العام الحالي يعد الأكثر أمنا في الجزائر منذ 1992
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ذكرت التقارير الامنية ان العام الحالي يعد الاكثر أمنا في الجزائر منذ بداية الازمة الامنية التي عانت منها البلاد منذ عام 1992 حيث سجلت تحسنا كبيرا غير مسبوق في الأوضاع الامنية والاستقرار وتراجعا كبيرا في حجم وطبيعة العمليات الارهابية.
الجزائر: أكدت التقارير الأمنية التي نشرت على مدار العام الحالي تقلص عدد ضحايا العمليات الارهابية في الجزائر الى ادنى مستوى مقارنة مع الاعوام الماضية التي شهدت فيها البلاد عددا كبيرا من ضحايا العمليات ارهابية.
واوضحت ان العمليات الارهابية التي شهدتها البلاد في العام الحالي ادت الى مقتل 82 شخصا بينهم 65 عنصرا من الجيش والأمن و17 مدنيا و17 جريحا مشيرة الى نجاح قوات الأمن والجيش في القضاء على نحو 105 مسلحين تابعين للجماعات الارهابية بينهم اجانب خاصة من ليبيا والمغرب وموريتانيا ومالي استقطبهم تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) الى صفوفه.
واضافت التقارير ان من أبرز العمليات التي سيطرت القوات الأمنية عليها القضاء على 16 مسلحا في مارس الماضي بمنطقة (تاست بصوحان) بولاية البليدة القريبة من العاصمة الجزائرية. واشارت الى استسلام وتوبة نحو 28 مسلحا منهم ثلاثة قياديين بارزين في (قاعدة المغرب الاسلامي) عن العمل المسلح في شهر أبريل الماضي ما ساهم في الحد من العمليات الارهابية.
وأبرزت التقارير ان السلطات الامنية تمكنت من توقيف 71 مسلحا وعدد من العناصر التابعين لشبكات دعم وتمويل الجماعات الارهابية فضلا عن اصدار المحاكم الجزائرية 372 حكم ادانة لعناصر الجماعات المسلحة.
وأكدت الحصيلة الأمنية لعام 2009 في البلاد فشل تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) بتنفيذ اي اعمال انتحارية منذ شهر اغسطس 2008 حيث نجحت قوات الامن في احباط محاولة انتحاري تفجير نفسه في مركز الامن شرق العاصمة الجزائرية.
ولفتت التقارير الى نجاح الامن في السابع من يناير 2009 من احباط محاولة التنظيم تنفيذ ثلاثة اعتداءات انتحارية لعناصرها تستهدف مراكز أمنية وعسكرية بولاية تيزي وزو شرقي البلاد مضيفة ان الامن تمكن ايضا في يوليو الماضي من احباط تنفيذ عمليات انتحارية استهدفت مقر السفارات الأمريكية والبريطانية والدانماركية.
وشهدت السنة الحالية بروز مراجعات فكرية لعدد من قيادات الجماعات المسلحة حيث أصدر مؤسس (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) في الجزائر والتي تحولت لاحقا الى تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) حسان حطاب في الثامن من يناير مراجعة فكرية ودينية تدعو عناصر التنظيمات المسلحة الى التوبة ووقف العمل المسلح.
وطالب حطاب الذي أعلن توقفه عن العمل المسلح وسلم نفسه للسلطات الامنية في سبتمبر 2007 عناصر (القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي) الى التوبة وتوقيف العمل المسلح والاستفادة من تدابير قانون المصالحة الوطنية الساري المفعول منذ شهر مارس 2006 .
- من جهته اعلن المسؤول عن عمليات اختطاف الأجانب في الصحراء الجزائرية التابع لتنظيم القاعدة عمار صايفي المعروف بعبد الرزاق البار في الثامن من مايو الماضي اقتناعه بعدم شرعية الجهاد في الجزائر من خلال اطلاقه مراجعة شرعية حملت عنوان "براءة واستنكار".
ونصح في وثيقة تضمنت خمس صفحات عناصر القاعدة المسؤولين عن اختطاف الأجانب في الصحراء وأبرزهم عبد الحميد أبو زيد القائد الحالي للقاعدة في الصحراء وعبد الحق أبو خباب بالتوقف عن اختطاف الأجانب.
كما أصدر أربعة عناصر من القيادات السابقة في التنظيم وهم المسؤول السابق للجنة الاعلامية للقاعدة عمر عبد البر والمسؤول السابق للجنة الطبية أبوزكريا وأمير المنطقة التاسعة للتنظيم المسلح مصعب أبوداود والأمير السابق لكتيبة الجند بالمنطقة الخامسة أبوحذيفة عمار في أول ابريل الماضي نداء الى المسلحين للتوبة ووقف العمل المسلح والاستفادة من قانون السلم والمصالحة الوطنية.
وشجعت هذه المراجعات الفكرية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلة الذي أعيد انتخابه في الثامن من ابريل الماضي للمرة الثالثة على التوالي على ابداء استعداده لمبادرة العفو الشامل عن المسلحين مقابل استسلام جماعي وكامل للمسلحين.
وجدد الرئيس بوتفليقة تأكيده في 20 أغسطس الماضي على عدم تراجع السلطات الجزائرية عن خيار المصالحة الوطنية والابقاء على باب التوبة مفتوحا أمام المسلحين.
بدوره اعرب (تنظيم القاعدة) في بيان في أبريل الماضي عن رفضه لنداءت المصالحة الوطنية وشدد قائد التنظيم مصعب أبو داوود الملقب بعبد المالك دروكدال في رسالة صوتية على تمسكه بالعمل المسلح لمواجهة السلطات الجزائرية رافضا اجراء أي حوار ومصالحة معها.
ونفذ التنظيم بعد ذلك سلسة عمليات ارهابية دموية ضد قوات الجيش والأمن أبرزها عملية المنصورة بولاية برج بوعريريج شرقي الجزائر في يونيو الماضي والتي أدت الى مقتل 18 رجلا تابعا للدرك الوطني.
كما نفذ التنظيم عملية ارهابية أدت الى مقتل 14 عسكريا جزائريا في يوليو الماضي بمنطقة (الداموس) بولاية تيبازة غربي العاصمة الجزائرية.
ووقعت الجزائر خلال العام الحالي سلسلة اتفاقيات للتعاون في مكافحة الارهاب مع اسبانيا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول الساحل الافريقي ومنها مالي والنيجر وموريتانيا.
كما استمرت في تجهيز قوات الجيش للتصدي للجماعات الارهابية حيث نجحت الحكومة في تدويل مبادرة باصدار ادانة أممية لدفع الفدية الى الجماعات الارهابية مقابل اطلاق الرهائن والمختطفين وقد دعمتها كل من الصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بهدف منع الجماعات المسلحة من تمويل نفسها.