القوى الخارجية تتدخل في اليمن وتتحمل خطر المجازفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما يؤكد الهجوم الفاشل على الطائرة الاميركية الخطر الماثل في تحول اليمن الى ملاذ لتشدد القاعدة، تتجه القوى الخارجية الى التدخل اكثر في اليمن رغم المخاطر.
صنعاء: بلور هجوم فاشل على طائرة ركاب اميركية المخاوف العالمية بشأن وجود تنظيم القاعدة في اليمن.
ويعتقد ان النيجيري المتهم بمحاولة تفجير الطائرة يوم 25 كانون الاول- ديسمبر كان في مهمة دبرها جناح القاعدة في جزيرة العرب الذي يستغل حالة انعدام الاستقرار في اليمن لشن هجمات في المنطقة وخارجها.
ويعتبر التشدد الاسلامي احد التحديات الامنية والاقتصادية التي يواجهها الرئيس علي عبد الله صالح.
كما يعتبر التمرد الشيعي في الشمال والتحرك الانفصالي في الجنوب أعراضا لضعف الحكومة المركزية في دولة يقوض انتشار الفساد فيها وتدهور عائداتها النفطية اي محاولة لمعالجة الفقر او البطالة او نقص الموارد المائية.
وقد تعهد صالح بالتعاون مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على المدن الاميركية وتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية مقابل ذلك. لكن بحلول عام 2004 بدا ان تنظيم القاعدة في حالة فوضى وضعف اهتمام الولايات المتحدة بها. وفي عام 2006 خفضت واشنطن المساعدات تعبيرا عن غضبها من تساهل اليمن ازاء المتشددين.
وعاد البندول الى الاتجاه الاخر. واصبح كبار المسؤولين الاميركيين في مجال مكافحة الارهاب الان يعتبرون اليمن في قمة الاهتمام بعد افغانستان وباكستان.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما لصالح في ايلول- سبتمبر ان أمن اليمن أمر حيوي لذا فان الولايات المتحدة ستقدم المزيد من المساعدات الى بلاده. وقال الجنرال الاميركي ديفيد بتريوس الذي ناقش التعاون العسكري مع صالح في صنعاء يوم السبت ان واشنطن ستزيد المساعدات الامنية لليمن التي تقدر بنحو 70 مليون دولار الى اكثر من مثليها.
وشنت القوات المسلحة اليمنية بمساعدة اميركية غير مباشرة على الاقل عدة هجمات على اهداف للقاعدة في الاسابيع الاخيرة.
لكن التهديدات الامنية دفعت السفارة الاميركية التي تعرضت للهجوم مرتين في عام 2008 الى اغلاق مبناها بصفة مؤقتة يوم الاحد. كما اغلقت بريطانيا وفرنسا ايضا سفارتيهما في العاصمة اليمنية.
وامتنعت الولايات المتحدة عن انتقاد هجوم الجيش اليمني الذي يعتمد سياسة "الارض المحروقة" الذي شنه صالح ضد المتمردين الحوثيين في الشمال في اب- اغسطس. لكنها لم تؤيد ادعاء الحكومة بان ايران تدعم المتمردين.
وفي ضوء تنبه الولايات المتحدة الى احتمال انزلاق اليمن نحو الفوضى فانها ألقت بثقلها وراء الحكومة التي يشوه الفساد صورتها والتي اصبحت سيطرتها وشرعيتها ضعيفة للغاية في انحاء واسعة من البلاد.
وينتشر الشعور المعادي للولايات المتحدة بين سكان اليمن الذين يبلغ تعدادهم 23 مليون نسمة. وربما يؤدي التورط الاميركي العميق في محاربة القاعدة الى زيادة التعاطف مع المتشددين في بلد ينتشر فيه السلاح بلا حساب.
وفي هذا الصراع، تعتبر المملكة السعودية اكبر مانح للمساعدات المالية لليمن واهم حليف لها مع الولايات المتحدة لكن بعض اليمنيين يشعر بالاستياء من النفوذ السعودي على بلادهم.
اما بالنسبة لايران، فقد رفضت حكومة صالح التي تصور الحوثيين على انهم مخالب لايران عرضا ايرانيا للوساطة في الصراع الذي ترجع جذوره الى ايام الحرب الاهلية اليمنية في الستينات. ويقول دبلوماسيون غربيون انه لا تتوفر لديهم اي ادلة عن دعم ايران للحوثيين الذين يختلف مذهبهم الزيدي عن المذهب المتبع في ايران.
ويؤكد الهجوم الفاشل على الطائرة الاميركية الخطر الماثل في تحول اليمن الى ملاذ لتشدد القاعدة. واذا ما أخفقت الدولة اليمنية فسيعرض ذلك دول الخليج العربية للخطر.
وتتركز بواعث القلق ايضا على قرب اليمن جغرافيا من الدولة الفاشلة في الصومال التي تقع على الناحية الاخرى من خليج عدن ويوجد بها القراصنة الذين يهددون الملاحة التجارية الدولية.
وتمر نحو 20 الف سفينة عبر خليج عدن كل عام متجهة الى قناة السويس او قادمة منها.
وقالت حركة الشباب الاسلامية المتمردة في الصومال يوم الجمعة انها مستعدة لارسال تعزيزات الى القاعدة في اليمن اذا شنت الولايات المتحدة هجمات انتقامية هناك.
ويستضيف اليمن بالرغم من متاعبه الاقتصادية الشديدة مئات الالوف من اللاجئين والمهاجرين الصوماليين وغيرهم من الافارقة الذين يحاول الكثيرون منهم الانتقال الى دول الخليج او اوروبا.
كما يواجه اليمن أزمة انسانية في الشمال حيث تقول منظمات الامم المتحدة ان الصراع دفع الى نزوح اكثر من 170 الف شخص منذ عام 2004. وتقول ايضا ان اكثر من نصف الاطفال في انحاء اليمن تبدو عليهم علامات سوء التغذية.