أخبار

الأمم المتحدة تحذر من توقعات غير حقيقية في العراق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن العراق يخطو خطوات واسعة على طريق تعزيز نظامه الديمقراطي الناشيء رغم أعمال العنف والعداءات السياسية ولكن التوقعات العالمية بشأن بلد خرج لتوه من الحرب مازالت عالية للغاية.

بغداد: عقد إد ميلكرت الذي يرأس بعثة الامم المتحدة في العراق اجتماعات مع الزعماء السياسيين العراقيين في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة حملة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السابع من مارس اذار.

وسوف تكون هذه أول مرة في العراق يكمل فيها برلمان منتخب بشكل ديمقراطي مدته تماما قبل انتخاب آخر مكانه. وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يفوز بنسبة 99 في المئة أو حتى مئة في المئة في انتخابات صورية قبل الاطاحة به عام 2003. وقال ميلكرت وهو سياسي هولندي سابق في مقابلة "أود أن أبلغ الجميع ان سبعة أعوام ليست فترة طويلة. انتم ترون تغييرات هائلة في بلد لم ير قط مراكز قوى مختلفة تتنافس معا بشكل سلمي."

وأضاف ميلكرت ان العراق كان بعد الغزو الأميركي في مارس اذار 2003 لايزال يعيد تأسيس وزارات وكانت المؤسسات الاخرى شبه غائبة. ومنذ ذلك الوقت يجري بناؤها وتزويدها بالعاملين وإعادة تركيز اهتماماتها وسط إراقة الدماء وأعمال السرقة وغياب القانون. ورغم هذه التحديات يقول ميلكرت ومسؤولون غربيون آخرون انه تم إحراز تقدم في العديد من المجالات وليس فقط في مجال مكافحة العنف.

ويحاول نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي إعادة العراق الى وضعه في الاقتصاد العالمي وتوقع وزارة النفط عقودا كبرى يمكن أن تضع هذا البلد على رأس الدول المنتجة للخام. وأحدثت الوسائل التكنولوجية الجديدة على العراق مثل الانترنت والهواتف المحمولة تغييرات واسعة النطاق وأصبحت شوارع بغداد تغص بالسيارات المستوردة. ومع ذلك مازال الكثير من العراقيين فقراء. وتكثر الشكاوى من ضعف امدادات الكهرباء والفساد والبيروقراطية.

وقال ميلكرت "يجب ألا يعتقد أحد ان هذا الوضع مسألة بضعة أشهر أو بضع سنوات. سنستغرق وقتا طويلا قبل أن نصل الى مستوى ربما يفي بمعايير عامة أكثر." وفيما يتناقض مع خطط واشنطن الطموحة قبل الغزو بوضع العراق في طليعة التغير الديمقراطي بالشرق الاوسط تعد مثل هذه الكلمات تذكرة أخرى بمحصلة أكثر من ست سنوات من إراقة الدماء والحرمان. وكان تحديد موعد للانتخابات تطور مهم بعد شهور من التناحر السياسي بشأن تخصيص حصص مقاعد البرلمان بناء على التوزيع السكاني مما يعكس انقسامات عرقية وطائفية.

وقال ميلكرت "العملية معقدة وطويلة ولكنها لا تختلف كثيرا عما رأيته في سنوات عملي البرلماني وما نراه في دول أخرى ... ولننظر الى تعامل الكونجرس (الأميركي) مع مشروع الرعاية الصحية." وأضاف "هناك الكثير من الاشياء تجري في الكواليس والغرف الخلفية وخلف الابواب المغلقة ولكن في نهاية المطاف يصل الناس بما لديهم من أفكار الى نتيجة تكون مقبولة بوجه عام. وهذا ما حدث."

وأثارت الصراعات القوية بشأن قانون الانتخابات التي انتهت بحل وسط التساؤلات بشأن كيف يمكن لقوى سياسية لن يفوز أي منها على الأرجح بأغلبية مطلقة أن تعمل معا لتشكل حكومة وتتولي السلطة بعد الانتخابات. وسوف تضيف الامم المتحدة مراقبيها الى زهاء 250 ألف مراقب محلي سينتشرون في مارس اذار لمواجهة اي تلاعب في 50 ألف مركز اقتراع.

وستكون حملة المالكي من أجل ولاية ثانية استنادا الى سجله الامني أكثر صعوبة على الأرجح في ظل الهجمات المميتة التي وقعت مؤخرا واستهدفت مبان حكومية. ويحرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على رؤية العراق يقف على قدميه ويسوي العداءات السياسية مثل الصراع على النفوذ بين العرب والاكراد الذي أعاق صدور تشريع مهم وقوض الاستقرار. وقال ميلكرت "بالطبع يكون هناك أحيانا نفاد صبر. بالتأكيد في الولايات المتحدة ولكن هذا غير مبرر في ظل معطيات التاريخ وماهية التحديات والتقدم الذي يحرزه العراق."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف