غموض في اعلان خاطفي البريطانيين الافراج عن قائدهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يكتنف الغموض مسالة اعلان "عصائب اهل الحق" الشيعية المتطرفة اطلاق سراح قائدها بالتزامن مع قيامها بتسليم آخر رهينة بريطانية في ظل غياب اي تاكيد عراقي رسمي لذلك.
بغداد: اكدت مصادر داخل المجموعة الشيعية المنشقة عن جيش المهدي واخرى مقربة منها ان السلطات العراقية اطلقت فجر الثلاثاء سراح الشيخ قيس الخزعلي قائد "عصائب اهل الحق" المسؤولة عن خطف خمسة بريطانيين في العراق العام 2007. وقال مصدر مسؤول في المجموعة "اطلقت السلطات العراقية فجر الثلاثاء سراح الشيخ قيس الخزعلي" المحتجز منذ قرابة ثلاثة اعوام. واضاف ان "الخزعلي كان الوحيد الذي اطلق سراحه حاليا"، مشيرا الى ان "الاتفاق مع السلطات العراقية والاميركية يتضمن الافراج عن حوالى 400 معتقل آخر" من العصائب خلال الايام المقبلة.
من جهته، قال مصدر اخر من المجموعة ان "قوة اميركية رافقت الخزعلي من معسكر كروبر، قرب مطار بغداد، عصر الاثنين الى المنطقة الخضراء في وسط العاصمة حيث قامت بتسليمه الى قوة عراقية اطلقت سراحه فجرا". واشار دون مزيد من التفاصيل الى "تسليم اخر اسير بريطاني للسلطات العراقية". كما اكد مصدر مطلع مقرب من عصائب اهل الحق ذلك مشيرا الى "عملية تبادل متزامنة بحيث تطلق الحكومة سراح الخزعلي في حين تسلم العصائب الرهينة البريطاني حيا او ميتا (...) لكنني ارجح وفاته اثناء الاسر".
وكانت "عصائب اهل الحق" الشيعية المتطرفة خطفت بيتر مور، المستشار في مجال المعلوماتية، مع اربعة من حراسه الشخصيين في 29 ايار/مايو 2007 في عملية نفذها اربعون رجلا يرتدون زي الشرطة في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد. وافرجت المجموعة عن مور في 30 كانون الاول/ديسمبر الماضي. وذلك بعد ان كانت السلطات البريطانية تسلمت رفات ثلاثة من حراسه، اثنان في حزيران/يونيو الماضي وهما جيسون كريزويل (39 عاما) من غلاسكو (سكتلندا) وجيسون سويندلهرست (38 عاما) من سكيلمرسدال (شمال غرب انكلترا) والثالث وهو اليك ماكلاكلان في ايلول/سبتمبر.
والعام الماضي اطلقت القوات الاميركية سراح اربعة من كبار قادة العصائب هم عبد الهادي الدراجي وحسن سالم وصالح الجيزاني وليث الخزعلي، "ابو سجاد" شقيق الامين العام للتنظيم الشيخ قيس الخزعلي. يذكر ان الجيش الاميركي اعلن في 22 اذار/مارس 2007، اعتقال عدد من الاشخاص للاشتباه بتورطهم في قتل وخطف خمسة جنود اميركيين في كربلاء في كانون الثاني/يناير العام ذاته، مؤكدا اعتقال الاخوة الخزعلي وآخرين في الحلة والبصرة.
كما اكد مطلع تموز/يوليو 2007 اعتقال "علي موسى دقدوق الملقب بحميد محمد جبور اللامي في العشرين من اذار/مارس الماضي وهو قيادي في حزب الله جاء الى العراق بايعاز وتغطية من فيلق القدس" التابع للحرس الثوري في ايران. واوضح ان "قيادة حزب الله اللبناني ارسلت العام 2005 دقدوق الى ايران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين". وسبق لقيادي في العصائب ان اعلن في اذار/مارس 2009 ان مفاوضات تجري مع الاميركيين والسلطات العراقية للافراج عن قادة المجموعة مقابل اعلان تخليها عن العنف ومهاجمة القوات الاجنبية والانخراط في العملية السياسية والمصالحة الوطنية.
وقد اكد في حينها ان "مور سيكون آخر الرهائن الذين سيطلق سراحهم ضمن صفقة كبيرة قد تتضمن اطلاق سراح القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق الذي اعتقل مع الشيخ الخزعلي قبل عامين". والشقيقان خزعلي، ولا سيما قيس، من الكوادر السابقة في جيش المهدي. وكان الاخير المتحدث باسم مقتدى الصدر خلال معارك النجف مع الاميركيين في آب/اغسطس 2004. وقد ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية نقلا عن "مصادر موثوق بها في العراق وايران" الخميس الماضي ان الحرس الثوري الايراني نظم عملية الخطف واقتاد الرهائن الخمسة الى ايران في الساعات التي تلت.
لكن ايران نفت ذلك. ونقلت قناة "العالم" الايرانية الناطقة بالعربية عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست قوله "ان هذه المعلومات لا اساس لها". من جانبها كانت الحكومة العراقية اعلنت ان "عملية اطلاق سراحه (قيس الخزعلي) تاتي ضمن جهود الحكومة لتحقيق المصالحة الوطنية".