صحة وعلوم

دراسة تكشف كيف تعزز الفاكهة مضادات الأكسدة وتخفض سكر الدم وتحارب الالتهابات

ما هو سر قوة الفراولة في مكافحة مرحلة "ما قبل السكري"؟

الفريز يعزز "جيش الدفاع" في جسمك ضد السكري
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: هل يمكن أن تكون حبات الفراولة اللذيذة سلاحك السري لمحاربة شبح مرض السكري؟ الإجابة قد تكون نعم، وفقاً لدراسة علمية حديثة كشفت أن تناول الفراولة المجففة بالتجميد يومياً يمكن أن يساعد بشكل كبير في السيطرة على مرحلة "ما قبل السكري" ومنع تطورها إلى مرض كامل.

الدراسة، التي أجراها فريق بحثي من جامعة نيفادا في لاس فيغاس ونشرت نتائجها مجلة "نيوز ميديكال"، تابعت 25 مشاركاً يعانون من هذه الحالة الحرجة. ووجد الباحثون أن تناول 32 غراماً فقط من الفراولة المجففة يومياً (وهو ما يعادل تقريباً حصتين ونصف من الفراولة الطازجة) لمدة 12 أسبوعاً، أحدث فرقاً ملموساً.

نتائج واعدة على جبهات متعددة
أظهر المشاركون الذين تناولوا الفراولة بانتظام تحسينات صحية لافتة، شملت:

- انخفاض مستوى السكر في الدم الصائم: وهو مؤشر رئيسي لخطر الإصابة بالسكري.

- تراجع مؤشرات الالتهاب: انخفضت علامات الالتهاب في الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر مضاعفات القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالسكري.

- تعزيز جيش مضادات الأكسدة: شهد الجسم زيادة كبيرة في قدرته على مقاومة "الإجهاد التأكسدي"، وتحديداً عبر زيادة نشاط إنزيم "سوبرأوكسيد ديسموتاز" وارتفاع مستوى "الغلوتاثيون" في الدم.

لماذا تعتبر مرحلة 'ما قبل السكري' خطيرة؟
تكمن أهمية هذه النتائج في أنها تستهدف مرحلة "ما قبل السكري"، وهي فترة حاسمة يمكن خلالها تغيير مسار المرض. في هذه المرحلة، يكون سكر الدم مرتفعاً قليلاً، لكن ليس بما يكفي لتشخيص مرض السكري من النوع الثاني. هذا الارتفاع الطفيف، وإن لم يكن مرضاً بحد ذاته، يسبب ضرراً تدريجياً للجسم. فهو يزيد من حالة "الإجهاد التأكسدي"، وهي عملية تشبه "الصدأ" الداخلي الذي يتلف الخلايا، والأخطر أنه يعطل وظيفة هرمون الإنسولين المسؤول عن تنظيم سكر الدم، مما يمهد الطريق للإصابة بالسكري الكامل.

ما هو سر قوة الفراولة؟
يعزو الباحثون الفضل في هذه التأثيرات الإيجابية إلى الكنز الذي تحتويه الفراولة من المركبات النباتية النشطة، وعلى رأسها مجموعة "البوليفينولات". تشمل هذه المجموعة مركبات قوية مثل "الأنثوسيانين" (التي تعطي الفراولة لونها الأحمر المميز) و"حمض الإلاجيك". تعمل هذه المركبات كمضادات أكسدة قوية، وتعزز نشاط الإنزيمات الدفاعية الطبيعية في الجسم، وتساعد على تحسين استجابة الخلايا للإنسولين.

استراتيجية بسيطة لمستقبل أكثر صحة
تضيف هذه الدراسة دليلاً جديداً وقوياً على الدور المحوري للتغذية في الوقاية من الأمراض المزمنة. وتشير بوضوح إلى أن خطوة بسيطة مثل إدراج الفراولة ضمن النظام الغذائي اليومي يمكن أن تكون استراتيجية عملية وفعالة، خاصة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري.

وقد عززت منهجية الدراسة الدقيقة من مصداقية النتائج، حيث اتبع الباحثون تصميماً "متقاطعاً" على مدى 28 أسبوعاً، لاحظو خلاله تحسن المؤشرات الصحية لدى المشاركين أثناء تناول الفراولة، ثم تراجعها مجدداً عند التوقف عن تناولها، مما يؤكد على الأثر المباشر للفاكهة.

هذه النتائج الواعدة تفتح الباب أمام استخدام الفراولة كجزء من برامج "الطب الوقائي من خلال التغذية"، وتؤكد مجدداً على أن خياراتنا الغذائية اليومية هي حجر الزاوية في بناء صحة قوية ومقاومة للأمراض.

* التقرير يستند إلى دراسة نشرت نتائجها في مجلة "نيوز ميديكال" (News-Medical).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف