قرب باخموت

مسعفون يقومون بإجلاء جندي أوكراني مُصاب
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دونتسك (أوكرانيا): يصرخ رجل مصاب من فرط الألم على طاولة الفحص بينما يقوم طبيب التخدير بطمأنته قائلاً له إنّ وجعه يعني أنّ ذراعه "ما زالت على قيد الحياة".

وأصيب اندري وهو جندي أوكراني صباح السبت قرب خط الجبهة في باخموت، المدينة الواقعة في شرق البلاد والتي تشهد معارك شرسة منذ أشهر.

وقام مسعفون تابعون للجيش بنقله في ناقلة جند مدرعة إلى موقع لينقل على متن سيارة إسعاف إلى موقع آخر للاستقرار الطبي في منطقة دونيتسك.

وتمكّن المسعفون في الطريق من إيقاف النزيف الذي تسبّبت به شظية من قذيفة هاون مزّقت كتفه.

ثم تولى فريق آخر من الوحدة الطبية اولف (ذئاب) التابعة لكتيبة دا فينتشي إسعافه داخل المركبة المدرعة.

وتم وضع اندري على نقالة ليتم نقله في سيارة الاسعاف إلى موقع الاستقرار الطبي. وحولت الثلوج الذائبة الطرق إلى مستنقعات موحلة.

ويقول الجراح في وحدة "اولف" والذي يدعى اندري أيضاً (30 عاماً) إنّ "الصعوبة في هذا الطقس تكمن في أنّنا لا نستطيع القيادة بسرعة".

ويتم إخلاء الجندي المصاب إلى عيادة صغيرة حيث يوضع على طاولة ملفوفاً ببطانية من القصدير.

ويقوم طبيب تخدير يدعى اوليغ بالحديث مع اندريه لطمأنته، بسبب عدم توفر معدات في الموقع من أجل القيام بتخدير عام.

ويبدأ الجندي بالتقيّؤ فيما يقول طبيب التخدير إنه "مجرد رد فعل للمضاد الحيوي"، مؤكدا أن الطاقم الطبي يبذل جهودا من أجل مساعدة اندري.

ويعاني اندري الآن من كسر مفتوح في كتفه وقد خسر "نحو لتر ونصف اللتر من الدم"، بحسب تقديرات أوليغ.

ويحاول المسعفون إزالة الرباط الطبي الضاغط لكنّهم يخشون استمرار النزيف ويقررون الإبقاء عليه طوال الطريق إلى مستشفى في كرامتورسك، التي تبعد نحو 25 كيلومترا.

وتعدّ هذه الرباطات منقذة للحياة كونها توقف النزيف، لكنّ تركها لفترة طويلة قد يتسبّب بموت الطرف المصاب.

ويشرح الجراح في "اولف" اندري أنّ الأولوية في العادة هي بقاء المريض على قيد الحياة.

ويعترف أنّ إبقاء الرباط الطبي الضاغط لثلاث ساعات "طويل"، لكنّه يشعر بالتفاؤل بإمكانية إنقاذ ذراع الجندي.

ويؤكد "كان لدينا حالة بقيت فيها يد رجل لأربع ساعات (مع رباط ضاغط) ويده تعمل الآن".

وخلال اجتماع للفريق الطبي، تأتي مكالمة آخرى لنقل مريض جديد.

ويصل هذه المرة شاب في الثامنة عشرة من العمر في ناقلة جند مدرعة.

ويبدو الشاب شاحبا لكنه قادر على المشي وهو مصاب بارتجاج في الدماغ وهو أمر يتم معالجته بالدواء واخذ قسط من الراحة.

ويتعرف الطاقم الطبي على الشاب فورا، لانه قدم قبل أسبوعين حيث اصيب بارتجاج دماغي عندما انقلبت السيارة التي كان يستقلّها.

"الأمر ببساطة لا يتوقف"
ويؤكد الجراح اندري أنّ "الامر ببساطة لا يتوقف"، موضحاً أنّه سعيد بمعالجة المصابين.

وتابع "لهذا وحدتنا جيّدة: كلّ المراحل تعمل بشكل مثالي حتى في هذا الطقس".

من جانبه، يقول ليبومير وهو مساعد طبي ساعد في جلب الجندي من خط المواجهة إنّ الروس "غالباً ما يقصفوننا".

وبحسب اوليغ فإن الاصابات الدماغية الناجمة عن تغيّرات الضغط الناتجة عن الانفجارات هي من بين المخاطر الأكثر شيوعا للجنود الاوكرانيين في هذه الحرب، بالإضافة إلى الاضرار التي تلحق بالذراعين والساقين.

ويوضح طبيب التخدير "نعمل عشرين ساعة (في اليوم)، سبعة ايام في الاسبوع دون راحة"، مضيفا "انه عمل صعب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف