بحر غزة تسكنه السمك وشباك الصيد "الخائفة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يدفع الصيادون في قطاع غزة حياتهم ثمنا لتوفير لقمة العيش لأطفالهم في بعض الأحيان، بينما يتعرض آخرون للاعتقال والضرب على يد البحرية الإسرائيلية التي تواصل رصدها لشواطئ غزة، وترصد إيلاف في تقريرها نماذج مختلفة من معاناة الصيادين في البحر، والظروف الصعبة التي يمرون بها بسبب الملاحقة الإسرائيلية المستمرة لهم.
غزة: في بحر غزة، ليس هناك شيء طبيعي، وحركة الصيادين في البحر تربكها الزوارق الإسرائيلية التي تتحرك في كل اتجاه لتحظر على الصيادين الاصطياد على مساحة تزيد عن أربعة كيلو مترات، دون أن يتردد جنود البحرية الإسرائيلية في إطلاق نيران أسلحتهم باتجاه قوارب الصيد، وأحيانا اعتقال الصياديين.
"إيلاف" زارت ميناء بحر غزة فالتقت محمد أبو توهة صياد في ميناء غزة ليحدثنا عن معاناتهم أثناء ممارستهم هذه المهنة فقال " إن المسافة المسموح بها للصيد هي 3 أميال ما يقارب 4 كيلو داخل البحر , رغم المساحة الضيقة إلا أن الطرّاد الإسرائيلي لم يكتف بذلك بل يلاحق الصيادين ويطلق النار عليهم ,
وذكر أن المنطقة الغربية من البحر يوجد بها سمك كثير فيذهب الصيادون لتلك المنطقة فيلاحقهم الطراد ويطلق النار عليهم أو على القارب أو على الفلين المنشور في عرض البحر أو يطلق النار في الماء بجانب القارب كنوع من الترهيب.
ونوّه قائلاً " قبل حوالى أربعة أيام اعتقل 4 صيادين بقاربهم , أطلق سراحهم وطلبوا منهم الرجوع لشاطئ بحر غزة سباحة وتقدّر هذه المسافة إلى 400 متر وأكثر , وأوضح أن في أغلب الأحيان يبقى القارب محجوزا لدى البحرية الإسرائيلية ما يقارب 5 أشهر ومن ثم ويرميها على شاطئ بحر غزة
وأضاف "عندما يروننا في البحر يتعرضون لنا بكلمات جارحة ويطلقون النار
الصياد إبراهيم الفصيح روى لـ "إيلاف " ما جرى معه في مرة كان يصطاد فيها في عرض البحر , تعطل القارب أثناء العمل فجاء جنود إسرائيليون على متن قارب إسرائيلي ما يطلق عليه الطراد " فأعطوه مهلة لمدة ربع ساعة حتى يصلّح قاربه ويرجع إلى شاطئ غزة , مر من الوقت ربع ساعة فعاد إليهم فسألهم عن سبب بقائهم في المنطقة فقالوا له إنهم يحتاجون لبطارية حتى يسير بهم القارب فقال لهم أحد الجنود تريدون بطارية فأطلق عليهم النار وقنابل صوتية وأصيب في هذا الحادث أحد الصيادين الذين كانوا برفقته بجروح خطرة
وذكر أن الاتصال في داخل البحر صعب جدا , ولكن تمكنوا من الاتصال بأحد زملائهم فجاء وأنقذهم و عادوا لغزة وتركوا القارب وكل معداتهم الخاصة بالصيد في عرض البحر .".
أما الصياد أبو حسن العمودي فقال إنه يعمل منذ زمن طويل في الصيد حيث إنه ورث هذه المهنة عن آبائه وأجداده , ويعمل معه أبناؤه كل يوم يذهبون للعمل داخل البحر ويودعون بعضهم على أنها المرة الأخيرة التي سيروا بعضهم فيها , لان الطرادات الإسرائيلية تقصف وتطلق النار بشراسة ويتوقع كل شيء منها والموت ليس بالبعيد عنهم .
وتابع "المسافة المسموح لنا الصيد فيها لا نستطيع الوصول إليها، لأن البحرية الإسرائيلية تطلق قذائفها نحونا بشكل سريع وتمنعنا من الصيد بكافة الوسائل لذلك نحن نسمى صيادين بالاسم، فالأسماك التي نصطادها محدودة للغاية سواء من حيث الكم أو النوع، وهو ما يتسبب في شبه انعدام الأسماك الطازجة من الأسواق".
الصياد خالد الحساينة تتجسّد معاناته باعتقاله من قبل البحرية الإسرائيلية من شاطئ بحر غزة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي وهناك تم الضغط عليه للتخابر مع الاحتلال. وقال "ضباط المخابرات الإسرائيليون عرضوا علي الأموال وشراء مركب جديد في مقابل إفادتهم ببعض المعلومات، لكنني رفضت فاضطروا إلى إطلاق سراحي بعد ذلك
وأضاف "حصارنا في البحر جزء من الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة في البر، وهدفه تضييق مصادر الرزق على الغزيين بكافة الوسائل التي يملكها الاحتلال".
من جانبه أكد نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش أن الاحتلال الإسرائيلي وفي أعقاب حربه الأخيرة على قطاع غزة يعمل جاهداً على استدراج الصيادين للعمل مع أجهزة مخابراته. وقال "في الماضي كان يطلب الاحتلال الإسرائيلي من الصيادين التخابر معه بطرق غير مباشرة، لكنه بعد الحرب أصبح يمارس ضغوطاً كبيرة عليهم ويحاول إجبارهم على العمل معه بشكل مباشر وواضح". وأضاف "ولذلك يتم إغراؤهم بالأموال والمساعدات، أو تهديدهم بالقتل وأخذ مراكبهم وحرمانهم من الصيد".
وذكر عياش أن الحصار الاقتصادي والبحري أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة بين الصيادين إلى 80 في المئة من أصل حوالي 3500 صياد يعملون في قطاع غزة، موضحاً أن تقليص المسافة المسموح الصيد فيها من 20 ميلا إلى ثلاثة أميال حرم الصيادين من خيرات البحر الكثيرة التي لا تتوفر إلا في مسافات طويلة في عمق البحر. ودعا إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف اعتداءاته ومضايقاته للصيادين الفلسطينيين.
من جانبه قال محمود العاصي رئيس جمعية الصيادين في غزة إن معاناة الصيادين تتفاقم يوماً بعد يوم جراء الاعتداءات التي تنفذها السلطات الحربية الإسرائيلية ضدهم، لافتاً إلى أنهم يتعرضون لأشكال متعددة من الانتهاكات أبرزها الحق في العمل والحياة والتنقل والحركة.
وقال "هناك ثلاثة حقوق أساسية تنتهكها قوات الاحتلال بشكل متواصل ومن دون رادع، سواء من خلال حرمان الصيادين من العمل أو تقليص حركتهم وتنقلهم في عرض البحر أو التهديد المتواصل بالقتل من خلال إطلاق النار والقصف".