الأمم المتحدة بحاجة لتلميع صورتها بعدما ضعفت في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعتبر بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان أكبر سند مدني للرئيس حامد كرزاي. لكن هذه البعثة تعرضت لهزات عدة شلت الأمم المتحدة بدل ان تساعدها في مساندة الرئيس الأفغاني. وكان إعلان رحيل رئيس البعثة الأممية النروجي من كابول أفقدها الموضوعية والحياد، حيث اتهم كاي ايدي بغض النظر عن عملية غش إنتخابي بينما كان ربع البطاقات الإنتخابية مزورة مما أدى إلى الطعن في حياد الأمم المتحدة.
كابول: بعد فقدان مصداقيتها في إدارة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل وتعرضها لهجمات طالبان، سيتعين على الأمم المتحدة مضاعفة جهودها لتحسين سمعتها في أفغانستان وتحاول دعم حكومة الرئيس حامد كرزاي على أفضل وجه. وخلال أشهر اهتزت بعثة الأمم المتحدة في كابول التي تعتبرأكبر سند مدني لحامد كرزاي، ثلاث مرات: أولا بأزمة داخلية خطيرة ظهرت علنا ثم مقتل خمسة من موظفيها في نهاية تشرين الاول/ اكتوبر في كابول في إعتداء لطالبان واخيرا إعلان رحيل رئيسها النروجي كاي ايدي الذي لم يحاول تمديد ولايته.
ويأسف لذلك العديد من مسؤولي الأمم المتحدة لان هذه المشاكل تشل الأمم المتحدة في حين يتوجب عليها مساعدة حميد كرزاي على انجاز اصلاحاته. واعتبر احد هؤلاء المسؤولون طالبا عدم كشف هويته "علينا ان نستعيد الموضوعية والحياد والمصداقية وذلك سياخذ القسم الاكبر من السنة". واضاف "نشعر بارتياح كبير لانه (كاي ايدي) سيرحل لكن هناك ايضا حزنا كبيرا لان سمعتنا تلطخت وسيحتاج تحسينها الى وقت طويل".
ويفترض ان تنتهي ولاية رئيس بعثة الأمم المتحدة في كابول مع نهاية كانون الثاني/ يناير بعقد مؤتمر في لندن يناقش فيه الأفغان والغربيون بالخصوص سبل مكافحة الفساد المزمن الذي ينخر البلاد. ولم يتم بعد اعلان اسم خليفته. وظهرت مشاكل تلك البعثة التي تقدر ميزانيتها بنحو ملياري دولار سنويا، بوضوح مع اندلاع الازمة السياسية التي تلت الاقتراع الرئاسي في العشرين من اب/اغسطس.
وبدا كاي ايدي المتهم بغض النظر عن عملية غش انتخابي بينما كان ربع البطاقات الانتخابية مزورة، في اعين الراي العام الأفغاني والدولي، مواليا لكرزاي ما ادى الى الطعن في حياد الأمم المتحدة. وعارضه مساعده الاميركي بيتر غلبرايث لكنه استقال في نهاية المطاف. وسيرث خليفة كاي ايدي ايضا منظومة هيئة اضعفها رحيل العديد من الموظفين ما دفع بمسؤول دولي ان يصف ذلك "بنزيف في الدماغ".
وبعد اعتداء 28 تشرين الاول/اكتوبر على دار للضيافة تابع للامم المتحدة قتل فيه خمسة من موظفيها، تم اجلاء مئات منهم ويتعين على من بقي في كابول التقيد بقوانين امنية صارمة تعقد حياتهم كثيرا. ويخشى دبلوماسيون اى يحصل كرزاي بدون رعاية الأمم المتحدة، على الدعم الضروري للقيام بعملية تطهير الحكومة التي وعد بها.
وقال احمد سعيدي الدبلوماسي السابق الذي اصبح محللا سياسيا "مع بعثة اممية في هذا الموقف من الضعف، تفتقر الى التنسيق وتنخرها الاختلافات، ستستمر الامور بالوتيرة نفسها حتى بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها" مؤكدا انه لا يرى "اي جدية في مكافحة الفساد".
من جانبهم يشعر السفراء الغربيون بانه سيتعين عليهم مساندة المؤسسة التي فقدت مصداقيتها ولا تتمتع اهدافها المدنية باي وزن في مواجهة المتطلبات العسكرية للقوات الغربية العسكرية التي تعززت وتاتمر باستراتيجية تعدها واشنطن. واوضح دبلوماسي اوروبي ان "الامم المتحد هي مصدر شرعية المجتمع الدولي وفي اخر المطاف المظلة التي نعمل تحتها جميعا" مؤكدا "اننا نعلم ان علينا ان نساعد على اعادة الاعمار وتعزيز سلطتها".
طالبان الافغانية تنشر تسجيل فيديو لجندي أميركي أسير
إلى ذلك نشرت حركة طالبان الافغانية اليوم الجمعة تسجيل فيديو جديدا لجندي أميركي أسر هذا الصيف في تصرف استنكره الجيش الأميركي ووصفه بأنه دعاية واعتبر نشره يوم عيد الميلاد قرارا يتسم بالوحشية. ويظهر الجندي بو بيرجدال في الشريط مرتديا نظارات وزيا عسكريا أميركيا يشمل خوذة عسكرية. ويذكر اسمه ومسقط رأسه ومعلومات شخصية أخرى قبل أن يقول انه أسير حرب لدى طالبان. ولم يتضح متى أعد الشريط.
ثم يمضي لمهاجمة القادة الأميركيين بسبب سوء معاملتهم للمسلمين في العراق وأفغانستان ويحذر من أن الجيش الأميركي لا قبل له بطالبان. وقال "أخشى أن أخبركم أن هذه الحرب تسربت من بين أصابعنا وهي تتجه لان تصبح فيتنام الجديدة بالنسبة لنا مالم ينهض الشعب الأميركي ليوقف كل هذا الهراء." لكن متحدثا باسم الجيش الأميركي قال ان هذه التصريحات يجب أن تعامل على أنها سجلت نتيجة اكراه كما استنكر توقيت نشر الشريط.
وقال الاميرال جريجوري سميث مدير الاتصال مع القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان "هذا تصرف مروع يستغل جنديا شابا من الواضح أنه أجبر على قراءة بيان معد سلفا. وهو لا يعكس سوى الاساليب العنيفة والمخادعة لتمرد طالبان."
وأضاف في بيان مكتوب "نشر الشريط يوم عيد الميلاد هو اهانة لعائلة وأصدقاء بو بيرجدال القلقين بصورة بالغة ويظهر احتقارا للتقاليد الدينية وتعاليم الاسلام. سنواصل بحثنا عن بو بيرجدال." ويقول بيرجدال في شريط الفيديو لزملائه الجنود انهم يواجهون عدوا صبورا ومنظما بشكل جيد فيما يمكن أن يكون اشارة الى بيان صدر عن البيت الابيض الشهر الماضي يقول ان القوات الأميركية لن يكون لها وجود في أفغانستان بعد تسع سنوات.
وقال "اليكم جميعا أيها الجنود الذين يستعدون للقدوم الى هنا للمرة الاولى بسبب غباء دولتنا وقادتنا... أنتم تقاتلون أشخاصا أذكياء جدا يعرفون جيدا كيف يقتلوننا وهم صبورون للغاية." وناشد متحدث باسم طالبان الحكومة الأميركية في شريط الفيديو ايضا عقد صفقة لتبادل السجناء للافراج عن الجندي الأميركي مقابل بعض السجناء. وقال "طالبت امارة أفغانستان الاسلامية ومازالت تطالب بالافراج عن عدد محدد من السجناء مقابل هذا الاسير الأميركي بو روبرت بيرجدال."
وقال ذبيح الله مجاهد ان الجندي الذي كان عمره 23 عاما حين أسرته طالبان في جنوب شرق أفغانستان في أواخر يونيو حزيران يتمتع بصحة جيدة. وبدا الرجل الذي يعرض شريط الفيديو لقطات له في صحة جيدة وقال انه لقي معاملة طيبة وقارن مصيره بمصير سجناء محتجزين في سجون عسكرية أميركية منها سجن ابو غريب سيء السمعة في العراق.
وقال الرجل "أشهد أنني عوملت باستمرار كانسان له كرامة ولم يحدث أن جردني أحد من ملابسي والتقط لي الصور عاريا. ولم يحدث أن كانت هناك كلاب تنبح في وجهي أو تعقرني كما فعلت بلادي في مسجونيهم المسلمين..." وفي يوليو تموز ظهر بيرجدال في تسجيل بالفيديو حث فيه الحكومة الأميركية على سحب قواتها من أفغانستان. ونددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بتلك اللقطات بوصفها دعاية من طالبان قائلة انها تنتهك القانون الدولي.
ويأتي أسر واحتجاز الجندي وسط اكثر فترة دموية تشهدها افغانستان منذ أسقطت القوات الافغانية المدعومة من الولايات المتحدة حكومة طالبان في أواخر عام 2001 . وفي محاولة لاخماد العنف المتصاعد بدأت واشنطن ارسال نحو 30 الف جندي أميركي اضافي تدريجيا الى أفغانستان قبل أن تبدأ سحبهم في يوليو تموز عام 2011 . وهناك نحو 110 الاف جندي أجنبي اكثر من نصفهم أميركيون يقاتلون المتشددين.