أخبار

الاجراءات الامنية بالمطارات مزعجة لكن الركاب يتقبلونها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في البدء اقتصر الحظر على سكاكين الجيب وقصافات الاظافر. ثم شمل الاحذية. ثم السوائل. والان ربما تريد الحكومة القاء نظرة عن كثب على ملابسك الداخلية بعد محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية يوم عيد الميلاد.

نيويورك: في حين يقبل ركاب الطائرات بوجه عام هذه النوعية من اجراءات التدقيق الامني باعتبارها ضرورية لضمان رحلات جوية آمنة يتساءل الكثير من خبراء النقل عما اذا كانت بعض هذه الخطوات لها فعالية في منع الارهابيين بقدر فعاليتها في اثارة غضب الركاب. يقول تيودروس هابتي جبر (41 عاما) وهو استشاري تنمية في لوس انجليس انه اختير للخضوع لفحص اضافي قبل رحلة من ديترويت يوم الثلاثاء. وأضاف أن التدقيق مزعج "لكن يجب أن تكون حذرا".

ويرى دوج ابي استشاري خطوط الطيران ان الكثير من شركات الطيران تشعر بالارتباك من المتطلبات الامنية التي تتغير كثيرا منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة التي نفذت بطائرات ركاب مخطوفة. وقال ابي عن المخطط الذي أحبط حين حاول راكب نيجيري تفجير طائرة تابعة لشركة نورث وست فوق ديترويت "هذه مجرد اهانة اضافية لتجربة السفر ككل لكنها اهانة أعتقد أن الناس اعتادوا عليها."

والمهاجم المتهم عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) متشدد اسلامي من نيجيريا وهو متهم بمحاولة اشعال متفجرات حاكها في ملابسه الداخلية. وتغلب الركاب وطاقم الطائرة على عبد المطلب الذي يزعم أن تنظيم القاعدة في اليمن هو الذي دربه. ويوم الثلاثاء أنحى الرئيس الامريكي باراك أوباما باللائمة على "اخفاقات بشرية ونظامية" قال انها سمحت بحدوث الهجوم الفاشل.

وأمرت ادارة أمن وسائل النقل باتخاذ اجراءات أمنية اضافية على متن الرحلات الدولية القادمة الى الولايات المتحدة. وقد تشمل الخطوات زيادة الفحص عن طريق العبور من بوابات المسح الضوئي وعمليات التفتيش الذاتي وتفتيش الحقائب. فضلا عن هذا ربما يطلب الطيارون من الركاب التزام مقاعدهم في أوقات من الرحلة ووضع متعلقاتهم الشخصية في أماكن التخزين المخصصة لذلك.

وقال هابتي جبر ان التفتيش الاضافي كان أشمل تفتيش خضع له. وأضاف "هذا هو أدق تفتيش ذاتي مررت به." وأثار الحادث اهتماما جديدا بأجهزة المسح الكلي للجسم التي يستطيع ضباط الامن بالمطارات استخدامها لرؤية ما قد يخبئه المسافرون في ملابسهم. وأثارت هذه الاجهزة مخاوف تتصل بالصحة والخصوصية ويعتقد بعض الخبراء أن استخدامها على نطاق كبير هي وأجهزة المسح الاخرى لن يعزز بالضرورة أمن المطارات.

ويقول جيوفاني بيسينياني الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) وهو اتحاد تجاري يمثل 230 شركة للخطوط الجوية "بدلا من البحث عن الاشياء السيئة مثل قصافات الاظافر وزجاجات الشامبو الشريرة يجب أن تركز الانظمة الامنية على العثور على الاشرار. تزويد نظام قديم بأجهزة جديدة لن يحقق النتائج التي نحتاجها."

وقال بيسينياني في بيان "يوصي (اياتا) بنسبة أصغر من عمليات التفتيش الذاتي المكثفة تصاحبها تقنيات او اجراءات فحص متناسبة كوسيلة لتحقيق المتطلبات الامنية على المدى القريب وفي الوقت نفسه تقليص التأخيرات." وتعيد حادثة يوم عيد الميلاد والاجراءات الامنية التي تبعتها للاذهان هجمات فاشلة فيما سبق أدت الى اخضاع أحذية الركاب لعمليات فحص وفرض قيود على كمية السوائل التي يستطيع الركاب اصطحابها على الطائرة.

ويشكك بعض المسافرين والخبراء في فعالية هذه القواعد خاصة عندما تستمر الاختراقات الامنية اما عمدا أو دون عمد. وسافرت كريستين باتيستا وهي مهندسة مدنية من كارلايل في ماساتشوستس الى واشنطن العاصمة يوم الاثنين بصحبة زوجها وطفليها وقالت "أعتقد أن الاجراءات التي يتخذونها في المعتاد كافية...اتخاذ اجراءات اضافية في الرحلات الداخلية سيكون مبالغة."

وقال ديفيد كاستيلفيتر المتحدث باسم اتحاد النقل الجوي ان المسافرين يكونون في أحسن حالات التقبل لاجراءات الامن المزعجة فور ان يحتل اختراق أمني عناوين الصحف. ومضى يقول "حين تذبل ذكرى الحدث تصبح الاجراءات الامنية مصدر ازعاج وغير ضرورية... يتحتم علينا التأكيد للعملاء باستمرار أن هذا يجري من أجل سلامة الركاب وطواقمنا."

وأشار الى أن اتحاد النقل الجوي خفف من بعض القيود المضجرة على الاشياء التي يسمح للراكب باصطحابها على متن الطائرة والتي فرضت بعد هجمات 11 سبتمبر وقال انه يجري اتخاذ خطوات لتخفيف الازعاج عن المسافرين. وقال كاستيلفيتر "اذا كنتم تتذكرون كيف كان الوضع بعد 11 سبتمبر فانظروا اليه الان. تمرون بتلك العملية عموما بسرعة الى حد كبير."

نيجيريا وهولندا تزودان مطاراتهما بأجهزة مسح كامل لاجسام الركاب

وفي سياق أخر، قالت هولندا ونيجيريا انهما ستستخدمان أجهزة مسح كامل لاجسام الركاب في مطاراتهما وقالت وزيرة الداخلية الهولندية يوم الاربعاء ان مطار سخيبهول بامستردام سيبدأ استخدام أجهزة المسح التي تخترق الملابس في غضون ثلاثة أسابيع لفحص المسافرين الى الولايات المتحدة بعد مشاورات مع السلطات الاميركية. وصرح مسؤول بقطاع الطيران في نيجيريا بأن بلاده ستزود مطاراتها الدولية بأجهزة المسح الكامل في العام الجديد.

وفي الولايات المتحدة أثار الهجوم الذي أحبط على متن الطائرة الامريكية المتجهة الى ديترويت دعوات في الكونجرس الى زيادة استخدام أجهزة مسح الجسم التي يقول مؤيدون لها ان بوسعها رصد الاشياء غير المعدنية مثل المتفجرات التي هربت الى الطائرة.

وكشف الهجوم عما وصفه الرئيس الاميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء بأنه "اخفاقات بشرية ونظامية" في وكالات الامن الاميركية وأثار تكهنات بأنه قد يدفع الاميرال دينيس بلير رئيس المخابرات الاميركية او جانيت نابوليتانو وزيرة الامن الداخلي للاستقالة. ووقف البيت الابيض الى جانب المسؤولين قائلا ان الرئيس يدعم بلير ونابوليتانو. وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض "الامر لا يتعلق بشخص واحد أو وكالة واحدة."

ويقتصر الاستخدام الحالي لاجهزة المسح الكامل للجسم على 19 مطارا أمريكيا وهو اختياري والبديل لها هو التفتيش الذاتي. وتختلف أجهزة المسح الكامل للجسم عن بوابات رصد المعادن العادية التي تستخدم في المطارات حول العالم حاليا في أنها تستعمل موجات الراديو لتكوين صورة للجسم بدون ملابس وترصد الاسلحة او اللفافات المخبأة. وأعاقت المخاوف بشأن التكلفة والخصوصية الاستعانة بهذه التكنولوجيا على نطاق واسع حتى الان ويقول منتقدون انها تطفلية بشكل غير مقبول.

وقالت وزيرة الداخلية الهولندية جوسي تير هورست ان الاجراءات المعتادة اتبعت كما ينبغي في حالة عمر الفاروق عبد المطلب النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة متجهة من سخيبهول الى ديترويت في يوم عيد الميلاد. وأضافت في مؤتمر صحفي بلاهاي "سيكون لدينا 15 جهازا للمسح الضوئي وستستخدم في الرحلات المتجهة الى الولايات المتحدة في غضون ثلاثة أسابيع."

لكن نظرا لان عدد بوابات السفر بمطار سخيبهول للرحلات المتجهة الى الولايات المتحدة هو ضعف عدد أجهزة المسح فان الاجهزة الجديدة لن تغطي جميع الرحلات. وسيخضع ركاب الرحلات التي لا تخضع لاجهزة المسح الجديدة لعمليات تفتيش ذاتي شاملة. وقالت تير هورست ان أجهزة رصد المعادن العادية لم تستطع رصد المتفجرات وان استخدام أجهزة مسح الجسم كله كان سيساعد على منع عبد المطلب من الصعود بها الى الطائرة.

لكنها حذرت من أنه ليس هناك ضمان 100 بالمئة بأن أجهزة الرصد الجديدة كانت ستمكن أمن المطار من القاء القبض عليه. وقال هارولد ديمورين رئيس هيئة الطيران المدني في نيجيريا ان بلاده بدأت عملية الحصول على أجهزة مسح الجسم. وقال للصحفيين في لاجوس "هناك أجهزة جديدة. لم تستخدمها مطارات كثيرة في العالم حتى الان ولكن نيجيريا عازمة على الحصول عليها بسبب الشكل الجديد للتهديد الذي شهدناه."

ومضى يقول "سيحدث ذلك في العام الجديد. نخطط لاستخدامها ( الاجهزة) في جميع مطاراتنا الدولية." وتخدم الخطوط الدولية العاصمة النيجيرية أبوجا والعاصمة التجارية لاجوس من أنحاء أوروبا والشرق الاوسط وافريقيا. وهناك أيضا رحلات مباشرة للولايات المتحدة. وكان عبد المطلب قد سافر أولا من لاجوس الى امستردام ووصل في الصباح الباكر من يوم عيد الميلاد قبل أن يتجه الى ديترويت. ووجه له الاتهام بمحاولة تفجير طائرة لشركة نورث وست كان على متنها نحو 300 شخص.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف