"جزيرة مصر" أغلقت... وتعليقات الفريقين انهمرت

تباينت مشاعر المصريين جراء إغلاق شبكة قنوات الجزيرة قناتها العاملة في مصر "الجزيرة مصر مباشر"، ففي وقت رحّب معارضون للإخوان والإسلاميين بالخطوة ووصفوها بأنها تمهد لوأد الفتنة، اعتبر مناصرون لمرسي أنها دفن لمسار ثورة يناير رابطين توقيتها كذلك بفوز باجي قائد السبسي برئاسة تونس.

إعداد كارل كوسا من بيروت: التقط العاملون في قناة "الجزيرة مباشر مصر" صورة سيلفي وداعية، قبل إعلان شبكة "الجزيرة" وقف بث القناة موقتًا. ونشر زين العابدين توفيق، المذيع في القناة، في صفحته على فايسبوك، الصورة، وعلق عليها: بـ "سيلفي الوداع"، معتبرًا أن "إغلاقها أفضل من أن تخدع جمهورها وتغيّر سياستها".
&
أما أيمن عزام، المذيع في القناة عينها، فكتب في صفحته على فايسبوك: ما زال كل طاقم العمل يؤدي رسالته، وغلق القناة يفرق كثير عن استمرارها بشرط قلب الحقائق، وهذا ليس منهاج الجزيرة&".

اندماج لا رحيل
وكانت شبكة الجزيرة أصدرت بيانًا توضيحيًا قالت فيه "انطلاقًا من نجاح التجربتين الرائدتين الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر، فقد ارتأت الجزيرة إجراء تجربة جديدة مستوحاة من روحي المشروعين السابقين في مشروع واحد، هو "الجزيرة مباشر العامة"، والتي ستحل في بثها على القناتين السابقتين.. إلا أن البث من القاهرة سوف يتوقف إلى حين توافر الظروف المناسبة لعودتها بعد اتخاذها للتصاريح المناسبة من السلطات المصرية".
&
"وسوف تقدم القناة الجديدة تجربة&للمرة الاولى،&حيث سوف تنقل الحدث المباشر من مختلف أنحاء العالم، في الوقت نفسه سوف تتبع الحدث بالتحليل على مدار الساعة في صيغة تغطية خبرية مباشرة".

مواقعنا باقية
كما جاء على صفحة "قناة الجزيرة مباشر مصر" الموثقة والتي تحتوي على أكثر من 6 ملايين متابع البوست الآتي: "انتظرونا قريبًا.. سنستمر معكم في نقل الحقيقة من كل مكان.. عبر خدمتنا الموسعة". ومؤكدة لجمهورها استمرار صفحتها على مواقع فايسبوك وتويتر ويوتيوب، إضافة إلى موقع القناة الالكتروني الخاص، في مواكبة الأحداث. تعليقًا، قال الفنان عادل إمام :إن قرار غلق قناة "الجزيرة مباشر مصر" في الوقت الحالي أمر جميل، وفي صالحنا. وأضاف، في تصريح خاص لـ"مصر العربية": "نحن أقوى من قناة الجزيرة، ومن أي أحد".&

ودع الإعلامي زين العابدين توفيق جمهور القناة بقوله "بعد إغلاق الجزيرة مباشر مصر، ولأنه لم تتح لي فرصة وداع جمهورها كما ينبغي، فإني أودّ ان أشكركم من قلبي على إيمانكم بنا ودعمكم لنا، وأعتذر عن أي تقصير حدث، وفخور بكل ما قدمته على هذه الشاشة الحرة، التي لم يعد يتحملها نظامنا الإقليمي الجديد القديم".
&
أما عبد العزيز مجاهد مقدم البرامج في قناة الجزيرة مباشر مصر فعلق بقوله: "ولم تكن سوى صدى لصوت الأحرار بالشوارع، غاب الصدى، وما زال منبع الصوت مزلزلاً وهادرًا". وقال أحمد رشدي الإعلامي في قناة رابعة: "من كان يظن أن النصر من قطر أو تركيا فليحزن، النصر من عند الله تعالى وحده، واﻷمل بعد الله في اﻷبطال الثائرين الثابتين".

شرف ونضال
سارة رأفت المذيعة في قناة الجزيرة اعتبرت أنه: "على مدار عامين، شرفت بالعمل ضمن فريق الجزيرة مباشر مصر.. عامان كنّا فيهما مثابرين مجتهدين رغم كل شيء، أتيحت لنا فرصة العمل الحر ونقل كافة الآراء، تارة نحسب على طرف، وتارة نحسب على آخر، وفي نهاية المطاف إجتهدنا أصبنا وأخطأنا".
&
وأضافت سارة أنه شرف للجزيرة مباشر مصر أنها أُغلقت وهي خارج مصر تحاول أن تبقي على ما يمكن من آليات العمل والنقل، حتى وإن حكم عليها بالإغلاق في مصر، مؤكدةً أنهم سيظلوا أوفياء لمهنتهم وعملهم ورسالتهم، مهما تبدلت السبل، تقطعت أو اتصلت.

انعكاس لا صانع
وأفاد الإعلامي والكاتب الصحافي في قناة الجزيرة محمد منير أن هناك من استقبل غلق الجزيرة مباشر مصر على أنه متغيّر أساسي في الخريطة السياسية في مصر. وأوضح منير قائلًا "يا ساده ده اختزال مخل.. الجزيرة مجرد منبر إعلامي أدى دوره بمهنية. أما الحالة السياسية في مصر أمر محدداته كثيرة، وتحتاج منا اهتمامًا ومراجعة أكثر وعيًا وصدقًا... الحالة السياسية في مصر لا تصنعها لا الجزيرة ولا الأون تي في ولا النهار ولا السي بي سي ولا أي منبر إعلامي.. هم تعبير عنها، وليسوا صناعًا لها، الحالة السياسية في مصر تصنعها الأوضاع السياسية والاقتصادية ووعي الشعب".
&
وقال الإعلامي محمد ماهر عقل، مقدم البرامج على قناة "الجزيرة مباشر مصر": "ثلاثة أعوام هي كل عمري في الإعلام، قضيت جلها في قناة الجزيرة مباشر مصر... اختلفت معها حينًا، واتفقت معها أحيانًا أخرى.. حوت كثيرًا من انفعالاتي وأحلامي لوطن مازلت أتمنى أن يولد من رحم ثورة لم تكتمل".

&
أرّقت حكومات ودولًا
وكتب، خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع "فايسبوك": "وعلى كل النقد الذي واجهته طيلة عملي في قناة الجزيرة مباشر مصر؛ لكنني أحببت جمهورها الوفي على كل ما له وما عليه، لم ولن نخون الله في ما نؤمن به وفي ضميرنا".
&
وتابع قائلًا: "فخور بالقناة التي أرّقت مضاجع حكومات ودول، وبكل كلمة قلتها على شاشتها وبجمهورها وبزملائي، الذين رافقتهم ورافقوني في مسيرة عمل نوعية مليئة بالتحديات.. شكرًا لكم".
&
هذا واختلطت مشاعر الإحباط والتحدي مع الفرحة والسخرية والتشكيك، عبر مواقع "التواصل الاجتماعي"، عقب إعلان شبكة الجزيرة القطرية إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر". واستقبل أنصار الرئيس السابق محمد مرسي القرار بمشاعر تباينت بين الإحباط والتحدي والسخرية، فيما تباينت مشاعر معارضي الإخوان في مصر بين الفرحة والتشكيك.

هاشتاغ ترصد التعليقات
ودشّن شباب عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاغ بعنوان "شكرًا الجزيرة مباشر مصر" عكست التعليقات التي استقبلها هذا المزيج المتنوع من المشاعر. محسن مازن، وهو كما يبدو من صورة علامة رابعة العدوية في البروفايل الخاص به، أنه من مؤيدي مرسي، اختار أن يعبّر عن رأيه بكلمات أظهرت مشاعر التحدي، فقال : "لا نحتاج الجزيرة ولا غيرها لتتكلم عنا.. لو لم تدافع عن نفسك وحريتك لا تستحق الحياة".

وعكس تعليق عبد الرحمن أحمد على "الهاشتاغ" عينه المشاعر نفسها، وقال: "لماذا النواح على إغلاق الجزيرة مباشر مصر؟.. ما كانت إلا صدى صوت، ونحن الصوت الذي لن يسكت، كانت تنقل الحدث.. ونحن من نصنع الحدث". ولم يتمكن آخرون من التعامل مع هذا الحدث بهذه الروح من التحدي، وأصابهم الخبر بالإحباط، وهو ما يبدو واضحًا في تعليق هديل خالد على هاشتاغ آخر بعنوان "مباشر مصر"، حصل على المركز السادس بين أكثر "الهاشتاغات" تفاعلًا على تويتر في وقت قياسي.

دفن الياسمين
هديل وصفت القرار بـ"الصاعقة"، وقالت: "لا أصدق حتى الآن خبر الإغلاق.. لقد وقع هذا الأمر عليّ كالصاعقة". وربط عبد الله أحمد بعد فوز الباجي قائد السبسي، الذي اعتبره محسوبًا على نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، "برئاسة تونس وبين إغلاق الجزيرة مباشر مصر، وعلق على الهاشتاغ نفسه قائلاً : "اليوم دفنت ثورة الياسمين التونسية.. ومعها أغلقوا قناة الجزيرة مباشر مصر".

اختار فريق ثالث من أنصار الرئيس السابق مرسي طريق السخرية، وعبر صفحته الرسمية على موقع "فايسبوك"، قال خالد عبد الحميد ساخرًا: "الحكومة المصرية اشترطت على قطر في المفاوضات أن أول بث للجزيرة مباشر من القاهرة يقدمه&أحمد موسى وأماني الخياط"، وهما إعلاميان مثيران للجدل، واشتهرا بتعليقاتهما اللاذعة التي تنتقد دولة قطر.

جزيرة السيسي!
وعلق محمد نصار بالروح الساخرة نفسها على صفحته في فايسبوك، فقال: "الجزيرة مباشر مصر عندما تنتقل إلى القاهرة سيكون اسمها الجزيرة مباشر السيسي"، في إشارة إلى أنها ستتبنى وجهة النظر المصرية. وعلق خالد محمدي هو الآخر بنكهة ساخرة، وقال: "على الأقل سنرتاح من الرجل الذي يظهر في البرومو، ويقول عندنا قضاء شامخ قضاء لا غبار عليه". وعلق رابع في الاتجاه عينه: "طالما السيسي قدر يعملها ويغلق القناة.. افتحلنا الجزيرة الرياضية يا ريس".

على الجانب الآخر، عبّرت أمنية محمد عن سعادتها بخبر الإغلاق، والذي يظهر من وجهة نظرها مكانة مصر، وقدرتها على فرض إرادتها، وقالت عبر هاشتاغ "مباشر مصر": "أخيرًا أغلقت قناة الفتنة.. خبر سعيد يعكس مكانة وقدرة مصر". واختار أبو بكر أحمد وسيلة الرسوم التعبيرية، ليعكس فرحته بالقرار، ونشر صورة لوجه مكتئب، وقال على الهاشتاغ نفسه: "هذه هي حال الإخوان بعد قرار الإغلاق".

البديل موجود
وغرّدت منى العشري في سرب آخر يسير فيه المتشككون من القرار، وقالت على الهاشتاغ نفسه: " نحن متشككون من إغلاق الجزيرة مباشر مصر، البديل جاهز في لندن من عامين".

وكثيرًا ما اشترط مسؤولون مصريون للتقارب بين القاهرة والدوحة "إغلاق" قناة "الجزيرة مباشر مصر" - أو على الأقل تغيير سياستها - التي يصفونها بـ"العدائية لمصر"، ويرجّح أن تنال تلك الخطوة ترحيبًا لدى السلطات المصرية.

وشهدت الفترة الماضية، اتهامات لقناة "الجزيرة"، بأنها تهاجم السلطات المصرية، وتدخل في شؤون الداخلية للبلاد، وهو ما كانت تنفيه القناة، التي كانت تؤكد على أن تغطياتها "مهنية وتعرض وجهتي النظر".

&