أخبار

العلاقات الأميركية-الإسرائيلية توترها قضايا السلام

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وحاكم كاليفورنيا أرنولد شوارزنيغر

استحوذت قضايا الشرق الأوسط على اهتمام عديد من مراكز الفكر والرأي الأميركية، لاسيما في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها تلك القضايا خلال السنوات الأخيرة، وعدم التوصل إلى تسويات نهائية لأهمها، خاصة البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن القضية المحورية في المنطقة، الصراع العربي - الإسرائيلي، الذي لا يبدو أنه سيشهد تسوية خلال السنوات القريبة القادمة في ظل التعنت والتسويف الإسرائيلي وحالة الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وفى هذا السياق، عُقد منتدى سابان في مدينتي القدس ورام الله خلال الفترة من 14 إلى 16 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي (2009) وهو بمثابة حوار سنوي يُشارك فيه عديد من السياسيين والأكاديميين الأميركيين والإسرائيليين رفيعي المستوى تحت رعاية مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنغز.

وكان ضمن الحضور مارتن إنديك الذي شغل عددًا من المناصب البارزة في الإدارات الأميركية السابقة، ويشغل في الوقت الجاري منصب مدير مركز سابان. وقد استعرض إنديك الآراء التي طُرحت من جانب المشاركين فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والمفاوضات السورية - الإسرائيلية من خلال تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد بروكنغز.

على الرغم من التجاوبالذي شهده المنتدى من قبل المشاركين، فقدكشف عن بعض المشكلات في العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، فقد اعتبر أحد الأميركيين أن التنسيق بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو لم يصل إلى المستوى المطلوب في ظل وجود خلافات فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وعملية السلام. وذلك فيما اعتبر أحد الإسرائيليين أن الرئيس أوباما يبدو للعالم على أنه ضعيف وعاجز عن فعل شيء، الأمر الذي أثار امتعاض عدد من الأميركيين الحاضرين، وأكدوا أن أوباما يتبنى نهجًا جديدًا يختلف عن نهج سابقه بوش الذي فشلت استراتيجيته في كبح جماح البرنامج النووي الإيراني أو إحداث تقدم في عملية السلام.

وفى هذا الصدد، أكد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون أن الإسرائيليين يخطئون في اعتقادهم أن الرئيس أوباما ضدهم لأنه يسعى إلى تحسين العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي، فأوباما ووزيرة خارجيته ملتزمين بمساعدة إسرائيل على التوصل لاتفاقية سلام ذات مغزى وتحفظ أمن إسرائيل .

المشاركون في المؤتمر

شارك في فعاليات المنتدى عدد من الشخصيات البارزة، فعلى الجانب الإسرائيلي شارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ورئيس الوزراء السابق إيهود اولمرت وزعيمة المعارضة تسيبى ليفني ورئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يادلين ورئيس جهاز الأمن الداخلي يوفال ديسكين، بالإضافة إلى محافظ بنك إسرائيل ستانلى فيشر.


بيل كلينتون مع حاييم سابان ، رئيس منتدى سابان ، ومركز سابان في مؤسسة بروكينغز

أما من الجانب الأميركي فقد شارك الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ونائب وزيرة الخارجية جيم ستينبرغ، وحاكم كاليفورنيا أرنولد شوارزنيغر وكل من السيناتور جوزيف ليبرمان وليندسي غراهام، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب هاورد بيرمان، ورئيس لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب هنري واكسمان، ورئيسة اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بالمجلس نيتا لوى، بالإضافة إلى كبير مديري دائرة الشرق الأدنى بمجلس الأمن القومي دان شابيرو. فيما شارك من الجانب الفلسطيني رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض فضلاً عن اجتماع وفود أميركية مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

التعامل بحزم مع إيران

كشف مارتن إنديك عن مدى الاهتمام الذي أبداه المنتدى للقضية الإيرانية، فالطموح الإيراني النووي يثير حفيظة الدول الغربية وفى مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل حيث تعتبره تهديدًا لأمنها الأمر الذي يتطلب التعامل بحزم معه بفرض مزيدٍ من العقوبات على النظام الإيراني لاسيما في ظل استمرار الرفض الإيراني للمبادرات المختلفة ـ وكان آخرها الرد السلبي على مبادرة (5+1) لإرسال 75 % من اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب إلى الخارج لتحويله إلى وقود من أجل مفاعل للأبحاث الطبية في طهران. وإلقاء مزيدٍ من الضوء على أنشطة إيران النووية من جانب المجتمع الدولي، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يمكن استبعاد الخيار العسكري كخيار مطروح للتعامل مع إيران.

ومن هذا المنطلق فإن روسيا يمكن أن تمثل ركيزة أساسية في معادلة التعامل مع إيران وإنجاح الضغوط على النظام هناك، وقد بدا في الآونة الأخيرة مدى الاهتمام الذي تبديه إدارة أوباما للعلاقات مع روسيا ومحاولة تعزيز العلاقات معها وتجاوز الخلافات ولا يمكن إغفال أن السعي إلى إبعاد روسيا عن إيران واحد من أبرز أهداف الإدارة الأميركية في هذا السياق.

وأوضح إنديك مدى الترحيب الذي أبداه صناع القرار الإسرائيليين بتوجهات إدارة أوباما في ذلك الشأن خاصة في وقت تشهد العلاقات الإيرانية الروسية حالة من الجفاء، حيث رفضت روسيا تزويد إيران بصواريخ دفاع جوى إس 300، وأَعلن عن مزيد من التأخير في بدء مفاعل بوشهر الروسي الصنع، فضلاً عن تصريحات الرئيس الروسي ميدفيديف حول إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران .

أما فيما يتعلق بالصين فعلى الرغم من عدم الاستعداد الصيني للتعاون فيما يتعلق بالضغط على إيران إلا أن مصالح الولايات المتحدة والصين معًا يمكن أن تمثل المحرك والمحفز لتحقيق تقدم في هذا الشأن.

وخلص إنديك إلى تجاوب أغلب المشاركين الإسرائيليين مع نهج الرئيس أوباما في التعامل مع إيران وإعطائه مزيدًا من الوقت، وهو الموقف الذي يمكن إرجاعه إلى إدراك إسرائيل للصعوبات التقنية التي تتعرض لها إيران، حيث تتعرض أجهزة الطرد المركزية لأعطال بشكل منتظم، وما يترتب عليها من تأخير مسيرتها النووية.

تخبط حول عملية السلام

وينتقل مارتن إنديك لاستعراض آراء المشاركين في المنتدى تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، حيث بدت حالة من عدم الاتفاق بين الإسرائيليين ففي حين استبعد البعض التوصل إلى حل نهائي للصراع خلال الفترة الراهنة ومن ثم فإن الحل الأمثل التوصل إلى تسوية مؤقتة مرتكزة على تحسين ظروف الفلسطينيين في الضفة الغربية، اعتقد آخرون أن الفرصة لا تزال سانحة للتوصل إلى حل الدولتين وخاصة في ظل القيادة الفلسطينية الحالية (الرئيس أبو مازن). وقد دعم الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون هذا الاتجاه بقوله: "إنه لا يزال يؤمن بإمكانية التوصل إلى حل الدولتين ويجب على الإسرائيليين عدم التخلي عن الأمل".

وفى سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في الشروع في مفاوضات الحل النهائي بشكل فوري ووعد بأنه سيبدأ في اتخاذ خطوات فعلية في هذا السياق كما حذر من اتخاذ خطوات أحادية من جانب الفلسطينيين وخاصة إعلان دولتهم بشكل أحادي.

الحاجة إلى قرار استراتيجي

ويمثل دعم الرئيس الفلسطيني أبو مازن واحد من أهم الأهداف التي عبر عنها صناع قرار إسرائيليون في المنتدى، حيث إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحتاج إلى اتخاذ "قرار استراتيجي"، فإما أن يدعم الرئيس الفلسطيني أبو مازن بالدخول في مفاوضات جادة معه تسفر عن تسوية فعلية في أسرع وقت ممكن، وإما أن يضعفه بشكل أكبر ويخلق حالة من الفراغ على المستوى القيادي تستغلها قيادات فتح الضعيفة أو حركة حماس وخاصة أن هناك عددًا من العوامل تسهم في تعزيز حركة حماس، أهمها :

العامل الأول: التفاوض حول إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الأسير لدى حركة حماس، ومبادلته بعدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وفي حال إتمام هذه الصفقة فإن حماس ستكتسب مزيدًا من الدعم، وخاصة في ظل إعلان الرئيس أبو مازن عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة.


تسيبى ليفني وحاييم سابان

العامل الثاني: إغلاق المعابر يزيد من اعتماد فلسطيني غزة على حركة حماس، فطالما أن المعابر مغلقة لا يكون أمامهم سوى تهريب السلع والمعدات عبر أنفاق القطاع التي تخضع للسيطرة والضرائب من قبل حماس.

وفى سياق ذي صلة، أشار مارتن إنديك إلى قضية غزة وما تمثله من معضلة للسلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة، إذ إن مسؤولي الأمن الإسرائيلي يعربون عن امتعاضهم من عدم اتخاذ مصر الإجراءات الكافية لإيقاف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق مع القطاع وهو ما يمكن إرجاعه إلى الحسابات المعقدة التي يجب على الحكومة المصرية أخذها في الاعتبار. فهي من ناحية لا تريد التعرض لانتقادات من قبل أكبر حركات المعارضة في مصر (جماعة الإخوان المسلمين) أنها تحاصر فلسطيني غزة، ومن ناحية أخرى لا تريد الدخول في صدام مع بدو سيناء الذين يعتمدون على التهريب في كسب رزقهم.

وقد سيطرت فكرة مقومات الدولة الفلسطينية على عدد من الفلسطينيين المشاركين في المنتدى. فقد أشار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى أهمية استكمال مقومات الدولة عن طريق عدد من الإجراءات أهمها "تحمل الفلسطينيين مسؤولية إنشاء مؤسسات تتسم بالشفافية وتخضع للمساءلة فضلاً عن تواجد سلطات أمن فلسطينية قادرة على فرض النظام والأمن". وخاصةً أن الآونة الأخيرة شهدت بعض المحاولات في ذلك السياق حيث أنهت أربع كتائب تابعة للشرطة الفلسطينية تدريباتها وتم توزيعها على المدن الرئيسة بالضفة للحفاظ على الأمن فيما تتلقى أربع كتائب أخرى التدريبات في الوقت الراهن.

ثمن السلام مع سوريا

"ثمن السلام مع سوريا يجب أن يكون واضحًا"، بهذه الكلمة أكد مفاوض إسرائيلي سابق خلال المنتدى على ضرورة إدراك الحكومة الإسرائيلية أن الدخول في مفاوضات مع سوريا سيتطلب دفع المقابل والمتمثل في الانسحاب من مرتفعات الجولان، ومن هذا المنطلق يمكن الإشارة إلى الملاحظات التالية:

أولاً: تدرك إسرائيل أن مقابل السلام مع سوريا الانسحاب من مرتفعات الجولان وفى المقابل فإن على سوريا قطع علاقاتها مع كل من إيران وحزب الله وحماس (وهو ثمن السلام الذي يدركه الرئيس الأسد بشكل جيد)، ومن ثم تتقاطع عملية السلام السورية الإسرائيلية مع الملف النووي الإيراني واستراتيجية الولايات المتحدة وإسرائيل في إبعاد حلفاء إيران عنها وتحييدهم.

ثانيًا: على الرغم من أهمية التباعد السوري - الإيراني بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، اعتبر أحد المشاركين الإسرائيليين في المنتدى أن إبعاد سوريا عن إيران ضرب من المحال طالما أن إيران لا تزال تمتلك أوراقًا للضغط وقدرة على التأثير في المنطقة.

وفى هذه الحالة سيكون من الأجدى لإسرائيل التخلي عن فكرة الصفقة الكبرى والسعي إلى إبرام صفقة جزئية مع سوريا بموجبها تنسحب إسرائيل من بعض أراضى الجولان فيما تحتفظ سوريا ببعض الروابط مع إيران. فالوقت الجاري يشهد تبني الرئيس السوري سياسة ثنائية المسار، ففي حين يتحدث عن السلام وفوائد العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعزز من علاقاته مع إيران ويمد حزب الله بالسلاح ويساند حماس.

ثالثًا: تمثل العلاقات السورية - الأميركية أحد الملفات المرتبطة بمفاوضات السلام السورية الإسرائيلية، فالجمود الذي تشهده المفاوضات السورية الإسرائيلية ينعكس سلبًا على العلاقات الأميركية السورية ويجعل من الصعب تجاوز التوترات بين الدولتين.

رابعًا: وخلاصة القول، طالما أن مفاوضات السلام متوقفة وطالما أن الولايات المتحدة مصرة على الضغط على سوريا وتصنيفها ضمن محور التطرف في المنطقة فإن سوريا لن تجد المقابل الذي يدفعها للتضحية بعلاقاتها مع إيران وحزب الله وحماس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اسرائيل قلب امريكا
شمروخ -

امريكا والصهيونية وجهان لعملة واحدة وتوجهاتهما واحدة ولا يمكن ان يختلفا مهما حصل وكل ما يثير من مهاترات إعلامية بهذا الخصوص هو عبارة عن استخفاف بالعقول العربية المريضة والعاجزة في مواجهة المخططات التي تعد لها من قبل الصهاينة والأمريكان

اسرائيل قلب امريكا
شمروخ -

امريكا والصهيونية وجهان لعملة واحدة وتوجهاتهما واحدة ولا يمكن ان يختلفا مهما حصل وكل ما يثير من مهاترات إعلامية بهذا الخصوص هو عبارة عن استخفاف بالعقول العربية المريضة والعاجزة في مواجهة المخططات التي تعد لها من قبل الصهاينة والأمريكان