صحة وعلوم

جسد الصائم مثل سيارة هجينة والتكيف التام لا يحدث قبل 5 أيام

ماذا يفعل الصيام في أجسامنا خلال شهر رمضان؟

شهر رمضان يشهد تغيرات في الجسد خلال تعامله مع ساعات الصيام
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: وفقاً لتقرير انكليزي، أظهرت الأدلة العلمية أن هناك فوائد صحية لصيام شهر رمضان. ولكن لكي نتخيل تأثير الصيام، فعلينا أن نتخيل، جسدنا أقرب ما يكون إلى السيارة الهجينة وقوداً وكهرباء.

إن أفضل طريقة لوصف تأثير الصيام المتقطع هي تخيل الجسم كسيارة هجينة، عندما نأكل كما نفعل عادةً - تناول وجبات كبيرة أو وجبات خفيفة أو مشروبات عندما نشعر بذلك - فإننا نعمل بوقود متاح بسهولة.

هذا الوقود هو في المقام الأول الجلوكوز المستمد من الكربوهيدرات، فكر في الأمر كما لو كانت السيارة تستخدم البنزين .

ومع ذلك، عندما نصوم، يبدأ "خزان الوقود" في الجسم (الكبد والعضلات حيث يتم تخزينه) في النضوب.

عندما لا يتبقى شيء، عادة بعد مرور ما بين ثماني إلى اثنتي عشرة ساعة، يتحول الجسم إلى "الوضع الكهربائي"، فيستغل احتياطيات الدهون التي نحملها جميعًا.

الأمر أشبه ببدء المحرك الداخلي في العمل قائلاً: "حان الوقت لحرق بعض هذه الطاقة المخزنة". يتم تشغيل هذا التحول الأيضي إلى وضع حرق الدهون من خلال العديد من العمليات الرئيسية.

ماذا بعد انخفاض مستوى السكر في الدم؟
ينخفض ​​مستوى السكر في الدم، وتنتج كمية أقل من الأنسولين (الهرمون الذي يرسل إشارات إلى جسمك لتخزين الدهون)، ويبدأ الكبد في إنتاج الكيتونات.

تعتبر الكيتونات بمثابة مصدر وقود فائق الكفاءة للدماغ والعضلات، حيث يتم الحصول عليها من تحلل الدهون. ويتحول الجسم حرفيًا إلى آلة حرق دهون نحيفة.

لا يكون هذا التحول سهلاً دائمًا. فالأيام القليلة الأولى من الصيام قد تكون مرهقة للغاية - فقد تشعر بالتعب الشديد، وقد تشعر أيضًا بجوع أكبر، وفقاً لتقرير "دايلي ميل" البريطانية.

يرجع هذا جزئيًا إلى الانخفاض الأولي في نسبة السكر في الدم وتكيف الجسم مع استخدام الدهون كمصدر أساسي للوقود. قد يكون هناك أيضًا صداع بسبب الجفاف.

النوم في رمضان
إذا كنت تصوم في رمضان، فقد يكون هذا الشهر صعبًا من حيث النوم أيضًا. فعندما تبدأ في الصيام المتقطع، ستنام في بعض الليالي بعمق، وفي ليالٍ أخرى ستتقلب في فراشك.

ويرتبط هذا بتغيرات في الهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول، التي تنظم دورات النوم والاستيقاظ، وتتأثر بحالة الصيام. لذا، فإن التخطيط لهذا الشهر من الصيام أمر مهم - فأنت تريد الاستمتاع به بأكثر طريقة صحية ممكنة - والاستمرار في العادات غير الصحية سيجعل الأمر أكثر صعوبة.

فكر في الأطعمة التي ستبقيك ممتلئًا ونشطًا. وهذا يعني اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية.

بالنسبة للسحور، قد يعني ذلك تناول أطعمة مثل الشوفان المنقوع طوال الليل مع المكسرات والتوت. لا تتناول الأطعمة السكرية قبل بدء الصيام مباشرة، فقد تعاني من تقلبات حادة في نسبة السكر في الدم وزيادة الجوع.

الإفراط في تناول الطعام
الإفراط في تناول الطعام في وجبة العشاء قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، وخاصة إذا كانت الوجبة تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات المصنعة. يمكن للأطعمة الغنية بالدهون أن تبطئ عملية الهضم، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة والامتلاء المفرط - في حين يمكن أن تساهم الكربوهيدرات المصنعة أيضًا في الانتفاخ والغازات لأنها يتم هضمها بسرعة وتتخمر في الأمعاء.

كما أن التحكم في كمية المياه التي تتناولها أمر بالغ الأهمية. يجب أن تشرب نفس الكمية من الماء بين غروب الشمس وفجر اليوم الذي تتناوله في غير أيام الصيام. وتجنب أيضًا القهوة والشاي، فهما مدرتان للبول وقد يؤديان إلى فقدان السوائل لاحقًا.

التكيف بعد 5 أيام.. الفوائد تبدأ في الظهور
وبعد خمسة أيام أو نحو ذلك، يجب أن يبدأ الجسم في التكيف، وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى العديد من الفوائد الصحية.

توصلت دراسة أسترالية أجريت عام 2019 حول تأثير صيام رمضان على وزن وتكوين الجسم لدى البالغين الأصحاء إلى أنهم فقدوا كميات كبيرة من الوزن والدهون في الجسم.

وبقدر ما كان مؤشر كتلة الجسم الأولية (BMI) أكبر، كلما خسروا كمية أكبر من الوزن.

يمكن أن يكون للصيام خلال شهر رمضان تأثير إيجابي على الأمعاء أيضًا، حيث يقلل من الانتفاخ والألم وحرقة المعدة، وفقًا لدراسة أجريت عام 2023 ونشرت في المجلة الأوروبية للتحقيقات السريرية.

يمكن أن يكون له أيضًا تأثير مفيد في خفض ضغط الدم، وفقًا لبحث في مجلة جمعية القلب الأمريكية في عام 2021. ويُعتقد أن هذا يرجع إلى أن الجهاز العصبي أثناء الصيام يكون في حالة أكثر استرخاءً، تُعرف باسم النغمة الباراسمبثاوية، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث.

هناك أيضًا دراسات تشير إلى أن الصيام يقلل الالتهاب.

في مراجعة بحثية أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة التغذية والتمثيل الغذائي الوسيط، قام الباحثون بتقييم مستويات السيتوكينات - البروتينات التي تنظم الالتهاب في الجسم - لدى البالغين الأصحاء قبل وبعد شهر رمضان.

ترتبط المستويات المفرطة من السيتوكينات بالالتهاب المزمن، والذي يمكن أن يرتبط بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك السرطان.

وفي نهاية الدراسة، انخفضت مستويات السيتوكين لدى المشاركين بشكل كبير، وهو ما قد يوفر تأثيرًا وقائيًا قصير المدى على الأشخاص الأصحاء (ومن الجدير بالذكر أنه لا يُتوقع من أي شخص يعاني من حالات صحية مزمنة أن يصوم، وقد تكون التأثيرات الصحية مختلفة في مجموعات أخرى).

هناك تأثير على الوظيفة الإدراكية أيضًا. فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية عام 2016، تحسنت قدرة الأشخاص أثناء الصيام على تحويل انتباههم دون وعي بين مهمة وأخرى بشكل ملحوظ.

السلبيات حاضرة أيضاً
هناك جوانب سلبية لهذا النوع من الصيام المتقطع، إذ يمكن أن يصاب الأشخاص بالجفاف، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة. وبكل تأكيد بعد رمضان سيعود البعض إلى نمط حياتهم المعتاد، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.

ولكن من خلال اتخاذ الخيارات الغذائية الصحيحة، يمكن أن تكون هذه المرة أيضًا فرصة للتغيير ونقطة انطلاق لتحقيق فوائد طويلة الأمد للجسم والعقل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تخلطون بين امرين
متابع -

دائما تلجأون الى الابحاث العلمية الغربية عن الصيام لتؤكدوا منافعه. لكن الصيام الذي تتكلم عنه الأبحاث العلمية الغربية هو الصيام المتقطع الذي لا يلتزم باوقات الصيام الإسلامي، وهو فعلا صحي جدا لأنه يتبع اوقاتا واقعية وتتناسب مع اوقات العمل.الصيام الإسلامي يجعلك اما لا تنام لحد بداية الصباح، او يجعلك تنهض من نومك قبل الفجر لتأكل شيئا!!! وفي كلا الحالتين الوضع ليس صحيا ومن الصعب جدا القيام به، ويؤثر سلبيا على النوم وكفاءة العمل.ايضا، الصيام الإسلامي يجعلك تأكل وجبتك الرئيسية عند المغرب، وهذا غير جيد لان الذي يعمل سوف يؤثر هذا على نومه وبالتالي على عمله، وان لم يكن يعمل او بقي صاحيا حتى الفجر فهذا غير صحي بتاتا، وحتى الذين يبقون حتى منتصف الليل وياكلون شيئا خفيفا قبل نومهم بدل السحور، فهؤلاء ايضا غير صحيين لان اكل اي شيء قبل النوم يؤثر سلبا عليه.هذا كله لو افترضنا ان الصائم يأكل بصورة صحية، فاوقات الاكل تجعل الامر غير صحي...فما بالك بالذي يحصل بالفعل عند غالبية المسلمين! فالناس تاكل بشراهة عند الافطار وتتناول الحلويات بعدها وبعدها المكسرات والفواكه، الخ، تقريبا بصورة مستمرة الى وقت السحور، وبعد السحور ينامون على الأقل لحد ساعات الظهر!!!!! كيف يكون هذا صحيا؟! كفوا عن خداع الناس. ليكون الصيام صحيا لا بد ان تكون ساعاته مرتبطة بساعات العمل. ما الضير في فتوى تجعل بدء الصيام بعد ساعة من الفجر؟ ما الضير في فتوى تحرم الأكل بعد 3 ساعات مثلا بعد الأفطار؟