أخبار

مشروع شارون تلاشى بعد 4 سنوات من دخوله في غيبوبة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فشل مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون في البقاء بخاصة بعدما دخل شارون في غيبوبة منذ اربع سنوات مضت، ولم يتبن اي من قادة إسرائيل خطة الفصل التي طالما روج لها الأخير.

القدس: تصور ارييل شارون انه يستطيع رسم حدود اسرائيل وحده عبر فرض ارادته على الفلسطينيين والمستوطنين لكن لم يبق شىء من مشروعه الكبير هذا بعد اربع سنوات من دخوله في غيبوبة. لم يتبن اي من القادة السياسيين "خطة الفصل" التي لطالما روج لها شارون للفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين بدءا بانسحابه من قطاع غزة في 2005.

ويؤكد اليمين الحاكم اليوم ان الانسحاب الذي كان يفترض به ان يعزز امن اسرائيل عبر اخراج الجيش الاسرائيلي من مستنقع غزة، "ارتد على اسرائيل" مثل البومرنغ. ففي 2007، بعد سنتين من الانسحاب، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة بعد مواجهات دامية مع انصار فتح والرئيس محمود عباس. وردت اسرائيل بتشديد الحصار ودخل الجانبان في دوامة من العنف بلغت ذروتها في الحرب الدامية المدمرة التي شنتها اسرائيل على القطاع نهاية 2008 ولمدة 22 يوما.

ولا ينسى اليسار الاسرائيلي ان شارون كان بطل الاستيطان وكان يتبع سياسة صارمة ازاء الفلسطينيين قبل ان يقتنع بان على اسرائيل ان تتخلى عن القسم الاكبر من الاراضي التي احتلتها خلال حرب 1967 ان ارادت البقاء كدولة "يهودية وديموقراطية".

وحده حزب كاديما الوسطي الذي اسسه شارون يعلن انه متمسك بارث شارون وان كان هذا الحزب وضع "خطة الفصل" طي الادراج. ويقبع شارون بين الحياة والموت في غيبوبة يبدو انه لن يستفيق منها.ولا احد سوى اقاربه ومساعديه السابقين على قناعة اليوم بانه لو بقي في السلطة لكان هذا الجنرال السابق تفادى بفضل حنكته العسكرية انتكاسة حرب لبنان الثانية في صيف 2006، والانتصار الذي حققته حماس في غزة سنة 2007، وحتى عزلة اسرائيل المتزايدة على الساحة الدولية منذ بضع سنوات.

ويعرب مستشاره السياسي السابق دوف ويسغلاس عن قناعته ان شارون كان سيتفادى التوتر الحالي مع واشنطن بسبب مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية. ويقول ويسغلاس "لقد اتاحت العلاقات المميزة التي اقامها شارون مع واشنطن (في عهد جورج بوش الابن) ادارة الازمات في جو من الثقة". ويضيف "كان شارون قائدا فذا. كان يتخذ قرارات واضحة ويعرف كيف يلتزم بها".

ويقول المحلل يوسي الفير المختص بشؤون الاستيطان "هذه حقيقة. كان شارون من بين قلة من رجال السياسة الذين يحملون رؤية استراتيجية. المشكلة انها كانت لفترة طويلة خاطئة". ويذكر المحلل بالدور المحوري الذي اضطلع به شارون خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982، هذه الحرب التي تعتبر في اسرائيل كارثة سياسية واخلاقية.

ومن ناحية ثانية فقد كانت زيارة شارون في 28 ايلول/سبتمبر 2000 للمسجد الاقصى في القدس الشرقية هي التي اشعلت الانتفاضة الثانية في اليوم التالي في الاراضي الفلسطينية، لانها اعتبرت استفزازا لمشاعر المسلمين. ولم ير شارون في ذلك سوى حلقة في "حرب المائة عام" التي تواجهها اسرائيل والصهيونية. وبفضل تعهده بسحق الانتفاضة حقق شارون انتصارا ساحقا واصبح رئيسا للوزراء في 6 شباط/فبراير 2001 ومن ثم مجددا في 28 كانون الثاني/يناير 2003.

ويقول الفير ان شارون يبقى بوصفه "اول من تجرأ على تفكيك مستوطنات" سواء في قطاع غزة او في الضفة الغربية، عدا عن مواجهته لليمين الديني المتشدد وللوبي المستوطنين القوي. وكان شارون يريد الانفصال عن الفلسطينيين ولكن بشروط اسرائيلية. اليوم تلاشى حلمه هذا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف