مصطفى النعمان: أزمات اليمن شاملة ومترابطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سفير اليمن لدى الهند مصطفى النعمان
يؤكد سفير اليمن لدى الهند مصطفى النعمان في حديث لمجلة "أبواب" أن الأحداث المتسارعة التي عصفت بالداخل اليمني تعود الى عدم الرغبةعلى تحمل مسؤولية القرارات التي تتخذها القيادات لحل القضايا العالقة. وفي حين انتقلت مختلف الأطراف الداخلية للتخوين واتسعت مساحة انعدام الثقة، دعا النعمان الى الحوار بين مختلف الأطياف للوقوف على قضية الحراك الجنوبي، تحت رعاية رئيس الجمهورية باعتباره حكما لا طرفا، و"بعيدا عن المؤثرات الإعلامية والتدخلات الخارجية".
وأكد النعمان في حديثه للمجلة على انه يحرص على أن يعيش أبناؤه بطريقة مختلفة عن التي عاشها، "يعاملهم كأصدقاء ويشاهد معهم إبداع السينما"، ويرى أن أولويات الشعب اليمني مقلوبة رأسا على عقب، مما يؤدي الى المزيد من "التدهور النفسي الذي ينعكس على العلاقات الإنسانية داخل البيوت وأماكن العمل". ينتقد النعمان الحديث عن "مدن سكنية لذوي الدخل المرتفع"، محذرا من وضع المدن التي "خططت قبل عقود"، متسائلا عن أسباب عدم البحث عن مشاريع صغيرة في القرى النائية والمحافظات البعيدة عن المركز، للحد من الهجرة إلى عواصم المحافظات. أما في الشأن الخارجي يرى سفير اليمن لدى الهند أن النظرة الدونية للمؤسسة التي تدير العلاقات الخارجية، وعدم قدرة منتسبيها على الدفاع عنها "أمور تصيب بالإحباط".
إيلاف على الحدود السعودية اليمنية يوما بيوم
اليمن يواجه التدخل الخارجي مع القاعدة والحوثيين والجنوبيين
وزير خارجيَّة اليمن لـ إيلاف: الحوثيون يتلقون دعمًا خارجيًّا
الممثل الخاص لمقتدى الصدر: بادرنا بوساطة في اليمن لحقن الدماء
رئيس كتلة الاشتراكي: أنا موجود في قلب الحراك اليمني الجنوبي
تخوفات من تحويل اليمن إلى ساحة لحرب إقليمية
التعزيزات السعودية تطل على الحدود مع اليمن
دعوة إلى مسيرات للمطالبة بإنفصال جنوب اليمن عن شماله
يشير سفير اليمن لدى الهند مصطفى النعمان لـ"أبواب" في نقاش عرج على السياسة والاقتصاد، والعلاقات الداخلية والخارجية للبلد، الى أن القضايا التي تحيط باليمن كالحراك الجنوبي، الحرب في صعدة، وغيرها من الملفات نتاجاً طبيعياً لتخلي المؤسسات عن دورها الدستوري والوطني، وإحالة كل قضية صغيرة أو كبيرة إلى الرئيس أو مكتب رئاسة الجمهورية. والأسباب تععود الى "عدم الرغبة في تحمل أي قرار يتخذه القائمون على هذه المؤسسات"، وفي حلها "القضية تحتاج إلى إرادة المسؤولين عن تلك المؤسسات وقدرتهم على الدفاع عن قراراتهم والتمسك بها أكثر من تمسكهم بمواقعهم الرفيعة".
وعن المشكلة الأكثر حضورا في اليمن "الحراك في الجنوب" يؤكد النعمان ان القضية بدأت حقوقية مادية بحتة، وتطورت إلى المطالبة بالانفصال، وفك الارتباط، لسببين "إما أن البعض يتعمد رفع حرارة الموقف ليتكسبوا من وراء تأزيم القضايا، وإما أنهم غير قادرين على تقدير الأمور والتعرف على حقيقتها، في الحالتين هم مذنبون"، حسب ما قاله للمجلة.
وهو "لا يجد مبرراً سوى المماحكة لرفض الدخول في حوار جاد حول كل قضية يثيرها أي طرف"، فالمهم برأيه هو أن يكون الحوار بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك "من أجل حوار جاد يُفضي إلى عقد اجتماعي جديد نحن بأمس الحاجة إليه، ويكون تحت رعاية رئيس الجمهورية باعتباره حكما لا طرفا، وبعيدا عن المؤثرات الإعلامية والتدخلات التي تربكهم".
يستغرب النعمان في حديثه الجدل الدائر إذ أن النخب السياسية ابتعدت عن الجدل الإيجابي، و"اندفعت نحو تخوين الآخر وإنكار أحقيته في الوطن". يستدرك: "أعلم أن مساحة انعدام الثقة قد اتسعت بين الطرفين، لكني لا أرى مناصا من أن يتدخل الرئيس ويستخدم كل ما تكنه كافة الأطراف له من تقدير واحترام وتعترف له بالقدرة على وضع كافة الأطراف امام مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية التي يجب أن يتحملوها، إذ أن أحداً من النخب السياسية يمكنه أن يزعم ببراءته من الحالة التي وصلنا إليها، إما بالصمت عن السلبيات أو المشاركة في تعميقها، حسب المجلة.
ويؤمن النعمان أن الحكم المحلي كامل الصلاحيات هو مدخل للتنفيس عن حالة الحنق السائدة تجاه العاصمة بكل مؤسساتها، لكنه يضع تساؤلاً هل مؤسساتنا المحلية بوضعها الحالي قادرة على إدارة أمورها؟، يؤكد النعمان الى ان الأمر يحتاج إلى تدخل عاجل يعيد الاعتبار إلى كافة المحافظات، ويدعو من فيها إلى "تدبير شؤونهم وإدارة مؤسساتهم المحلية الخدمية"، دون الحاجة إلى استظهار المهارات اللغوية ونفي قدرة المواطنين في المحافظات خارج العاصمة على تحمل مسؤولياتهم".
يعدد سفير اليمن لدى الهند مقتطفات من عناصر الأزمة الوطنية وفقا لسؤال للمجلة عن أولويات الإنفاق الشخصي، الذي يراه النعمان مثيرا للغضب، "ليس الأمر لعدم أهميته بل لسببين، هما: لا أراني مغاليا إن قلت بأن الغالبية العظمى من اليمنيين لا تضع حسابا لمصروفاتها، كان ذلك يحدث في المحافظات الجنوبية، والنتيجة يعيش هؤلاء بصورة أو بأخرى إما بطريقة غير مفهومة اقتصاديا أو عالة على غيرهم. وهذه القضية تغيب اليوم من نقاشاتنا".
ويسأل النعمان عن "هجوم المستثمرين على بلادنا و"تكالبهم" على فرصنا التي ننافس بها الأقربين والأبعدين" خلال حديثه للمجلة، ويقول: "نكذب على أنفسنا لأن الآخرين ليسوا جمعيات خيرية لمساعدة المتخلفين، المستثمر يعلم تفاصيل ما يجري في بلادنا وحجم الفساد المخيف مقارنة بمواردنا، وهذا ما تقوله التقارير التي تصدرها مؤسسات دولية مستندة إلى معلومات تستقيها من التقارير الرسمية، ولا تعتمد على ما تنشره الصحف كما يحاول أن يوهمنا البعض". ويدعو النعمان الى "التواضع في الأحلام والتركيز على الأولويات" كـ"مدخل للحديث عن الأحلام الكبرى".
وينتقد النعمان الحديث عن "مدن سكنية لذوي الدخل المرتفع"، اذ ان المسألة "ليست مجرد كتل خرسانية وحدائق غناء لقلة من البشر، ولكن الأمر يجب أن يكون بيئة متكاملة من الخدمات والأجواء النقية والبنية التحتية" ليشعر المواطن البسيط بمردود يضخ في عروقه أملا، حسب المجلة. ويحذر من وضع المدن التي "خططت قبل عقود"، معتبرا الأولوية هي في "الحد من الهجرة إليها" وليس "الانتقال للحديث عن مساكن جديدة لذوي الدخل المرتفع".
يتساءل: "لا أدري لماذا لا تتوجه الجهود إلى البحث عن مشاريع صغيرة في القرى النائية والمحافظات البعيدة عن المركز، فنحد من الهجرة إلى عواصم المحافظات، والتي صارت تضغط على مناسمها وتعجل بشلل كامل سيصيب بنيتها المتهالكة أصلا". وهذا "يسبب قلقا اجتماعيا وهاجسا أمنيا وبذرة لمزيد من العنف الاجتماعي الذي تسببه الفوارق المتزايدة بين من يملكون ومن لا يملكون".
ولد في 21 كانون الثاني/يناير 1956، ودرس الابتدائية بين القاهرة وتعز (بحكم ارتباطه بالوالد الذي كان لاجئاً في مصر العام 1955 والعام 1962. من 67 ارتبط بأخيه "محمد" فانتقل معه أولا إلى بيروت وأنهى المرحلة الإعدادية ثم عاد إلى تعز ودرس في مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية لعام واحد، ثم إلى باريس. حصل على الثانوية العامة في العام 1974. بعد اغتيال محمد في بيروت، انتقلت أسرة "النعمان" مع عميدها الأب الى القاهرة، وهناك حصل مصطفى على بكالوريوس الهندسة المدنية من كلية الهندسة من جامعة القاهرة.
وانتقل مع والده إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مع إحدى شركات عمر العيسائي للمقاولات. وبعد فترة قرر العودة إلى اليمن رغم اعتراض والده رحمه الله.
في 1996 عين أول قائم بالأعمال في جنوب أفريقيا, وفي نفس العام سفيراً لدى البحرين حتى العام 1999، ثم في كندا حتى 2003. ثم وكيلاً لوزارة الخارجية إلى أن عيُّن سفيرا لدى الهند منذ نوفمبر 2005 وحتى اليوم. يتحدث الإنجليزية والفرنسية، ويقرأ بشكل يومي، وحاليا بحكم عمله يجمع روايات تاريخ الهند والتطورات التي لحقت بالمجتمع فيها.
حول العلاقات الاسرية والاجتماعية يقول النعمان انه حريص على أن يفعل أبنائه على عيش حياة الطفولة البريئة كل ما ابتعد عنهم، مصطفى أحمد النعمان في حديثه الشخصي عن عائلته، يظهر ارتباط تربية الرجل بالسياسة من جهة، واهتمام أسرته بالعلم من جهة أخرى.
هو أب لأربعة أولاد؛ رقية في السنة الثانية في الجامعة الكندية بالقاهرة، أحمد في السنة الأولى ثانوي، عبدالعزيز في السنة الأولى الإعدادية وفاطمة الزهراء في السنة السادسة الابتدائي. يحسب والدهم علاقاته بهم "ودية " فهو يتعامل معهم كأصدقاء بانفتاح دون فرض لرأي، ويأتي ذلك انعكاسا لعلاقته بوالدهالذي لا يذكر أنه فرض عليه أمراً بحكم أبويته"، وبحكم عشقه لكل ماتنتجه هوليوود من أفلام يحرص في أغلب الأحيان أن يشاهدها مع أطفاله حين يقدمون لزيارته في الهند.
النعمان اعتبر أن في حديثه ان "أزمة اليمن الشاملة، في المدرسة، في المنزل، في الحوار بين رجال ونساء الأسرة الواحدة، بين الأم والأب من جهة والأطفال من جهة أخرى، في الشارع العام، في أولويات الإنفاق الشخصي"، مترابطة "حداً لا يمكن الحديث عن واحدة منها منفصلة عن الأخريات".
فـ"مستوى الإحباط الناتج عن تقلص مساحة الأمل في مستقبل أكثر هدوءاً، لابد أن يكون نتاجه عنفاً في التعبير عن العلاقة داخل الأسرة وبقية عناصرالمجتمع وفي ما بينها. "لعلك تلاحظ أن المحاور اليمني يتحدث بعصبية تثير الاستغراب لدى المستمع الأجنبي. تلك العصبية ليست إلا تعبيراً فجا عن توتر مكبوت".
وفقا له فإن "مشكلتنا الرئيسية هي أن أولوياتنا مقلوبة رأسا على عقب". يدعو الأمر لـ"هدوء نفسي يتيح فرصة للتفكير في إعادة ترتيب أولوياتنا الشخصية والوطنية، وهو يوفر مزيدا من الأسباب لـ"التدهور النفسي الذي يصيبنا وينعكس على علاقاتنا الإنسانية داخل بيوتنا ومقار عملنا". ويقول:"أتذكر جملة ودعني بها يوما العزيز عبدالكريم الرازحي عند سفري إلى الهند: "يا مصطفى يمكنك أن تغيب عن اليمن عشرين عاما، وعند عودتك أدخل أي مقيل ستجدنا مازلنا نتجادل حول ذات القضية التي تركتنا ونحن غارقون في تفاصيلها".
أما عن التعقيد الذي تعيشه المرأة، يقول النعمان: "صحيح أن القضية متصلة بموروث ثقافي جامد، وصحيح أيضا أنها في وضع أفضل نسبيا مما كانت عليه قبل سنوات مضت.. لكن الصحيح كذلك أن الناشطات في المجتمع تقوقعن داخل صنعاء، وأصبح شغل أغلبهن الشاغل هو محاولة الظهور للحصول على منصب، وهو أمر مشروع، أو عمل يدر دخلا جيدا، وذلك ليس معيبا، لكنهن حسب علمي لا يعملن في الحقل الاجتماعي خارج دائرة الضوء في العاصمة أو عدد محدود من المدن الرئيسية".
ويخلص إلى القول: "الموروث الثقافي عائق، والنزعة الفردية التي تتملك المجتمع اليمني ذكورا وإناثا، لن تسمح بأكثر مما هو متاح حاليا إلا إذا تخلت الأحزاب عن ذكوريتها وعمدت الى إقحام المرأة لا على سبيل الديكور وإرضاء المؤسسات الخارجية".
وعن علاقات اليمن الخارجية، حول المفارقة في الحديث الرسمي عن نموها وعلو مكانة اليمن فيما لايحصل اليمني على تأشيرة دخول لأي دولة من دول العالم إلا بصعوبة دون التفريق في مستواه ووضعه وحاجته، يعتقد النعمان أن"هناك أسباباً عدة منها أن تلك الدول كانت في فترات سابقة تنظر بريبة إلى حاملي الجواز اليمني لأن كثيرين من غير اليمنيين أساؤوا استخدامه". و"هناك عددد من الشخصيات التي تحمل جوازات سفر رسمية وهي معروفة بالاسم وتعتبر علاقاتها الشخصية مع دول بعينها أهم من علاقات تلك الدول مع اليمن"، حسب المجلة.
من حيث المبدأ هو يقف مع قدرة المؤسسة التي تدير العلاقات الخارجية "الخارجية والسفارات"، أما مبعث الخلل "ليس المؤسسة ذاتها وإنما النظرة الدونية إليها من كافة المؤسسات الأخرى من ناحية، وعدم قدرة منتسبيها على الدفاع عنها من جهة أخرى"، ويكتفي بالنظر إلى موازنة الوزارة ونفقاتها: مرتبات لم تتبدل منذ عقود ثلاثة وهي الأدنى إذا ما قارناها بمرتبات نظرائهم من الدول الأخرى المتماثلة أوضاعها الاقتصادية مع أوضاعنا. خذ أيضا الحديث عن الدولارات التي يستلمها الدبلوماسي المبتعث، كأنما مصروفاته في دول الاعتماد مجانية". يضيف: الأنكى هو تجاوز وزارة الخارجية في اتخاذ القرار الخارجي سياسيا واقتصاديا. وهي "أمور تصيب بالإحباط".
التعليقات
هذا الرجل
اليمني -السفير مصطفى نعمان تربى في اسرة مناضلة ذات عزة وكرامة.. وهذا الرجل خلق لزمان غير هذا الزمان او لنظام غير هذا النظام.. رجل يحلم بوقت ينتهي فيه الروتين والمركزية من بلده الذي يعشقها رجل يحلم بالامن والاستقرار رجل لو يملك زمام الامور بيده لاجبر كل ابناء بلده على التعليم وليس التعليم التقليدي بل التعليم المعاصر لانه يحب الخير للجميع وابناء بلده اولى بهذا الخير وهو من المؤمنين ان التعليم اساس كل تطور انساني.
هذا الرجل
اليمني -السفير مصطفى نعمان تربى في اسرة مناضلة ذات عزة وكرامة.. وهذا الرجل خلق لزمان غير هذا الزمان او لنظام غير هذا النظام.. رجل يحلم بوقت ينتهي فيه الروتين والمركزية من بلده الذي يعشقها رجل يحلم بالامن والاستقرار رجل لو يملك زمام الامور بيده لاجبر كل ابناء بلده على التعليم وليس التعليم التقليدي بل التعليم المعاصر لانه يحب الخير للجميع وابناء بلده اولى بهذا الخير وهو من المؤمنين ان التعليم اساس كل تطور انساني.