عقار جديد يمنع الجلطات الدموية

من خلال الجمع بين خبراتهم في أنظمة تخثر الدم والتركيب الكيميائي، صمم باحثون مركبًا جديدًا يسمى MPI 8 يمنع تجلط الدم دون أي خطر متزايد للنزيف - وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة لمسيلات الدم المعروفة.

في هذا السياق، قال الدكتور جاي كيزاكيداثو، الأستاذ ورئيس كندا للأبحاث في قسم علم الأمراض والطب المخبري في جامعة كولومبيا البريطانية ومركز أبحاث الدم ، "إن تطوير MPI 8 يمثل تقدمًا كبيرًا في مجال الوقاية من جلطة الدم وعلاجها من خلال استهداف جزيء معين يشارك في تكوين الجلطة دون تعطيل عملية التخثر الطبيعية. قمنا بإنشاء مخفف للدم أثبت أنه أكثر أمانًا وفعالية في النماذج الحيوانية، مع إمكانات هائلة لتحسين حياة الإنسان أيضًا."
أضاف: ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد سلامة وفعالية MPI 8 في البشر، لكن النتائج الأولية توفر الأمل في حقبة جديدة للوقاية من الجلطة الدموية وعلاج التخثر أثناء العمل كدليل على قوة التعاون في الطب البحثي.

تشكل جلطات الدم مصدر قلق صحي خطير يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. عندما تُترك دون علاج، يمكن أن تؤدي إلى حالات مهددة للحياة مثل تجلط الأوردة العميقة والنوبات القلبية والانسداد الرئوي والسكتة الدماغية.

وتُعد مخففات الدم، والمعروفة أيضًا باسم مضادات التخثر أو الأدوية المضادة للتخثر، ضرورية في علاج الجلطات الدموية والوقاية منها، ولكنها تنطوي على مخاطر نزيف كبيرة. هذا يمكن أن يسبب مضاعفات ويحدّ من استخدامها لدى بعض المرضى.

تعمل مخففات الدم الموجودة مثل الهيبارين ومضادات التخثر الفموية المباشرة (DOACs) والوارفارين عن طريق استهداف الإنزيمات الضرورية لتخثر الدم. ومع ذلك، يجب تحديد جرعاتها ومراقبتها بعناية لأن تعطيل تلك الإنزيمات يهدد عملية التخثر الطبيعية اللازمة لشفاء الجروح.

وعليه، لقد اتخذ باحثو جامعة كولومبيا البريطانية وميتشيغان نهجًا مبتكرًا لاستهداف جزيء متعدد الفوسفات بدلاً من ذلك. وهو جزيء يشارك في تخثر الدم الذي يسرّع العملية ولكنه ليس ضروريًا لها.

بدوره د. جيم موريسي، أستاذ الكيمياء البيولوجية والطب الباطني في جامعة ميتشيغان الذي سلط عمله الضوء على دور متعدد الفوسفات في تخثر الدم، شرح: "كان تفكيرنا أن متعدد الفوسفات قد يكون هدفًا أكثر أمانًا لمطاردة عقار مضاد للتخثر، لأنه سيبطئ تفاعلات التخثر هذه فقط - حتى لو أزلنا 100 في المائة من تأثير متعدد الفوسفات".

وتابع ، موضحاً: "كان علينا حقًا التوصل إلى طريقة جديدة للغاية لاستهدافها مقارنة بالعقاقير المعتادة التي تستهدف التخثر، وهذا هو المكان الذي أصبحت فيه خبرة مختبر الدكتور كيزاكيداثو مهمة جدًا."

بعد بناء مكتبة للجزيئات المحتملة وفحصها للمعايير المرغوبة، ركز مختبر Kizhakkedathu على MPI 8. يحتوي هذا الجزيء الفريد على مجموعات ربط "ذكية" ذات شحنات موجبة يتم سحبها إلى الشحنة السالبة للفوسفات المتعدد. سوف يرتبط بالبولي فوسفات ويمنعه مع ترك الخلايا والبروتينات سالبة الشحنة في الجسم بمفردها، مما يزيل الآثار الجانبية السامة.

في الدراسات قبل السريرية، أظهر MPI 8 فعالية ملحوظة في منع تجلط الدم في الفئران دون زيادة خطر النزيف. لم يظهر الدواء أي علامات سمية، حتى عند الجرعات العالية.

هذا وقامت جامعة كولومبيا البريطانية وجامعة ميشيغان بتقديم طلب براءة اختراع لهذه التكنولوجيا.