صحة وعلوم

تشرب ما يعادل زجاجة جعة يومياً من الفاكهة المختمرة (دراسة حديثة)

هل ورث الإنسان شهيته للكحول من قردة الشمبانزي؟

قردا شمبانزي يتناولان الفاكهة - Aleksey Maro
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

توصل علماء إلى أن قردة الشمبانزي البري تستهلك ما يعادل زجاجة جعة يومياً من الكحول الطبيعي المتكوّن في الفاكهة المختمرة.

ويقول الباحثون إن هذه النتيجة تمثل دليلاً على أن ميل الإنسان للكحول قد يكون موروثاً من أسلافنا المشتركين من فصيلة الرئيسيات، الذين اعتمدوا على الفاكهة المتخمرة كمصدر للسكر والطاقة.

قردة الشمبانزي قادرة على حفظ الأسراردراسة: الشمبانزي يعي الموت كما يعيه الانسان

وقال الباحث أليكسي مارو من جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "انجذاب البشر للكحول ربما نشأ من هذا الإرث الغذائي التطوري المشترك مع الشمبانزي".

وبينما شوهدت قرود الشمبانزي وغيرها من الحيوانات وهي تتغذى على الفاكهة الناضجة المتساقطة على أرض الغابة، فإن هذه أول دراسة تحدد بشكل دقيق كمية الكحول التي تستهلكها.

Aleksey Maro التين يشكّل جزءاً مهماً من غذاء العديد من الرئيسيات، بما فيها الشمبانزي

قاس فريق البحث كمية الإيثانول، أو الكحول النقي، في ثمار مثل التين والبرقوق التي يتناولها الشمبانزي بكميات كبيرة في ساحل العاج وأوغندا.

وفق حساباتهم، فإن قردة الشمبانزي تستهلك نحو 14 غراماً من الإيثانول يومياً، أي ما يعادل تقريباً وحدتين من الكحول في بريطانيا، أو زجاجة واحدة (330 مل) من الجعة.

وكانت الثمار الأكثر استهلاكاً هي نفسها التي تحتوي على أعلى نسبة من الكحول.

وتعزز هذه النتائج ما يُعرف بفرضية "القرد السكير"، أي الفكرة القائلة إن شهية البشر للكحول موروثة من أسلافهم من الرئيسيات.

الأفيال "تضحي بحياتها لإنقاذ بعضها البعض"حداد الأفيال البرية في سريلانكا بعد نفوق قائدها

وطرح هذه الفرضية لأول مرة البروفيسور روبرت ددلي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهو باحث مشارك في الدراسة.

وأبدى العلماء تشككاً ابتداءً لكن المزيد من الملاحظات حول "القرود التي تلتقط الفاكهة" ظهرت في السنوات الأخيرة، حسبما قالت البروفيسورة كاثرين هوبيتر، عالمة الرئيسيات في جامعة سانت أندروز، التي لم تكن ضمن فريق البحث.

وقالت هوبيتر لبي بي سي: "ما نكتشفه من هذه النتائج هو أن علاقتنا بالكحول تعود إلى أعماق الزمن التطوري، ربما إلى نحو 30 مليون عام. وربما بالنسبة للشمبانزي، فإن تناول هذه الثمار على أرض الغابة يمثل وسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية".

Aleksey Maro قردة الشمبانزي في البرية بأوغندا مهددة بسبب إزالة الغابات وتغير المناخ

وقالت الدكتورة كيمبرلي هوكينغز، التي تدرس الرئيسيات في جامعة إكستر ولم تشارك في البحث، إنه من المهم الإشارة إلى أن قردة الشمبانزي في هذه الدراسة لم تستهلك كمية كحول كافية لتصبح في حالة ثمالة. ولو حدث ذلك، "فلن يُحسّن بالتأكيد من فرص بقائهم على قيد الحياة"، على حد قولها.

وبحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فإن قردة الشمبانزي مهددة بالانقراض، وتشمل أكبر التهديدات التي تواجههم فقدان مواطنها الأصلية في موائلها الطبيعية بسبب الزراعة وقطع الأشجار وبناء الطرق أو المدن.

ونُشرت الدراسة في مجلة "ساينس أدفانسز" (Science Advances).

هل كان داروين على خطأ؟ ثماني حقائق صادمة عن تطور الإنسانحقوق الحيوان: بي بي سي تكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود وتصويرها مقابل أموالالقصة المؤلمة لفيل هندي "عاشق للأرز"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف