صحة وعلوم

العزف على آلة موسيقية يقي من التدهور المعرفي

تعلم العزف الموسيقي قد يحمي دماغك من الشيخوخة مدى الحياة

تعلم العزف على آلة موسيقية يحمي من التدهور المعرفي في مرحلة الشيخوخة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: إن تعلم العزف على آلة موسيقية يمكن أن يحمي دماغك من الشيخوخة، ويبني دفاعاً طبيعياً ضد التدهور المعرفي، واللافت أن ذلك قد يستمر مدى الحياة.

اكتشف باحثون من كندا والصين أن كبار السن الذين قضوا سنوات في العزف الموسيقى كانوا أفضل في فهم الكلام في البيئات الصاخبة، مثل غرفة مزدحمة، مقارنة بأولئك الذين لم يعزفوا الموسيقى.

كانت أدمغتهم تعمل مثل أدمغة الأشخاص الأصغر سناً، حيث احتاجت إلى طاقة أقل للتركيز مقارنة بأدمغة الأشخاص الأكبر سناً غير الموسيقيين ممن ظهرت عليهم علامات التدهور العقلي المرتبط بالعمر بصورة واضحة.

فقد تبين أن العزف على آلة موسيقية يساعد على بناء "الاحتياطي المعرفي" لدى الشخص، والذي يعمل بمثابة نظام احتياطي في الدماغ، ويساعد هذا الاحتياطي الدماغ على البقاء فعالاً والعمل بشكل أكثر مثل الدماغ الأصغر سناً، حتى مع تقدم الشخص في العمر.

معالجة الأصوات في المواقف الصعبة
عززت سنوات من التدريب الموسيقي الروابط بين مناطق الدماغ المسؤولة عن السمع والحركة والكلام، مما يجعل من السهل معالجة الأصوات في المواقف الصعبة، مثل عندما يكون من الصعب تحديد صوت واحد في حشد من الناس.

قال باحثون إن النتائج التي توصلوا إليها دحضت فكرة أن أدمغة كبار السن تحتاج دائمًا إلى العمل بجهد أكبر للتعويض عن الشيخوخة.

وبدلاً من ذلك، فإن التدرب على العزف على آلة موسيقية بانتظام لمدة 12 ساعة أسبوعيًا، بغض النظر عن مدى مهارتك في العزف، يمكن أن يؤدي إلى بناء "احتياطي" يمنع الدماغ من التفكير كثيرا دون داع.

دماغ الموسيقيين أكثر دقة
وقال الدكتور يي دو من الأكاديمية الصينية للعلوم لبي بي سي ساينس فوكس : "كما أن الآلة الموسيقية المضبوطة جيدًا لا تحتاج إلى العزف بصوت أعلى حتى يتم سماعها، فإن أدمغة الموسيقيين الأكبر سنًا تظل مضبوطة بدقة بفضل سنوات من التدريب".

وكشفت الدراسة التي نشرت في مجلة PLOS Biology، ونقلتها صحيفة "دايلي ميل" اللندنية، أن كبار السن الذين لم يمارسوا العزف على آلة موسيقية أبدًا أظهروا جهداً إضافيًا في مناطق التدفق الظهري السمعي، وهي مناطق الدماغ التي تعمل معًا للمساعدة في معالجة الأصوات وربطها بالأفعال.

كما أظهر الموسيقيون الأكبر سنا أنماط دماغية مماثلة للأشخاص الأصغر سنا الذين لا يمارسون الموسيقى، وعلى وجه التحديد، أظهرت الدراسة أن النشاط الأقل في النصف الأيمن من الدماغ كان مرتبطا بقدرة أفضل على تمييز الكلمات في غرفة صاخبة.

كما كان لدى كبار السن الذين يمارسون الموسيقى بانتظام المزيد من التشابه مع أدمغة الشباب في التلفيف المركزي الأيسر، وهي منطقة تقع في الفص الجبهي تتحكم في الحركة، وخاصة بالنسبة للجانب الأيمن من الجسم، مثل اليد اليمنى أو الذراع.

يساعد التلفيف المركزي الأيسر أيضًا في التخطيط للحركات الإرادية وتنفيذها، مثل الضغط على زر أو التحدث.

كيف تم إجراء الدراسة؟
شملت الدراسة 25 موسيقيًا أكبر سنًا، بمتوسط ​​عمر 65 عامًا، والذين عزفوا على آلة موسيقية لمدة 32 عامًا على الأقل.

وشارك في البحث أيضًا 25 شخصًا آخرين من كبار السن بمتوسط ​​عمر 66 عامًا وعشرين شخصًا أصغر سنًا من غير الموسيقيين في العشرينيات من العمر.

كان جميع المشاركين أصحاء جسديًا، ويستعملون اليد اليمنى، ويتحدثون اللغة الصينية الأصلية الماندرين، وكان لديهم سمع طبيعي ولم يعانوا من أي مشاكل عصبية.

استمع كل شخص إلى أربعة مقاطع لفظية ('با'، 'دا'، 'با'، 'تا') مختلطة بأصوات خلفية عالية عند ثلاثة مستويات مختلفة من الضوضاء بينما تم التقاط صور لنشاط أدمغتهم بواسطة جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

كان أداء الموسيقيين الأكبر سناً أفضل من غير الموسيقيين الأكبر سناً في تحديد المقاطع، وخاصة في الظروف الأقل ضوضاء.

بشكل عام، كان كبار السن الذين يعزفون الموسيقى أسوأ من غير الموسيقيين الأصغر سنا ولكنهم ما زالوا أفضل بشكل ملحوظ من أقرانهم الذين لم يمسكوا آلة موسيقية على الإطلاق.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها قد تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة لتعزيز وظائف الدماغ ومنع ظهور الخرف، مثل تشجيع التدريب الموسيقي بين كبار السن.

وقد دعمت دراسة أخرى في مجلة Imaging Neuroscience النتائج الجديدة، وكشفت أنه لا يزال من الممكن البدء في تشغيل الموسيقى لتعزيز صحة الدماغ.

فقد توصل فريق من جامعة كيوتو في اليابان إلى أن مجموعة من كبار السن الذين تعلموا العزف على الموسيقى في السبعينيات من عمرهم حققوا أداء أفضل في اختبارات الذاكرة اللفظية بعد أربع سنوات.

وأشار الباحثون إلى أن أولئك الذين واصلوا التدريب على مدار تلك السنوات الأربع حققوا أفضل النتائج في الاختبارات الإدراكية مقارنة بأولئك الذين توقفوا عن التدريب بعد الدراسة الأولية التي استمرت أربعة أشهر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف