المسح الضوئي للمسافرين في بريطانيا ينتهك قوانين حماية الأطفال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير نشر اليوم الثلاثاء، إنّ استخدام تكنولوجيا المسح الضوئي للجسم في المطارات البريطانية تهدد بخرق قوانين حماية الأطفال، التي تمنع صنع صور شائنة ومعيبة للاطفال.
من جهة اخرى، يؤكد ناشطون من اجل الخصوصية أنّ الصور تم إنشاؤها بوساطة الآلات، وصور كاشفة بحيث تُعد بمثابة تعرية المسافر من اجل تفتيشه، ودعوا الى ضوابط لحماية خصوصية المسافرين الذين يخضعون لهذه الاجراءات.
ويواجه الوزراء البريطانيون المختصون الآن خيار اعفاء القاصرين (من هم دون 18 عامًا) من الخضوع للمسح الضوئي، أو تأخير بدء العمل بالتكنولوجيا الحالية لحين إصدار قانون جديد يضمن ان موظفي المطارات الأمنيين لا يرتكبون أي من المخالفات المنصوص عليها بقانون الإباحية الخاص بالاطفال.
كما تواجه الحكومة البريطانية دعوات من منظمات الحريات المدنية، التي تطالب بضوابط تضمن ان الصور التي تصنعها آلات المسح الضوئي، بما في ذلك صور المشاهير، لا ينتهي بها المآل على الانترنت. وأكدت وزارة النقل ان مشكلة الإباحية عند الأطفال هي من بين القضايا القانونية والعملية التي تدرسها الحكومة الآن، بعد اعلان رئيس الوزراء غوردن براون يوم الأحد الماضي انه يريد ادخال تكنولوجيا التصوير الشعاعي تدريجيًا في المطارات البريطانية.
وكانت تجربة قدأُجريت في مطار مانشيستر لاختبار آلات المسح الضوئي التي تكشف عن صور عارية للركاب، بما في ذلك اعضاؤهم التناسيلة واثداء النساء المزروعة، ولكن تم إعفاء القاصرين دون سن الثامنة عشرة من الخضوع للتفتيش بهذه الطريقة. واتُخذ قرار الاعفاء بعدما حذرت منظمة لحماية حقوق الانسان من ان التصوير الضوئي يمكن ان يشكل انتهاكًا لقانون حماية الاطفال الصادر العام 1978 والذي يمنع صنع صورة معيبة أو حتى صورة كاذبة معيبة لطفل.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن الناشطة في منظمة العمل من اجل حقوق الأطفال تيري داوتي انها أثارت مع الشرطة منذ خمس سنوات موضوع مخاوف من استخدام آلات المسح الضوئي المماثلة في حملة مناهضة لحمل السكاكين، عندما بدأت وزارة النقل تجربة مشابهة العام 2006 على احد خطوط السكك الحديد.
واعلن متحدث باسم مطار مانتشيستر ان تجربة الأجهزة الجديدة بدأت في كانون الأول/ديسمبر ولكن على المسافرين الذين تزيد اعمارهم على الثامنة عشرة فقط الى حين استجلاء الموقف القانوني بالنسبة إلى الأطفال، وشارك حتى الآن 500 شخص على اساس اختياري وكانت ردود افعالهم كلهم تقريبًا ايجابية، بحسب المتحدث.
يمر المسافرون عبر اجهزة للكشف عن المعادن ايضًا قبل ركوب الطائرة، ويقول مسؤولون في المطارات ان الصور التي تلتقطها آلة المسح لا يراها إلا ضابط امني واحد في مكان بعيد قبل ان يتم حذفها.
واوضح متحدث باسم وزارة النفل البريطانية ان السلطات تتفهم التحفظات التي أُبديت في ما يتعلق بالخصوصية لدى استخدام اجهزة تصوير الجسم شعاعيًا. ومن الضروري تدريب الموظفين على الوجه المطلوب، مضيفا ان الوزارة تعد قواعد سلوك تضمن اخذ هذه المخاوف والتوجسات في الاعتبار، وتقضي الضوابط السارية حاليًا ببقاء مشغلي أجهزة التصوير بعيدًا منها، بحيث لا يستطيعون رؤية الشخص الذي يشاهدون صورته ثم تحذف الصورة على الفور.
ولكن ناشطين في منظمات الدفاع عن الخصوصية يطالبون بضمانات من الحكومة تكفل استخدام اجهزة التعرية الالكترونية لتفتيش المسافرين بطريقة قانونية ومتناسبة وحساسة تقوم على معايير عقلانية، بلا اي تحيز على اساس العرق أو الدين. كما يحذر الناشطون من ان تصوير المشاهير أو اشخاص من ذوي العاهات أو الحالات الجسمانية الشاذة، يمكن ان تشكل مصدر استرزاق مغرٍ لدى بعض ضعيفي النفوس من الموظفين.
يتواصل هذه السجال في وقت اكدت فيه رئاسة مجلس الوزراء البريطاني ان الاستخبارات البريطانية نقلت الى الولايات المتحدة معلومات بأن عمر فاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير طائرة ركاب فوق الولايات المتحدة، سعى الى الاتصال بإسلاميين متطرفين حين كان طالبًا في لندن. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء، ان اسم عبد المطلب كان مدرجًا على قائمة اشخاص يُعتقد انهم قاموا بمحاولات للتعامل مع متطرفين، ولكن لم يُخص اسمه بالذكر بوصفه يشكل تهديدًا محدَّدًا.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد إنتقد اجهزة المخابرات الاميركية لاخفاقها في ربط المعلومات المتعلقة بالشاب النيجيري، البالغ من العمر 23 عامًا، بما يمنع ركوبه الطائرة التي كانت متوجهة من امستردام الى ديترويت.