نشاط القاعدة ينتقل جنوبا مع تراجع أعمال العنف في الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يثير الوجود المتنامي للقاعدة قلقا اضافيا للحكومات الغربية التي تخشى أن يكون التنظيم قد وجد ملاذا آمنا له في الصومال واليمن.
بومرداس: يوحي هدوء لم يسبق له مثيل لاعمال العنف في الجزائر بأن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ينقل نشاطه الذي يضم الكمائن والتفجيرات وعمليات الخطف جنوبا الى الصحراء الكبرى الشاسعة.
وللمرة الاولى منذ أوائل التسعينيات من القرن العشرين عندما نشب صراع شامل بين قوات الحكومة الجزائرية واسلاميين مسلحين مرت خمسة شهور على الجزائر دون أن تشهد سوى هجوم كبير واحد من المتمردين.
لكن محللين يقولون ان مقاتلي القاعدة في شمال افريقيا لم يهزموا تماما لكنهم نزحوا الى منطقة صحراء الساحل التي تضم أجزاء من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر.
وقال ليس بوقراع نائب رئيس المركز الافريقي للدراسات والبحوث حول الارهاب وهو مؤسسة بحثية يمولها الاتحاد الافريقي انه لم يعد يوجد ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بل أصبح هناك ما وصفه بأنه تنظيم القاعدة ببلاد الساحل الاسلامي.
وتمنع الحدود التي يسهل اختراقها حكومات منطقة الساحل من التصدي للامر وكذلك نقص القوات والمعدات لمراقبة منطقة شاسعة تعيش فيها قلة من الناس لكن بها مخزونات كبيرة من النفط والغاز واليورانيوم وغيرها من المعادن التي يطمع فيها العالم الصناعي.
ويضغط العدد المتزايد لعمليات خطف السائحين الاجانب والعاملين في مجال المساعدات والدبلوماسيين عام 2009 على حكومات المنطقة حتى تحرز تقدما في الوفاء بوعودها لتعزيز التعاون فيما بينها لقتال القاعدة في الصحراء الكبرى.
وقالت ان جيديسيلي وهي خبيرة في شؤون أمن المغرب العربي بمؤسسة تيروريسك الاستشارية في باريس "سيكون هذا العام اختبارا مهما لما يمكن أن تقوم به الجزائر مع شركائها الجنوبيين لمواجهة توسع هذه الجماعات المختلفة في مناطق الحدود."
وأضافت "بدأ الامريكيون في دس أنوفهم وسيتدخل الاوروبيون أكثر ... يتوقف الكثير على ما يحدث في هذه المنطقة."
وينعم الناس في المنطقة المطلة على البحر المتوسط في الجزائر وحيث تعيش أغلبية الجزائريين وعددهم 35 مليون نسمة بسلام نسبي بعد سنوات من العنف. وتبعد هذه المنطقة الاف الكيلومترات الى الشمال من الساحل.
وتفيد تقديرات من منظمات دولية غير حكومية بأن نحو 200 ألف شخص قتلوا في أوج الصراع في التسعينيات من القرن العشرين.
وقتل المئات في سلسلة من التفجيرات الانتحارية عام 2008 وكانت هناك تفجيرات وهجمات منتظمة على قوافل الشرطة والجيش حتى النصف الاول من عام 2009.
وقتل سبعة من رجال الشرطة الجزائرية في كمين في أكتوبر تشرين الاول وكان هذا هو الهجوم الكبير الوحيد في الجزائر منذ يوليو تموز. وأشار ريتشارد باريت منسق فريق مراقبة القاعدة وطالبان في الامم المتحدة الى تراجع أعمال العنف في النصف الثاني من 2008.
وقال في ندوة "كان شهر رمضان الماضي (أواخر أغسطس اب وأوائل سبتمبر أيلول) في الجزائر أهدأ رمضان في البلاد منذ 15 عاما." وشهد رمضان في السنوات االسابقة زيادة في الهجمات.
ومن الممكن ايجاد دلائل على هذا التغير في منطقة القبائل شرقي العاصمة الجزائر والتي ظلت توصف لسنوات بأنها "مثلث الموت".
واتخذ المتمردون من الجبال الوعرة في منطقة القبائل قاعدة رئيسية لهم وكان السكان يهرعون الى منازلهم قبل حلول الظلام تجنبا لاي هجمات.
لكن الفتيات في المنطقة عدن الان الى مدارسهن بعد أن كان اباؤهن يمنعنهن من الذهاب تجنبا لاثارة غضب الاسلاميين الاصوليين.
وفي فندق ببلدة بومرداس في منطقة القبائل وضعت لافتة تشير الى وجود حانة وهو أمر لم يكن ليطرأ على بال أحد قبل سنوات لان المقاتلين حظروا الخمر.
ولم ينته العنف تماما في الجزائر ففي مناطق منعزلة بعيدة عن العاصمة وقعت هجمات متفرقة ضد أهداف حكومية.
وعززت العديد من السفارات الغربية في الجزائر العاصمة نفسها من اجراءاتها الامنية المشددة أصلا الشهر الماضي قبيل ذكرى تفجير شاحنة في مكتب الامم المتحدة بالبلاد يوم 11 ديسمبر كانون الاول 2007.
ووقفت أمام مدخل السفارة الامريكية بالجزائر في يوم الذكرى شاحنات ثقيلة وسيارات جيب تحمل لوحات دبلوماسية لمنع أي سيارة من الاقتراب.
لكن معظم المعلقين يقولون ان التمرد الاسلامي ضعف كثيرا.
وقال الشيخ يحيي وهو قيادي اقليمي سابق لمتمردين اسلاميين في شمال الجزائر استسلم عام 2001 بموجب عفو حكومي ان فقدان الدعم الشعبي كان عاملا مهما في هزيمة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.
وأضاف لرويترز من منزله في قرية بمنطقة البويرة وهي معقل سابق للمتمردين أن عدة فتاوى صدرت عن رجال دين معروفين ومحترمين شجعت المقاتلين أيضا على القاء السلاح.