سيارات الإسعاف متوقفة وتتعرّض لإطلاق نار وقذائف إذا تحركت
كل مستشفيات محافظة غزة خارج الخدمة وفق حماس والقتال مستمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قطاع غزة: يأمل آلاف الفلسطينيين العالقين في مستشفى الشفاء في مدينة غزة من دون ماء ولا كهرباء منذ أيام، أن يتمكّنوا الاثنين من مغادرته، فيما يتواصل القتال بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في محيطه وفي نقاط أخرى من القطاع المحاصر.
ويتركّز القتال على الأرض في قلب مدينة غزة في شمال القطاع حيث توغّل الإسرائيليون برّا. وتدور اشتباكات في محيط بعض المستشفيات التي يشتبه الجيش الإسرائيلي في أنها تضم بنى تحتية استراتيجية لحماس التي يتهمها باستخدام المواطنين "كدروع بشرية".
وفي ظل الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، نفذ الوقود في القطاع وأثّر سلبا على المستشفيات حيث ارتفع عدد الوفيات بين الأطفال الخدج الى ستة بالإضافة الى وفاة تسعة أشخاص في قسم العناية المركّزة.
وقال وكيل وزارة الصحة التابعة لحماس يوسف أبو الريش الاثنين إن الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفى الشفاء. وأضاف لوكالة فرانس برس "هناك ست وفيات أطفال خدج وتسع وفيات في قسم العناية المكثفة بسبب انقطاع الكهرباء". وأشار الى أن عشرات الشهداء ومئات المصابين لا يمكن لأحد الوصول إليهم لأن سيارات الإسعاف متوقفة وتتعرّض لإطلاق نار وقذائف إذا تحركت خارج المستشفى".
وقال أبو الريش إن "كل مستشفيات محافظة غزة خارج الخدمة. مستشفى الرنتيسي تم تفريغه بالكامل من الجيش والمرضى والكادر الطبي أمس بعد تهديدات من الجيش الإسرائيلي، ولا نعرف مصير بعض موظفين في المستشفى. الوضع خطير".
وتحدّث عن وضع مماثل لمستشفى الشفاء في مستشفى القدس في تل الهوى.
وأضاف "لا نستطيع الوصول الى عشرات النساء اللواتي سيولدن. تلقينا بلاغات عن حالات ولدت النساء فيها في الشارع أو البيوت من دون قابلات. القناصة يطلقون النار باتجاه اي شخص يتنقل من مبنى الى مبنى داخل المستشفى".
وأوضح "لا يوجد لدينا ماء للشرب ولا طعام ولا أي شيء للطواقم الطبية ولحوالى 20 ألف نازح داخل أسوار مستشفى الشفاء"، معتبرا أن إسرائيل "تحكم بالإعدام على كل من في داخل المستشفى".
إلا أن إسرائيل تؤكد أنها فتحت "ممرا آمنا" لخروج المدنيين من المستشفى والاتجاه نحو الجنوب. وتقول إن حماس تمنع المدنيين من الخروج، بينما أفاد شهود داخل المستشفى أنهم عاجزون عن الخروج بسبب إطلاق النار الكثيف في محيط المستشفى.
وبعد أن أعلنت إسرائيل أنها عرضت على إدارة مستشفى الشفاء تقديم 300 لتر من الوقود، لكن أحدا لم يتسلمها، ردّ مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في اتصال مع فرانس برس بأن "الجيش اتصلّ بي مرتين وقال إنه سيتم توفير وقود للمستشفى سيتاح في محطة عكيلة التي تبعد 500 متر عن مستشفى الشفاء".
وأوضح "أبلغني (شخص من قبل الجيش) في البداية أنه سيوفّر 2000 لتر ثم تراجع وقال 300 لتر شرط ألا يصل الى حماس. قلت له إذا أردت أن تساعد، نحتاج الى 8000 لتر على الأقل حتى نشغّل المولّدات الرئيسية وننقذ مئات المرضى والمصابين. رفض ولا نعرف ما الوضع. نناشد الإسراع بتوفير الوقود لإنقاذ المستشفى...".
الأهداف الإسرائيلية
وقال الجيش الإسرائيلي الاثنين إن الجيش الإسرائيلي "يواصل قصف أطراف مخيم الشاطئ في قطاع غزة، مستهدفا بنى تحتية تابعة للإرهابيين موجودة في مؤسسات حكومية مركزية، بما فيها مدارس وجامعات ومساجد ومساكن إرهابيين".
وأضاف أن قوات برية دخلت الاثنين "منزل أحد كبار إرهابيي (حركة) الجهاد الإسلامي وعثرت على عدد كبير من الأسلحة داخل غرفة الأطفال في المنزل. وخلال عملية إضافية في منطقة بيت حانون (جنوب)، عثرت قوات الجيش الإسرائيلي على فتحة نفق ومواد استخباراتية وأسلحة".
و أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين مقتل جنديين إضافيين في شمال غزة ليرتفع إلى 44 عدد القتلى الإجمالي في صفوفه منذ بدء عملياته البرية في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وشنت حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق على أراض إسرائيلية أوقع قرابة 1200 قتيل، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم، وفق آخر أرقام للسطات الإسرائيلية.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 240 شخصا اقتيدوا رهائن الى قطاع غزة بعد الهجوم، وبين هؤلاء 30 طفلا على الأقل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وتردّ إسرائيل منذ 38 يوما بقصف مكثّف على قطاع غزة أوقع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، 11180 قتيلا، معظمهم مدنيون وبينهم 4609 أطفال.
وتحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية الأحد عن احتمال التوصل إلى اتفاق لإطلاق رهائن تحتجزهم حماس. وتقول الحركة إن المفاوضات حول إطلاق رهائن تشمل وقفا لإطلاق النار والإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وترفض إسرائيل أي وقف لإطلاق النار، معتبرة أنه سيفيد حماس.
تنكيس أعلام
وذكر الجيش الإسرائيلي السبت أن مئتي ألف فلسطيني نزحوا خلال ثلاثة أيام من الشمال الى الجنوب، عبر "ممرات" تفتح يوميا لبعض الوقت.
إلى جانب مستشفى الشفاء، ما زال الوضع معقدا في مستشفيات أخرى في غزة وفقا لمدير مستشفيات قطاع غزة محمد زقوت الذي قال إن "الإخلاء القسري لمستشفيَي ناصر والرنتيسي للأطفال أخرج المرضى الى الشوارع دون رعاية طبية".
ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة إكس الوضع في مستشفى الشفاء بأنه "خطير" بعد "ثلاثة أيام بلا كهرباء وماء". وقال "تبادل إطلاق النار والقصف المتواصل في المنطقة القريبة (من المستشفى) يفاقم الظروف الصعبة أصلا"، مضيفا أن منظمته تمكنت من الاتصال بعاملين طبيين في مستشفى الشفاء.
وأعلنت واشنطن أنها تعارض القتال في محيط مستشفيات غزة "حيث يجد أبرياء ومرضى يتلقون رعاية طبية أنفسهم عالقين وسط تبادل إطلاق النار". وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك ساليفان لشبكة "سي بي إس"، "أجرينا مناقشات مكثّفة مع جيش الدفاع الإسرائيلي حول هذا الأمر".
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" لحماية المدنيين، ودان استخدام حماس "المستشفيات والمدنيين دروعا بشرية".
ونكّست الاثنين الأعلام على مقار الأمم المتحدة في كل أرجاء آسيا، ودعي الموظفون إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح زملائهم الذين قضوا في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
ودعت الأمم المتحدة الى تنكيس الأعلام أمام كل مقار الأمم المتحدة لليوم بعد مقتل أكثر من مئة من العاملين معها في قطاع غزة.
امتداد الصراع؟
وتزداد المخاوف من اتّساع رقعة الحرب إقليميا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنّ طائراته قصفت "بنى تحتيّة إرهابيّة" في سوريا بعد عمليّة إطلاق صواريخ استهدفت الجزء المحتل من الجولان.
كما تَواصل تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إطلاق نيران مدفعية في اتجاه جنوب لبنان الأحد بعد إصابة عشرة مدنيين جراء سقوط صاروخ من لبنان.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثمانية مقاتلين موالين لإيران في ضربات أميركية في شرق سوريا بعدما أعلنت واشنطن غارات الأحد ردا على هجمات على القوات الأميركية.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة شنّت ضربات في سوريا الأحد "على منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات مرتبطة بإيران، ردا على الهجمات المستمرة ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا".
وهي المرة الثالثة في أقل من ثلاثة أسابيع التي يستهدف فيها الجيش الأميركي مواقع في سوريا يقول إنها مرتبطة بإيران.