صحة وعلوم

تجربة تبشر بثورة بيولوجية تطيل عمر الإنسان وتحسن جودته جذريًا:

علماء صينيون يبتكرون خلايا تعكس الشيخوخة: قرود مسنّة تستعيد شبابها وخصوبتها

تجربة قد تغيّر مستقبل الشيخوخة عند البشر
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بكين: في تطور علمي قد يُحدث ثورة في فهم الشيخوخة، نجح علماء صينيون في إبطاء، بل وعكس، مظاهر التقدم في السن لدى قرود المكاك، مستخدمين خلايا جذعية مبتكرة تُعرف باسم "SRCs"، ما يفتح الباب أمام إمكانات استعادة الوظائف الحيوية، بل وحتى الخصوبة، في سن متقدمة.

فقد أعلنت أكاديمية العلوم الصينية عن تطوير خلايا سلفية ميزانشيمية مقاومة للشيخوخة، أظهرت نتائج مذهلة عند تجربتها على قرود المكاك التي تعادل أعمارها نحو 60&-70 عامًا بشريًا. وبعد حقنها أسبوعيًا بهذه الخلايا، لاحظ الباحثون تحسنًا شاملاً في وظائف 10 أجهزة حيوية و61 نوعًا من الأنسجة.

الأمر اللافت أن القرود لم تُصب بأي مضاعفات صحية أو التهابات، بل سجلت تحسنًا في أعراض هشاشة العظام والتليّف، وانخفاضًا ملحوظًا في مستوى الالتهابات، بالإضافة إلى تعزيز الوظائف المعرفية كالذاكرة، واستعادة نشاط الخصوبة من خلال زيادة إنتاج الحيوانات المنوية.

وعلى المستوى الخلوي، أظهرت الدراسات انخفاضًا في الإجهاد التأكسدي وتقوية الحمض النووي، إلى جانب استعادة فاعلية البروتينات. ويعود هذا التأثير المدهش إلى إطلاق الخلايا لما يُعرف بالإكسوسومات، وهي كبسولات مجهرية تنقل إشارات كيميائية تُحفّز عمليات التعافي وتثبط الالتهاب.

العلماء أشاروا إلى أن هذه الطريقة آمنة ولم تؤدِّ إلى أي نمو سرطاني لدى القرود. وإذا ما أثبتت نجاحها عند البشر، فإنها قد تمثل بداية عصر جديد في علوم الطب التجديدي، وإمكانية إطالة عمر الإنسان وتحسين جودته بطريقة غير مسبوقة.

وفي حين تظل الشيخوخة أمرًا محتومًا بيولوجيًا، فإن هذه التجربة — إلى جانب دراسات أخرى على ديدان مقاومة للزمن — تفتح الباب واسعًا أمام إعادة النظر في مفاهيم "الزوال الطبيعي" و"الشيخوخة الحتمية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف