صحة وعلوم

يقضي منها سنوياً نحو 20 مليون

الزراعة المكثفة أبرز أسباب الانخفاض الكبير بأعداد الطيور في أوروبا

مجموعة من الطيور أمام مون سان ميشال في فرنسا، 30 ديسمبر 2022
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: تشكل الزراعة المكثفة السبب الرئيسي للانخفاض الكبير في أعداد الطيور في أوروبا والتي يقضي منها سنوياً نحو 20 مليون طائر، على ما خلص باحثون في دراسة حديثة استندوا فيها إلى كمية من البيانات غير مسبوقة من ناحية نطاقها.

وتعاون عدد كبير من العلماء الأوروبيين الذين ينشرون أعمالهم في مجلة "بروسيدينغز أوف ذي ناشونال اكاديمي اوف ساينس" الأميركية "، بهدف معرفة نوع الأنشطة البشرية المسؤولة عن انخفاض أعداد الطيور الأوروبية.

واستخدموا كمية من البيانات غير مسبوقة من ناحية نطاقها، إذ تشمل ملاحظات أجريت لـ170 نوع من الطيور في عشرين ألف موقع مراقبة بيئي في 28 دولة أوروبية مدى 37 عاماً.

وقال منسق الدراسة والباحث في المركز الفرنسي للبحوث العلمية فنسان دوفيكتور "رصدنا انخفاضاً بمقدار الربع في وفرة الأنواع منذ العام 1980"، مضيفاً "بعبارة أخرى، قُتل 800 مليون طائر مدى 40 عاماً، أي ما يعادل 20 مليوناً في السنة، وهو ما يشير إلى انخفاض كبير في أعداد الطيور الأوروبية".

وتأثرت بعض النظم الإيكولوجية أكثر من غيرها بهذا الانخفاض، إذ شهدت أعداد الطيور التي تعيش في الغابات انخفاضاً بنسبة 18%، بينما تدهور عدد الطيور التي تعيش في المدن بنسبة 28%، وتلك الخاصة بالبيئات الزراعية تراجعت بـ57%.

انخفاضات في أعداد الطيور
وخلص الباحثون إلى أنّ "الزراعة المكثفة وتحديداً استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة، هي السبب الرئيسي لمعظم الانخفاضات في أعداد الطيور، وبخاصة تلك التي تتغذى على اللافقاريات".

وذكر الباحثون أنّ هذه اللافقاريات هي "جزء مهم من النظام الغذائي لطيور كثيرة خلال مراحل معينة من تطورها"، وهي مهمة لـ143 نوعاً من الأنواع الـ170 التي شملتها الدراسة.

ورُصد الانخفاض في الاعداد لدى أنواع كخاطف الذباب المرقط (-63%) وعصفور الدوري الشهير(-64%).

وللجم الانخفاض الكبير في أعداد الطيور، ينبغي البدء بتغيير النموذج الزراعي المعتمد. لكنّ "النظرة تجاه المجال الزراعي لا تزال صناعية"، من خلال الاستخدام المكثف للمكننة والمواد الكيميائية، بحسب دوفيكتور.

وبالإضافة إلى الزراعة، تؤثر عوامل أخرى مرتبطة بالنشاط البشري على أعداد الطيور وأبرزها التغير المناخي، فضلاً عن التطور المُدني الذي يؤثر سلباً على طيور كثيرة منها السمامة الشائعة والسنونو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف