صحة وعلوم

في تقنية طُبّقَت لأول مرة على البشر

الطفل الذي خضع لأول عملية زرع قلب جزئي لا يزال بصحةٍ جيدة

أوين مونرو، يبلغ من العمر بضعة أسابيع فقط، بعد خضوعه لعملية زرع قلب جزئي في مستشفى جامعة ديوك -نورث كارولينا- الولايات المتحدة الأميركية (DUKE HEALTH)
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: هل تذكرون الطفل الذي خضع لأول عملية زرع قلب جزئي؟ إنها العملية التي أجراها الجراحون الذين دخلوا التاريخ عام 2022 بعد قيامهم بخياطة صمامات القلب والأوعية المأخوذة من طفل متبرع في قلب الطفل المتلقي لعملية زرع الأعضاء أوين مونرو، عندما كان عمره 18 يوما فقط.

تقنية حديثة
وكان استخدام هذه التقنية لإنقاذ أنسجة القلب الأصلية واستخدام أنسجة المتبرع الحي فقط لاستبدال الأجزاء المعيبة، يحصل للمرةِ الأولى على البشر. فالجراح الرئيسي بهذه العملية، جوزيف توريك من جامعة Duke، كان قد جرّب هذه التقنية على خمسة خنازير فقط.
لكن المفاجأة، هي أن الطفل أوين مونرو يتمتع بصحة جيدة الآن. فبعد مرور أكثر من عام، نما قلبه من حجم الفراولة إلى حجم المشمش، ونمت معه الأنسجة المانحة.
وأفاد الباحثون أن وظيفة قلب أوين "ممتازة"، وهو يحقق معالم النمو لطفل عادي يبلغ من العمر عاما واحدا، مثل اللعب والزحف والوقوف.

نوع الجراحة
والدا أوين، نيك وتايلر مونرو، كانا قد وافقا على إخضاع طفلهما لهذه الجراحة بعد اكتشاف العيب الخطير في قلبه، والذي يُعرف باسم الجذع الشرياني، وهو ما يعني فشل القناة الخارجة من القلب في الانفصال أثناء النمو، ما يؤدي إلى دمج وعائين دمويين رئيسيين بطريقة تحرم الطفل من الحصول على الأكسجين.
في العادة، يتم إجراء عملية زرع قلب كاملة للرضع المصابين بالجذع الشرياني، أو يتم علاجهم باستخدام الأنسجة المجمدة من قلوب الجثث، لكن القلوب المزروعة في الرضع، تعاني في غالب الاحيان من اختلال وظيفي لاحقًا، ما يتسبب بموتٍ مبكر.

جهاز المناعة
ولا بد من التذكير أن الجهاز المناعي يرفض في العادة القلوب المزروعة، فيعطى المتلقين أدوية تثبط جهاز المناعة، ما يمنع الجسم من محاربة ليس فقط أنسجة القلب، بل السرطان والالتهابات أيضا.
ويميل الجسم إلى رفض عضلة قلب المتبرع، وليس الصمامات والأوعية. ونظرا لأن الطفل أوين لم يخضع إلا لعملية زرع جزئي للأوعية الدموية والصمامات، فهو يحتاج فقط إلى نصف جرعة من أحد هذه الأدوية المثبطة للمناعة. غير أن الرضع الذين يتم علاجهم من الجذع الشرياني باستخدام أنسجة الجثث المجمدة، يحتاجون إلى إجراء عملية جراحية كل بضع سنوات.
ويقول الباحثون أن هذا العلاج يحمل خطر الوفاة بنسبة 50%، أما، قلب أوين الذي خضع للتقنية الجديدة بخياطة صمامات القلب والأوعية المأخوذة من طفل متبرع، فهو يستمر بضخ الدم الآن بشكل طبيعي. وهم يتوقعون استمرار نموه وعمله لسنوات طويلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف