أخبار

سنة الـ 2010 الأخطر على النظام الإيراني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليس تنجيماً ولا ضرباً في الرمل القول إن السنة 2010 ستكون الأخطر على نظام الجمهورية الإسلامية الذي أرساه الإمام الراحل الخميني ورفاقه عام 1979. فهي ستكون على ما لاحت البوادر سنة الإنقسام الداخلي العميق والتدهور الذي لا رجعة عنه في العلاقة بين المتشددين الممسكين بالحكم والمعترضين الإصلاحيين من داخل النظام، والذين لم يهدأوا رغم كل التوقعات المخالفة منذ الإنتخابات الرئاسية في 12 حزيران/ يونيو الماضي.

إيلي الحاج من بيروت: اهتزت إيران بعد الإنتخابات الرئاسية في 12 حزيران/ يونيو الماضي التي أسفرت عن ولاية ثانية مهزوزة من أربع سنوات للرئيس محمود أحمدي نجاد، لكنها لم تقع وقد لا تقع، ليبقى النظام في خضم متلاطم من الإحتمالات السيئة خصوصا أن موضوع تسلح إيران النووي يذهب في اتجاهات مقلقة تتزايد معها عزلة طهران سياسيا ودبلوماسيا على نحو لا سابق له، والعقوبات الدولية الواسعة تطل برأسها في ظل وضع اقتصادي خانق أبرز معالمه التضخم وعدم القدرة على التحديث.

وليس ترجيحا ولا من باب التمني إن السنة ٢٠١٠لا بد أن يتخللها حسم في الملف النووي الإيراني إما سلباً وإما إيجاباً، فمرحلة المراوحة لا يمكن أن تطول أكثر، وسياسة اليد الممدودة للمصافحة التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة شهيرة إلى القادة والشعب الإيرانيين في 20 آذار/ مارس الماضي انتهت مفاعيلها إلى لا شيء عملياً، وها هي طهران تمهل العالم بدل أن تتعامل مع المهلة التي أكدتها الدول الكبرى مرارا بالإعلان أن نهاية السنة 2009 هي موعد انتهاء الوقت المتاح للتفاوض وبعد ذلك سيكون شأن آخر.

هكذا سيدور البحث في كواليس عواصم القرار من الآن فصاعدا على تحديد العقوبات التي تؤذي الحكم الإيراني ولا تؤذي الشعب ، وهذا منحى خطر تصاعدي يوصل في نهاية الأمر إلى مواجهة لا شك إنها إذا حصلت فستكون مدمرة ولن تقع عواقبها على إيران وحدها بل على المنطقة بأكملها ، وستتأثر بتداعياتها دول العالم بأسره، وبشدة.

وليس الأمر مقتصراً على مواجهات مع الداخل ومع المجتمع الدولي ، فبين إيران والعالم العربي مواجهة صامتة ولكن ضارية ومرشحة للتفاقم خلال الأشهر الآتية بعدما أثبتت طهران قوة نفوذها على التوالي في لبنان من خلال "حزب الله" وفي العراق من خلال الحلفاء الموالين لها من تنظيمات وشخصيات شيعية، وفي فلسطين من خلال حركة"حماس" ، وأخيراً في اليمن من خلال تمرد الحوثيين الذين تدعمهم.

وفي تقرير دبلوماسي ورد إلى بيروت قبل أيام تأكيد للمؤكد ، وهو إن مشروع طهران النووي يحمل في طياته احتمالات جر الشرق الاوسط الى أتون مواجهة مباشرة مع القوى الدولية. وإن طهران تمارس في ادارتها للأزمة النووية لعبة "حافة الهاوية" على رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها لها المجتمع الغربي سواء من خلال القبول بحقها بحيازة الطاقة النووية، أو عبر المبادرات الايجابية التي تمخض عنها لقاء جنيف من خلال اقتراح استبدال اليورانيوم الذي تمتلكه ايران بآخر مخصب وجاهز للتشغيل ، ولكن بشرط أن يُنتج في دولة أخرى. فطهران تواصل أسلوب المناورة عند الحد الفاصل بين القبول المشروط والممانعة المستترة، مما يعززاقتناع الأطراف الدوليين والاقليميين، وفي مقدمهم اسرائيل، بوجود مخطط ايراني للتسويف وشراء الوقت اللازم لإنتاج السلاح النووي وفرضه أمرا واقعا على المجتمع الدولي.

في ظل المرواغة الايرانية هذه والقلق الدولي المتعاظم، تبدو المنازلة العالمية مع الجمهورية الاسلامية في طريقها نحو اشكال جديدة من التصعيد، خصوصا بعد تلويح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف باللجوء الى خيارات أخرى في التعامل مع طهران، في خطوة مخالفة لكل المواقف السابقة لموسكو، مستكملا خطوات سابقة لا تقل عنها أهمية ، ابرزها تجميد صفقة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات الأكثر تطوراً من نوعS 300، كانت تعوّل عليها طهران لحماية منشآتها النووية، مما رسخ الإعتقاد بتموضع جديد لموسكو من ضمن جبهة التصدي للمشروع النووي الايراني من جهة، واستعدادات المجتمع الغربي للانتقال باستراتيجية المواجهة ضد طهران الى مستوى أعلى.

أما الصين التي تبدو أحياناً داعمة للموقف الإيراني، فإنها تستغل هذا الملف في حقيقة الأمر من اجل دخول السوق الإيرانية، وقد نجحت بكين في استغلال المقاطعة الاقتصادية التي سببتها العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على طهران، ليكون الميزان التجاري في العلاقات الثنائية لمصلحة الصين، في حين لم تنجح السياسة الإيرانية في الانضمام الى "منظمة شنغهاي للتعاون" التي تتناغم مع سياسة طهران في الاتجاه لدعم المحور الشرقي على حساب المحور الغربي. كما أن الصين لم تقف ضد أي من القرارات التي أصدرها مجلس الأمن، بل وافقت عليها بالإجماع، حتى انها لم تعط لنفسها خيار "الامتناع عن التصويت" عليها.

وأما تركيا فانها ترغب في أداء دور الوسيط في الملف النووي الإيراني، ليس إرضاءً لطهران، بل تحاول من خلال ذلك إثبات أهمية دورها للأوروبيين المترددين في قبول انضمامها الى الاتحاد الأوروبي، وإثبات أنها شريك قوي يمسك أوراقاً مهمة في الشرق الأوسط ويستطيع خدمة مصالح الاتحاد، إضافة الی رغبة "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في التحول لاعباً أساسياً في الشرق الأوسط. إلا أن الحكام الإيرانيين لم يعطوا الاتراك حتى اليوم، إشارات إيجابية في شأن أدائهم دور الوسيط، وذلك بذريعة انهم لا يريدون تكرار تجربتهم مع الدول الغربية، عندما فتحت أبواب الحوار مع إيران في حين كانت هذه الدول تحت وطأة الضغط الأميركي القوي عليها.

وفي التقرير أيضاً إن مشروع طهران السياسي في العالمين الاسلامي والعربي ينطوي على أخطار تحويلهما مسرحا لحروب مذهبية لا يمكن التنبؤ بحدودها أو بنتائجها الكارثية. فمجريات الأحداث في الشرق الاوسط والتطورات المتفاقمة على امتداد العالمين الاسلامي والعربي باتت تؤكد يوما بعد يوم أن مشروع طهران السياسي تحول صاعق تفجير لأشكال توترات وتناقضات تاريخية التي تعانيها المنطقة. تناقضات ظلت حتى وقت قريب داخل دائرة الإحتواء والسيطرة، لكنها لم تعد كذلك عملياً بعد رعاية الجمهورية الإسلامية لقوى متطرفة وتحويلها أدوات استراتيجية تصب في مصلحة طموحات إيران إلى دور القوة المهيمنة على المنطقة الممتدة من سواحل المتوسط حتى بحر قزوين.

لذلك يبرز تأثير إيران على أشده في العراق من أجل الحسم في تحديد مستقبل هذا البلد المجاور لها والشديد الحساسية بتعقيداته، وفي الأراضي الفلسطينية عبر محاولة "حماس" تقويض كل مقومات السلطة الفلسطينية وتكريس أراضي الدولة الموعودة قاعدة عسكرية تدور بكاملها في الفلك الايراني، وفي لبنان حيث أصبح " حزب الله" لاعبا اقليميا، وفي مصر التي تحاكم خلية للحزب المذكور بتهم القيام بنشاطات عسكرية واستخبارية تتعارض مع سيادة مصر ومصالحها، وصولا الى اليمن التي تخوض حربا عسكرية مصيرية مع جماعة الحوثيين المدعومين من الجمهورية الاسلامية، الى السعودية التي تحركت لدرء أخطار الاستراتيجية الايرانية من خلال الجماعة نفسها. وقد يكون ما تشهده الحدود اليمنية السعودية من حربٍ مشتعلة فاقت كل التقديرات ومن اتهامات رسمية ايرانية مباشرة إلى المملكة منعطفا خطيراً في تظهير أبعاد المشروع الايراني الذي يمكن أن يفجر كل التناقضات في المنطقة.

والخلاصة دعوة إلى إبقاء الأعين مفتوحة خصوصا على ما يجري في اليمن مع انتقال التهديد الايراني من مستوى التحديات المستترة التي اقتصرت حتى اليوم على توسع نفوذ طهران في العراق وفي فلسطين وفي لبنان، الى مستوى التحدي المكشوف، حيث أصبحت الرياض على تماس مباشر مع أحد أقوى الامتدادات المذهبية والأذرع العسكرية لإيران. وفي الواقع يخطىء كثيراً من يعتقدون أن تحرك الحوثيين هو مجرد تمرد عادي لجماعة محدودة الإمكانات والأهداف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفرس
القرشي -

صحيــــــــــــح. ان شاء الله نهايتهم فما بني على باطل فهو باطل فأيران بلد عظيم ونحبه لاكن من يحكمونه هم السبب في كره العالم الاسلامي والعربي لهم لانهم يريدون للعرب والمسلمين الفرقة ...كي يستولو على ثروات العرب ويتقاسمونها مع الغرب ولاكن يحلمون

النظام الايراني
فؤاد -

ان شاء الله ستكون نهاية نظام الملالي في ايران عام 2010 لان النظام الايراني عمل ويعمل جاهدا بتفرقة الامه العربيه والاسلاميه من اجل مصالحه العنصريه الفارسيه فهو نظام توسعي قائم على نعر الطائفيه كما هو معروف دور النظام الايراني القذر في العراق فهو وبمباركه امريكا يشارك المحتل الامريكي بالكعكه العراقيه لماذا لا وان من يقدم الكعكه هم ازلام النظام في قم لكن عدما يخرج المحتل الغاشم من ارض الرافدين سنجعل العراق مقبره للفرس وكل محتل يحاول النيل من ارض الرافدين ان شاء الله

احلام لن تتحقق
ســــــــــــلام -

كل المتابعين للشأن الايراني يروا ان ايران دوله قويه و كبيره ولها ثقلها في المنطقه،وبرنامجها النووي زادها قوه الى قوتها،ولايمكن لاي قوه ان تجرب حضها لاسقاط ايران عسكرياً ، وهذا بمثابة انتحار، ناهيك انها تمتلك صواريخ بعيدة المدى، والذي هي اخطر شئ في المعركه ان حصلة لاسامح الله.و من هذا نستنتج ان المعركه لن تحسم عسكرياً.نعم المراهنه اليوم على المعارضين في الداخل وبتعزيز من الخارج ،وشاهدنا المتضاهرين والاعمال الذي قاموا بها من حرق واعتداء على ممتلكات الناس ،ممى جعل الشعب يتلاحم ويقف ضدهم مطالب الحكومه بمعاقبتهم واصبحوا غير مرغوب بهم، وبهذه الحاله سقطـة كل الاوراق.

انتهى عصر الأستبداد
محمد صالح -

نقول انتهى عصر الأستعباد والأستغلأل باسم الدين وانتهى عصر الجهل وعصر الكرامات التى لم يصلها حتى رسول الله اخر الرسل والأنبياء يكفى استخفاف بعقول الجهلة واستغلأل الدين لمصالح شخصية ايران زرعت الفتنة بين المسلمين وفرقتهم شيع وجماعات وجعلت من الوالى الفقيه سدنة الجنة وحامل مفاتيحها والله سبحانه وتعالى وما منكم الأ واردها وانتهى الوحى بموت الرسول محمد صل الله عليه وسلم وصحابته وال بيته وانتهى عصر الدكتاتورين وابطال المنابر وابطال المخابى وابطال التهديد والوعيد لقد سبقهم اكثر منهم قوة ومال من فرعون وامثاله وهتلر وبنوشيه وشاوسيسكو وحتى الخمينى اينه الأن واين صدام وغروره واين كوبا وكوريا هاهم وشعوبهم فى افقر الشعوب فى العالم هل يكفى هذا

حسنات السقوط
سالم حسون -

في السبيعينات والثمانينات لم يخطر على بال أحد في أمريكا ، وهي العدو اللدود للإتحاد السوفيتي إن هذا الغريم العنيد سوف يتهاوى بسهولة منقطعة النظير ومن الداخل ، وعلى ايدي مواطنيه ، فكان السقوط مدوياً نظراً لحجم القوة الإعلامية التي صورت هذا النظام ، ومثلما يفعل النظام الإيراني الحالي بأنه نظام إلهي ومنزل من السماء ، وهو غير خاضع لتأثيرات البشرية .. إن الثورة تأكل أبنائها ، وها هم قادة الثورة الإسلامية الأول يتعرضون للإضطهاد على أيدي زملائهم ورفاقهم الذين لم يبخلوا بهذا الإضطهاد حتى على عائلة مؤسس الدولة الإسلامية الإمام الخميني التي تستعد للهرب من إيران نحو النجف ، ولا أدري إن كانوا من السذاجة بمكان بحيث أنهم يتعقدون أن النجف سوف تحميهم من الحرس الثوري هناك ، هذا الحرس الذي يدير اللعبة السياسية بأكملها في العراق . لم يحن الوقت بعد للتحدث عن سقوط محتمل للجمهورية الإسلامية ، وإن الحديث عن ذلك الآن يدخل في خانة الدعاية النفسية لا أكثر ، لأن الإنشقاق لم يتعد سوى الهرم السياسي الفوقي ، ومازال النظام متماسكاً جداً في مؤسساته ، وهو لم يستخدم بعد كل أسلحته ، ولم يصل مرحلة فوران المجتمع الإيراني إلى تلك الدرجة التي وصلت إليه في عام 1979 حين أنتقل الجيش والشرطة إلى صفوف المنتفضين والمحتجين ، واصبح الشاه مجرد شبح ليس إلا. وبالطبع فإن سقوط النظام الإيراني سيسحب البساط من تحت أقدام الإسلام السياسي الشيعي في العراق الذي يعيش على دعم هذا النظام وإسناده ، لكنه من جانب آخر سوف يفتح الباب على مصراعيه للنفوذ الوهابي السعودي ، وبذلك فسوف لن يتخلص العراقيون من الكوابيس السياسية .

تقرير واقعي
s -

تقرير واقعي ومعروف للجميع ليس فيه شيء جديد لكن شىء الغريب ان كاتب المقال لم يأتي بكلمة واحدة عن الدور السوري في هذا الصراع الذي يدور في المنطقة

ليس كذلك
حميد -

نظام الجمهورية الاسلامية نظام شعبي ثوري يستند على قاعدة جماهيرية كبيرة ، تدين بالولاء المطلق لايران الوطن وللمرشد الروحي ، وهي مستعدة لكل اشكال المواجهة ، فالحصار الاقتصادي وغيره لم يجدي نفعا طيلة عمر الثورة ، أنا أعتقد إن ايران سائرة نحو امتلاك القوة العسكرية النووية منها والصاروخية ، وهي قد اجرت دراسات مستفيضة لكل انواع المواجهة، أما معارضة الداخل فبدأت بالسقوط والتعري وفقدان مصداقيتها لأرتمائها في احضان الاجنبي ، وفي محاربتها نظام الجمهورية الاسلامية الذي لا يختلف عليه اثنان في ايران، بأنه نظام استطاع أن يستوعب كل شرائح المجتمع الايراني ، وما الاستقرار الذي شهدته ايران طيلة السنوات المنصرمة إلا دليلا على ذلك.