الناخبون في أوزبكستان يدلون بأصواتهم وسط مشاعر الخوف وعدم الاكتراث
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طشقند: اجرت اوزبكستان اليوم الاحد انتخابات برلمانية تجاهلها الناخبون وسط انعدام الانتقادات الغربية نتيجة اهمية هذه الدولة للجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاحتواء حركة طالبان في افغانستان المجاورة. ولم تجر اوزبكستان اكثر دول اسيا الوسطى تعدادا للسكان قط انتخابات اعتبرها المراقبون الغربيون حرة ونزيهة.
ولزم الغرب الذي انتقد في الماضي انتهاكات اوزبكستان لحقوق الانسان وعدم التسامح مع المعارضة الهدوء قبل التصويت مع سعيه لاشراك طشقند بشكل اكبر في الجهود الأميركية في افغانستان وربما اغرائها باعادة فتح قاعدة جوية أميركية رئيسية.
ومن المؤكد ان تسفر انتخابات يوم الاحد عن فوز حلفاء الرئيس اسلام كريموف الذي يحكم البلاد منذ 20 عاما بكل المقاعد في مجلس النواب بالبرلمان . ولا يوجد في اوزبكستان احزاب معارضة كما ان معظم النشطين المؤيدين للديمقراطية اما في السجون او في المنفى في الخارج.
وقال كريموف احد كبار قادة الحزب الشيوعي أثناء الحكم السوفيتي والذي يشرف على اقتصاد خاضع تماما للسيطرة ان الاقبال الكبير للناخبين يثبت ان سياساته تتمتع بشعبية كبيرة. ونقلت وكالة انباء انترفاكس الروسية عن كريموف قوله وهو يدلي بصوته في احد مراكز الاقتراع التي تم ابعاد مراسلي رويترز عنها "كنا مرنين ازاء الازمة بفضل تنفيذ برنامج مكافحة الازمات في الوقت المناسب."
وبسبب الخوف من بطش الدولة يحجم سكان طشقند عن التحدث علانية. وقال احد الشبان من سكان طشقند العاصمة الواقعة على طريق الحرير القديم التي اعيد بناؤها في زمن السوفيت بعد زلزال مدمر "الناس هنا لا يأخذون الامر على محمل الجد .. انها ليست انتخابات." وقال سائق في الثانية والثلاثين من عمره يدعى جافوخير "لم اذهب. لست مهتما. وعلى أي حال ما هي فائدة البرلمان..".
وقالت وكالة الاعلام الروسية انه على الرغم من عدم المبالاة على نطاق واسع كانت نسبة الاقبال الرسمية مرتفعة وبلغت حوالي 80 في المئة بحلول الساعة الخامسة مساء (1200 بتوقيت جرينتش). وفيما يذكر بالماضي السوفيتي فان التصويت في اوزبكستان يكون اجباريا في الاحياء والشركات. ولم يرسل جهاز مراقبة الانتخابات التابع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا بعثة كاملة قائلا انه لم يتم تنفيذ اي من توصيات تقدم بها في وقت سابق.
ورأى شهود في طشقند حالات كثيرة من تكرار ادلاء الناخبين باصواتهم. واحضرت امرأة مسنة عدة جوازات سفر الى احد مراكز الاقتراع وشوهدت وهي تضع عددا من بطاقات الاقتراع في صندوق مغلق. ولم يتسن الحصول على تعليق من اللجنة الانتخابية المركزية رغم عدة محاولات. وقطعت الولايات المتحدة بشكل فعلي العلاقات مع طشقند في 2005 بعد ادانتها لاطلاقها النار على محتجين في مدينة انديجان مما ادى الى قتل المئات حسبما ذكر شهود.
وتقول الحكومة الاوزبكية ان الاحتجاج نظمه متطرفون اسلاميون يحاولون الاطاحة بها. وبعد ذلك بفترة قصيرة قامت اوزبكستان الدولة الزراعية التي يوجد لديها احتياطات ضخمة من النفط والغاز والذهب واليورانيوم ويعيش ربع سكانها تحت خط الفقر بطرد الجنود الأميركيين من قاعدة جوية كانت تستخدم في عمليات داخل افغانستان.
ويقول دبلوماسيون ان المحادثات استؤنفت لاعادة فتح القاعدة بعد ان اصبحت الحرب الافغانية في بؤرة الاهتمام للسياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما. وقام كبار المسؤولين مثل الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأميركية بزيارات متكررة لطشقند ووافقت اوزبكستان على السماح بمرور امدادات في اراضيها في طريقها الى افغانستان التي تشترك معها في حدود طويلة.
ورفع ايضا الاتحاد الاوروبي العقوبات عن اوزبكستان في اكتوبر تشرين الاول. ويتنافس في انتخابات يوم الاحد مرشحون من اربعة احزاب على 150 مقعدا في المجلس الادنى للبرلمان. وتحصل حركة اوزبكستان البيئية التي تركز فقط على القضايا البيئة على 15 مقعدا في المجلس بشكل تلقائي. وفي محاولة لاضفاء نوع شكلي من التنافس في الانتخابات تبادلت الاحزاب الاربعة الانتقادات بشكل اساسي بشأن السياسة الاجتماعية في الوقت الذي اشادت فيه بانجازات كريموف.