قصة نولاند آربو مع تجربة نيورالينك المثيرة للجدل
إيلون ماسك يزرع شريحة في دماغ هذا الرجل المشلول.. فيبدأ بتحريك الأشياء بعقله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: أصبح نولاند آربو، الشاب الأميركي المشلول، أول إنسان يحصل على شريحة Neuralink المزروعة في الدماغ، والتي طورتها شركة إيلون ماسك. ووفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية، فقد خضع نولاند، البالغ من العمر 30 عامًا، للعملية الجراحية في كانون الثاني (يناير) 2024، ليبدأ تجربة غيرت حياته بالكامل، حيث بات قادرًا على التحكم في الحاسوب باستخدام عقله فقط.
أُصيب نولاند بالشلل الرباعي في 2016 بعد حادث غامض أثناء السباحة، ومنذ ذلك الحين، اعتمد كليًا على عائلته في أداء أبسط المهام اليومية. لكنه اليوم، بفضل الشريحة، يمكنه تصفح الإنترنت، كتابة الرسائل، ولعب ألعاب الفيديو بمجرد التفكير في تحريك المؤشر على الشاشة.
لكن التقنية لم تكن سلسة تمامًا، فبعد شهر من الجراحة، بدأت الأقطاب المزروعة في التراجع داخل دماغه، ما أدى إلى انخفاض كفاءتها بشكل كبير، وهو ما استدعى تدخل مهندسي Neuralink لإعادة ضبط البرمجة وتعزيز استجابة الشريحة. رغم ذلك، يظل نولاند متحمسًا، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا ستغير حياة المصابين بالشلل.
يثير مشروع Neuralink جدلًا واسعًا، إذ يرى ماسك أن الدماغ البشري بحاجة إلى التكامل مع الذكاء الاصطناعي لمواكبة التطورات التكنولوجية، بينما يحذر خبراء من المخاطر الأخلاقية والأمنية المرتبطة بزرع الشرائح في الدماغ. ومع ذلك، يواصل ماسك طموحاته، متوقعًا أن يحصل الملايين على شرائح مماثلة خلال العقدين المقبلين، مع إمكانية تطويرها لتمكين البشر من تحميل الذكريات أو حتى استعادة البصر والحركة.
أما نولاند، فرغم إدراكه للمخاطر، يظل متفائلًا بالمستقبل، مؤكدًا أنه لا يشعر وكأنه "خنزير تجارب"، بل يرى نفسه جزءًا من تجربة قد تعيد تشكيل علاقة البشر بالتكنولوجيا.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته صحيفة "الغارديان" مع نولاند آربونولاند، كيف بدأ كل هذا بالنسبة لك؟ كيف علمت عن تجربة Neuralink؟
نولاند آربو: كان ذلك في 19 أيلول (سبتمبر) 2023، عندما اتصل بي أحد أصدقائي. إنه من كبار المعجبين بإيلون ماسك وكان يعرف كل شيء عن Neuralink. وعندما رأى أن التجارب البشرية قد فُتحت، كان أول شيء فعله هو الاتصال بي.
السؤال: ماذا كنت تعرف عن إيلون ماسك قبل ذلك؟
نولاند آربو: لم أكن أعرف عنه سوى ما يعرفه الشخص العادي: مالك تسلا وسبيس إكس وستارلينك، وأغنى رجل في العالم. كان محبوبًا من قبل اليسار لفترة، ثم تغيرت الآراء عنه. لكن بالنسبة لي، كان دائمًا شخصية مثيرة للإعجاب.
السؤال: كيف كانت عملية التقديم؟ هل كنت تتوقع أن يتم اختيارك؟
نولاند آربو: قدمت طلبي فورًا عبر الإنترنت في نفس اليوم. كانت مقابلتي الأولى بعد ثلاثة أيام فقط، والثانية يوم الإثنين التالي. كنت أختار أول موعد متاح لكل مقابلة، لكن بصراحة لم يكن لدي أمل كبير في أن يتم اختياري. كنت أعتقد أنهم سيختارون شخصًا لديه إنجازات أكثر مني بعد إصابته.
السؤال: ما الذي جعل Neuralink تختارك؟
نولاند آربو: لا أعرف بالضبط، لكنني أعتقد أنني كنت المرشح المثالي: شاب تعرض لحادث غيّر حياته، لكنه لا يزال متفائلًا، ودافئًا، وسهل التواصل. ربما كانوا بحاجة إلى شخص مثلي من أجل العلاقات العامة أيضًا.
السؤال: كيف كانت تحضيراتك للجراحة؟ هل كنت قلقًا؟
نولاند آربو: كنت مستعدًا لأي شيء. فكرت في كل السيناريوهات الممكنة، وأخبرت والديّ: "إذا تعرضت لإصابة دماغية، لا أريد العيش معكم، أريد أن أكون في دار رعاية". كنت في سلام تام مع قراري.
السؤال: هل التقيت إيلون ماسك قبل الجراحة؟
نولاند آربو: نعم، كنا سنتقابل شخصيًا، لكنه لم يتمكن من الحضور بسبب مشكلة في طائرته. تحدثنا عبر FaceTime قبل أن أدخل غرفة العمليات. قال لي: "ستصنع التاريخ"، وكنت ممتنًا له.
السؤال: كيف كانت الجراحة؟
نولاند آربو: استغرقت أقل من ساعتين. أزالوا قطعة من جمجمتي وزرعوا الشريحة في مكانها. بعد ذلك، عندما قاموا بتشغيلها، بدأت الإشارات تظهر على الشاشة، وانفجرت الغرفة بالتصفيق.
السؤال: كيف كان شعورك عندما استخدمت الشريحة لأول مرة؟
نولاند آربو: كان مذهلًا. في البداية، كنت أحاول تحريك يدي، ورأيت المؤشر يتحرك بدلًا من ذلك. بعد أسبوعين، تمكنت من التحكم فيه بحركة "متخيلة"، دون محاولة تحريك يدي على الإطلاق. كان ذلك اليوم الذي أدركت فيه أن هذه التكنولوجيا ستغير العالم.
السؤال: ماذا يمكنك أن تفعل الآن باستخدام الشريحة؟
نولاند آربو: أستطيع تصفح الإنترنت، إرسال الرسائل، لعب الألعاب، وحتى هزيمة أصدقائي في Civilization VI. لا أحد من مهندسي Neuralink جيد جدًا في الشطرنج، لذا أنا أفوز عليهم جميعًا!
السؤال: هل واجهت أي مشكلات مع الشريحة؟
نولاند آربو: نعم، بعد شهر من الجراحة، بدأت الأقطاب المزروعة في التراجع بسبب حركة نبضات قلبي. فقدت معظم الإشارات، ولم أعد قادرًا على التحكم في المؤشر. كان ذلك أصعب لحظة بالنسبة لي، لقد بكيت وحدي في سيارتي.
السؤال: كيف تم حل المشكلة؟
نولاند آربو: فريق Neuralink أجرى تعديلات على البرنامج ليجعل الشريحة تلتقط إشارات الخلايا العصبية بطريقة مختلفة. والآن تعمل بشكل جيد، لكنني أعلم أن المشاركين الجدد لديهم شرائح أفضل.
السؤال: هل تشعر بالغيرة من الذين سيحصلون على إصدارات محسنة من الشريحة؟
نولاند آربو: قليلاً، لكنني متحمس جدًا من أجلهم.
السؤال: هل تفكر في ترقية شريحتك في المستقبل؟
نولاند آربو: لم يَعِدني أحد بذلك، لكنني أرغب في ذلك بالتأكيد.
السؤال: هل لديك مخاوف أخلاقية بشأن هذه التقنية؟
نولاند آربو: نعم، الناس يسألونني دائمًا عن ذلك. البعض يخشى الاختراق أو التحكم بالعقل. أنا أبقي بياناتي سرية جدًا، وأفكر في هذه الأمور طوال الوقت.
السؤال: هل لديك طموحات شخصية للمستقبل؟
نولاند آربو: أرغب في العودة إلى الجامعة وإكمال دراستي، وأن أصبح متحدثًا رسميًا عن مجتمع BCI المتنامي.
السؤال: إذا تطورت التكنولوجيا في المستقبل وتمكنت من استعادة الحركة، هل ستجرب ذلك؟
نولاند آربو: سيكون الأوان قد فات بالنسبة لي، لأن عضلاتي ضمرت بالفعل. أنا راضٍ بحياتي كما هي، سواء مع Neuralink أو بدونها.
السؤال: ما اسم الشريحة التي زرعت في دماغك؟ ولماذا اخترت هذا الاسم؟
نولاند آربو: أسميتها "إيف". أحب هذا الاسم منذ فترة طويلة. وأيضًا، في قصة آدم وحواء، خلق الله آدم ثم أعطاه مساعدًا، وهي حواء. في هذه القصة، أنا آدم، و"إيف" هي مساعدتي. ربما نكون قد "لعنا البشرية"، كما فعلت حواء!
السؤال: هل تقول ذلك مازحًا؟
نولاند آربو: (يبتسم) لا أعتقد أن عددًا كافيًا من الناس يستمتعون بهذه النكتة مثلي!
* أعدت "إيلاف" التقرير عن صحيفة "الغارديان" البريطانية: المصدر