النطق بالحكم على المنشق الصيني ليو تشياوباو يوم عيد الميلاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بكين: بعد اكثر من عام على توقيفه، جرت محاكمة احد قادة حركة الانشقاق في الصين ليو تشياوباو الاربعاء في بكين لكن النطق في الحكم في هذه القضية التي تدينها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي سيتم الجمعة الذي يصادف يوم عيد الميلاد.
ولوحق ليو (53 عاما) الذي سجن خلال قمع الحركة الديموقراطية في حزيران/يونيو 1989 بتهمة "الطعن في سلطة الدولة"، بعدما شارك في اعداد "ميثاق 08"، الوثيقة التي تطالب بصين ديموقراطية. وقال احد محاميه دينغ تشيكوي لوكالة فرانس برس ان المحاكمة "استغرقت ساعتين ونصف الساعة". واضاف ان "المحكمة قالت ان الحكم سيتلى عند الساعة 9,00 (1,00 ت غ) من الجمعة". ويمكن ان يحكم على ليو بالسجن 15 عاما.
وقال ماو شاوبينغ احد المحامين الآخرين الذين يدافعون عنه "لقد اكدنا براءته". واضاف ان "ذنبه الوحيد هو انه عبر عن رأيه"، موضحا انه "يعمل من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان منذ فترة طويلة جدا وقام بابحاث وكتب كثيرا". وتابع انه "يقوم بهذا العمل منذ اكثر من عشرين عاما وقبل الرابع من حزيران/يونيو 1989 بفترة طويلة".
واكد دينغ ان المنشق في حالة صحية جيدة، موضحا انه "تمكن من التحدث. للمحكمة قواعدها وهو تمكن من التكلم لكن لا يمكنني الخوض في التفاصيل". وكان ليو الكاتب والاستاذ الجامعي السابق الذي اوقف قبل اكثر من عام اثر صدور "ميثاق 08" اتهم مؤخرا "بالطعن في سلطة الدولة"، وهي تهمة تستخدم عادة ضد المنشقين، كما تؤكد منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
وافادت مراسلة وكالة فرانس برس ان العشرات من عناصر الشرطة انتشروا الاربعاء في بكين وتحديدا حول المحكمة لمنع انصار ليو من الاقتراب. ويحمل كثيرون من هؤلاء شرائط صفراء "اشارة السلام" ليعود ليو الى بيته، على حد تعبيرهم.
وقال احد هؤلاء المؤيدين ويدعى سونغ زايمين (49 عاما) "تحيا الديموقراطية، يحيا ليو تشياوباو". واضاف "لا اعرفه شخصيا ولا اريد ان اعرفه لكن اريد دعم موقفه البطولي. علينا ان نناضل من اجل مستقبلنا". ولم تسمح الشرطة لليو تشيا زوجة المنشق بمغادرة منزلها. وقالت ليو تشيا لفرانس برس ان الشرطة تراقب المنزل لكن شقيقها تمكن من التوجه الى المحكمة.
وفي بداية محاكمته شكر ليو زوجته على دعمها، على حد قولها. وتجمع عدد من موقعي "ميثاق 08" بينهم المحامي تينغ بياو، الذي قال للصحافيين "من حقي ان اعبر عن آرائي في المجتمع والسياسة". واضاف "اذا حكم على ليو فعلينا ان نتحمل كلنا المسؤولية نفسها". وضم الحشد ايضا دبلوماسيين اميركيين واوروبيين لم يسمح لهم بدخول قاعة المحكمة.
وليو تشياوباو الذي كان احد قادة حركة تيان انمين الديموقراطية في 1989، سجن مرات عدة لقناعاته الديموقراطية. وفي 1989 اثر عودته من الولايات المتحدة حيث كان يدرس في جامعة كولومبيا في نيويورك ليعمل في جامعة بكين، شارك في الحركة الديموقراطية التي بدأها الطلاب في ساحة تيان انمين.
وفي مواجهة تصلب النظام بدأ ليو، الذي كان ينتقد القيم التقليدية الصينية التي تدعو الى الفضيلة وطاعة النظام، اضرابا عن الطعام في ساحة بكين مع ناشطين آخرين.
وليل الثالث الى الرابع من حزيران/يونيو، مع تقدم الجيش لاخلاء تيان انمين، قام بوساطة لاجلاء الطلاب بطريقة سلمية. واوقف بعد الحركة وسجن عاما ونصف العام بدون محاكمة. وبين 1996 و1999 واجه متاعب جديدة مع النظام وارسل الى معسكر لاعادة التأهيل "عن طريق العمل"، بعدما طالب باصلاحات سياسية وباطلاق سراح المسجونين منذ حركة المطالبة بالديموقراطية.
وطرد من الجامعة واصبح احد اهم المسؤولين في المركز المستقل "قلم الصين" الذي يضم كتابا وبقي على اتصال وثيق مع الوسط الثقافي. وقد منعت كتبه داخل الصين لكنها تنشر خصوصا في هونغ كونغ.
وفي الذكرى السادسة لاعلان شرعة حقوق الانسان منذ عام وقع مع 300 مثقف آخرين "ميثاق 08"، الوثيقة التي تطالب باحترام حقوق الانسان وتنظيم انتخابات من اجل "بلد حر وديموقراطي ودستوري". وليو متزوج لكنه لم ينجب اولادا. وطلب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من الصين اطلاق سراح ليو لكن بكين رفضت هذه الطلبات وقالت انها "غير مقبولة".
ويؤكد الناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ان الصين تستغل فرصة عيد الميلاد التي ينشغل خلالها الرأي العام الغربي بالاحتفالات، لتسوية ملفات المنشقين. فقد اعتقل هو جيا في 27 كانون الاول/ديسمبر 2007 واتهم بالتخريب وصدر حكم بحقه، بينما اعتقل قبل عام المحامي غاو جيشينغ وحكم عليه بالسجن ثلاثة اعوام قبل عيد الميلاد تماما.